من مواليد 1958 البصرة العراق.1981 عبور الحدود الى ايران مشيا على الأقدام.1985 دخول الدنمارك والإقامة فيه حتى الآن بعد إقامة قصيرة في سورية. له: "أمطار بلا سبب" (1988)، "أطلس البارحة" (1991)، "الصندوق الأسود" (1998) و"هودجها على التنين" (2002) نشرت هذه المجموعة على الانترنيت ولم تطبع في كتاب.

في القصيدة، بها، ومعها أقترب (أحيانا) من إستخلاص وتشكيل وتأطير ما لا يمكنني الإمساك به خارج القصيدة أو من دونها، لذلك فالقصيدة لا (الشعر) هي ما أريد.
القصيدة التي قد تطول ولكن لا تتطاول. القصيدة التي هي: لعب، مداعبة، زعل، كـُفران، تكسيرُ دُمى، وما هو مثل الطعن بـين الأصابع بالسكاكين.
القصيدة التي هي (بهتان) لا أصدقَ منه، لا لشيء سوى لكونـه محيرّا ً ومدهشاً كما تقول قواميس اللغة العربية وكما هو فعلا.
القصيدة التي هي (عرض حال) المجانين، المجانين الأريحيين تحديدا ومن هنا فهي (عين العقل).
وتبقى القصيدة حاجة روحية: محاولات لا تنتهي لتسلّـق أسوار عالية ملساء.

القصيدة التي هي (قاصدة) و (مقصودة).
سبب خفيف
كأن الله تململ
أو اشتبكت مجرّتـان بالسلاح الابيض
شهب، نيازك، مذنّبـات،
غبار كوني،
ونجيمات لاتحصى
تساقطتْ هنا و هناك
على درب التبّانة
..................
..............
..............
حصان غريب مجنّح
كان السبب
أسباب الفتنة

