الدكتور توفيق آلتونجي
&
رحلة في ثقافة الشرق تعود الى قرون عده خلت قدمها مجموعة من الشباب السويدي وابناء المهاجرين في عمل مسرحي يعالج موضوعا حساسا لجميع المهاجرين الا وهو قضية "الشرف والاخلاق" . بعد ان كانت السنوات الماضية مسرحا للعديد من الحوادث المؤسفة راحت ضحيتها صبايا بعمر الزهور بينما اودع الفاعل "المجرم" في السجن مدى الحياة وراء القضبان الحديدية وهوغالبا اما الاب المفجوع بنفسه او احد افراد الاسرة واحياناالاقرباء.
المهاجر الذي يحمل على اكتافة عرف وعادات وتقاليد ترجع الى الاف السنين لا يتمكن من خلعها كما يخلع المعطف حيث بمرور الوقت امتزجت بدمائه متحولا الى جزء اساسي من كيانه و وجوده الانساني.
&المسرحية بحد ذاتها محاكاة للمسرحية الكلاسيكية الاغريقية للكاتب المسرحي المعروف" صوفوقلس" كتبها قبل اكثر من 2500 عام تسمى" الكترا"& وقد عولج معالجة درامية عصرية ترجمها "نيلس كردبو" والمعالجة الدرامية و الاخراج للمخرجة " بيركيتا انكلين" حيث قام عدد من طلاب معهد الدراما وهم: Christian Augrell, Anders Duus, ?sa Lindholm , Gertrud Larsson بكتابة الحوار بعد اجرائهم للعديد من المقابلات مع شباب ذو خلفيات مهاجرة.
&
الممثل يوناس كروسه والممثلة نيستي ستيرك
&
يشترك في التمثيل نخبة من الشباب من خريجي معاهد التمثيل المختلفة واللذين شاركوا في العديد من الاعمال الدرامية التلفزيونية والمسرحيه من ضمنهم العديد من ابناء المهاجرين كالفنان "فكرت جشملي" والفنانة المطربة "امينة الفقير" واخرون.
&
الممثلة والمطربة امينة الفقير والممثلة نيستي ستيرك
&
المعالجة المسرحية لموضوع اجتماعي عن صراع بين رغبات الشباب من كلا الجنسين وطيشهم مع الاعراف والتقاليد الموروثة يثير الكثير من العواطف خاصة لتلك المجموعة من الشباب المهاجر اللذين يعانون في حياتهم اليومية كل تلك التناقضات بين رغبات الاب وحراسة اعين الاخ الكبير لكل حركة او لفتة تاتي من الفتاة وتكون مخالفة للاعراف ومخلة في نهاية المطاف بالشرف العائلي المقدس. هذه المعالجة الدرامية تثير زوبعة من التسائلات المحقة خاصة حين تجهش بالبكاء احدى المشاهدات تاركة القاعة وبسرعة البرق متذكرة ما يجري لها في حياتها اليومية العادية. تلك الاشكالية المعقدة والصراع الدائم تكاد ان تتحول الى كابوس يلازم الاب من ناحية والفتاة المراهقة من ناحية اخرى منذ اليوم الاول الذي يحل فيه المهاجر في دول المنافي الاوربية ولا ريب ان عواطف الصبايا نحو الشباب لا تعرف حدودا قومية وعرقية او عقائديه.
&ارتاى كتاب نص المسرحي الى استعمال تلك الالفاظ والكلمات التي يستعملها الشباب في حياتهم اليومية والملئ بالشتائم والكلام النابي البذئ احيانا ويبقى دور الام امام تلك الاشكالية عاملا مهما وربما تتحول بمرور الزمن الى عنصر سلبي من حيث تحتار بين رغبات الاب الغاظب والبنت الطالبة والتواقة الى متنفس للحرية.
تتحول كل تلكم الاحداث في المسرحية الى عالم من الحوار بين الكوميديا والدراما عندما يتبادل الرجال دور النساء وبالعكس وقد تمكن المخرج من اخذ المشاهد واجلسه على خشبة المسرح محولا اياه الى جزء اساسي من المسرحية في حين بعد انتهاء المسرحية يلتقي الشباب والممثلين في ندوة يتحاورون وبحرية تامة حول مشاكل الشباب ومعاناتهم.
ثقافات الشرق هذا المصطلح الجديد الذي باتت الصحافة تكثر الحديث عنها وخاصة في سماتها ونتائجها السلبية والرجعية التي ادت الى حدوث حوادث مؤسفة راح ضحيتها الكثير من صبايا الشرق هذا الموضوع الجدي والمؤلم يؤرق ليالي المهاجرين ويضيف الكوابيس الى احلام فتياتهم ويترك الشباب في مفترق الطريق في حيرة وشك.