حافياً لاغبار عليه
ذهب الملاك الطاهر
ادراج الرياح
وعاد بخفيّ حُنين
دارت الأيام وها هو حُنين يهجم:
هات الخفيّن
صرخ الملاك و طار المهاجم
تجمهر الناس حول الملاك
فأراهم أثر جناحيه المخلوعين
أوثقوه [ أوثقوا المجنون]
مَن كان منهم حابلا ًاصطفّ يميناً
ومن كان منهم نابلا ًاصطفّ شمالا ً
وما ان اصطفّوا
حتى سقط حُنين المجنّح
على الرؤوس
فاختلط الحابل بالنابل
وانحلّ وثاق الملاك
فهجم علىحُنين المتشبّث بجناحيه
واستردّ جناحا ً
سنابك
سنابك خيل
سنابك خيل الشر
تسمّر الملاك: نصفَ حُنين ونصفَ ملاك
وفـرّ حُنين: نصفَ ملاك ونصفَ حُنين
وهو يكاد يطير من الفرح
القصيدة:
أنثى
ماعز جبليّ
رأسها فوق الغيم
ومن تحتها
ا
ل
هــــا
و
ية
قنافذ عارية
ربّما كنتُ نجّاراً
في حياتي السابقة
حتى حلّتْ الحكمة محلّ النجارة
فصرت كلما أدخل يدي
في جيبي
تخرج بمسمار ٍفضيٍّ ذهبيّ
تنهاني الحكمة عن بريقه الرنـّــان
وتربأ بي عن سبائك الأمـو ر
إلاّ ما يبرر الخلـو د
كأنْ انحتَ بأخشاب الماضي كله
قنافذ عاريةً
تكسوها الحكمة بالمسامير
فلا تترك مسمارا
دليل القاصي والداني
قُبيل الأدغال البكْر
قنطرة قديمة
ما ان تعبرها
حتى تستقبلك اصوات:
ادخل يا
تتلفّتُ تتراجع ثُم تتسمّر
وانت تسمع:
( ادخل وتوغل في أدغالك )
تهمُّ تتلفّتُ ثم
تتراجع
إلا ّ إذا كنت قد حسمتَ أمرك
عند ذاك وعندئذ ٍ وعندها
تدخل تتوغـل تتوغــل وتتوغـــل عميـــقاً
ولن تعود
حتى لو عدت
برديّة
حان تسريحك
فالأهرام قد اكتملت
لست كاهنا ً
حتى تبقى في صومعة الكهنة
ولا فرعونا ً
لينتظرك المدفن
ما أنت إلإ ّ عامل بناء
أكلت َ في عشرين عاما ً:
من رؤوس البصل الوفا ً
من أرغفة الشعير الوفا ً
وشربت من أقداح الماء الوفا ً وألوفا ً
ناهيك عن السياط
إذهب فأنت حر أيها العجوز
إذهب ونمْ في أشداق أول تمساح
يصادفك أوتصادفه
أللاّزورديون
قهقهاتهم تتلاطم
سكارى
يشربون الصدى
بأقداح ٍ من قرون الجامـوس
تطلّ عليهم من القمم الجرداء
النسور،
والحجر المسنون بالصواعق
ذلك ديدنهم،دَنهُمْ
طرائد الجنادل الهاوية
هاوية
وقد أوشكوا
سوى صانع اقداحهم:أنـا
أنـا الـذي يمـــوت
يموت:يقول صداه
بين قوسين
تلفّتْ
التلفتُ ريش
على كل سهم ٍ منطلق
في الدياميس
لا لأنك ( ماض ٍ )
وزفيرك يقدح على الجانبين
بل
تلفّتْ كأنك لن تتلفت
وشتّتْ المسافةَ بحسبان
لا لأن أمطارا ً
تلقّفها البجع في الأسحار
سوف يتقيؤها
بعد الأصيل
في البحيرات المُرّة
بل
هودجها على التنين
ظاعنة
في البرد الأزرق،
وهودجها على التنين
يتبعها
يركض،يركض حتى....
ويعيد الكَــــــــرّة
تتباطـءُ أحيانا ً
فيـحاذيهــــــا
وهي على التنين
وتجول عيناه في أسرار الهودج
تتباطء (مُرَدّدة ً):مسكين
ضفادعه الدرداء ساهرة
في
غدران الباطل
زمهرير
لا عابر ولا سبيل
ولا حتى طير ضال
الّلهمَ إلاّ ذلك البطريق
الذي صدّق أنك قادر
على الطيران
فتراءى له
وما من عابر
ولا من سبيل
ولا حتى بطريق
سبّابة
هذا هو أرخبيل الحليب والعسل
بأهله ومَن معهم
من سلاحف وكلاب
وملفوظين من البحر
الجوز وفير
والأسماك أوفر
والأوفر من هذين، الحرية: زرقاء،شاسعة
وذات زَبَد ٍلا يذهب جفاءا ً
هناك(يشير الذين قذفهم المد على جزر الأرخبيل
إلى ما وراء الحرية )
هناك: الله
والشمس
واللصــــوص
وعشرون قرنا ًوأيّل منقرض
أو مهاجر
كوّة لك وكوّة لي
جاء نقّار الخشب الذي فتح لي كوّة
رأيت منها صناديق لا تتشابه إلاّ في
كونها مغلقة على أصحابها وفي أن
نقار الخشب قد حطّ عليها كلها،و
فتح كوىً في الخشبية منها.
سمعت جاري ولم أره ( فتحة صندوقه
لا تقابل فتحة صندوقي ) ينادي:أيتها
الصناديق المجاورة،فحييته وتَعــــانقَ
صوتانا اللذان خرجا يبحثان عن نقـــّار
الخشب،يسألانه أن يكرر الزيـــــــارة.
قال:جاري الذي عن يميني هنــــاك،
(أنا جاره عن شماله ):أخبرني قبـــل
صمته،ان نقار الخشب لايثنّي الزيارة.
ووصف لي صندوقه من الداخــــــــــل
ووصفت له صندوقي.
ماذا كان قبل الصناديق،ومـــاذا بعــد
زيـارة نقار الخشب اليتيمة؟
ثمّـة صناديق هنا وصناديق هنــــــاك
صامتة تتبادل مواقعها، كأن شامــــلا ً
ما يحشرنا إلى ساعةٍ ما.وسرعــان
ما أزفتْ.
فلقد شاهدتُ (وشاهد صاحبي ربما،
أين هو الآن؟) الشاملَ يطــــــــــوّح
بالصناديق فيتلقفّها البحر. البـــــحر
الذي أنعم عليّ بكثرة الجيران،لـولا
انها كثرة(نعمة) يتلاعب بها التيــــّار.
الصناديق هنا تَسبح وتُسبّح كلّـــها
بنقار الخشب لايفوقه منزلةً عندها
إلا ّ عاصفة بحريّة تحطّم الصناديـق
قاذفــــــة ً بأحشائها إلى شواطئ
رمليـة ٍ،ندب ّ عليها كبطاريق تمسّ
اليابسة لأول مرة.
ملاحظة: كُتبتْ القصائد بين عامي 1998 _2002