لندن ـــ نضال الليثي أنقرة ـــ كمال محمد ــ براغ ـــ سلام عبد الجبار ــ اربيل ــ سامان نوح
لندن ـــ نضال الليثي
أنقرة ـــ كمال محمد
براغ ـــ سلام عبد الجبار
اربيل ــ سامان نوح
رفضت قيادات اسلامية عراقية معارضة دعوة ايرانية اطلقاها وزير الخارجية كمال خرازي امس لاجراء مصالحة وطنية بين النظام العراقي ومعارضيه برعاية الأمم المتحدة وقال الدكتور محمد بحر العلوم الشخصية الاسلامية المستقلة هاتفياً لـ(الزمان) امس (لا نوافق علي الدعوة الايرانية للمصالحة مع النظام ولا ثقة لنا بالرئيس العراقي صدام حسين).
من جانبه أكد المتحدث باسم حزب الدعوة الاسلامية أبو أحمد الجعفري لـ(الزمان) في تصريح خاص (ان حزب الدعوة يرفض اجراء أي مصالحة مع النظام)، وقال (ان رفض المصالحة مع النظام الحالي موقف مبدئي لن يتراجع عنه حزب الدعوة)، واضاف في تصريحاته ان اطياف المعارضة ترفض هذا الخيار بغض النظر عن خلافاتها بدليل انها تتبني جميعها خيارات مختلفة عدا خيار المصالحة. علي صعيد اخر واصلت قيادات عراقية معارضة تأييدها لمبادرة رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان حول الأزمة العراقية الداعية الي تنحي صدام عن السلطة.
وقال أمين عام حركة الوفاق الوطني العراقية المعارضة الدكتور اياد علاوي ان المبادرة جاءت (لتضع الحق في نصابه) مضيفا لقد حاولتم تجنيب العراقيين أزمة ثقيلة ودمار هائلاً من حاكم بغداد. وقال وزير الخارجية الايراني كمال خرازي في مؤتمر دولي حول الخليج عقد في طهران امس (ان الشعب العراقي يجب ان يختار ممثليه الحقيقيين في استفتاء باشراف الأمم المتحدة، واضاف انه علي القادة العراقيين اتخاذ مبادرة المصالحة الوطنية والسماح بمشاركة العراقيين والمعارضين في الحكم. من جانبها كشفت مصادر عراقية معارضة في طهران عن وجود تنسيق بين المجلس الأعلي للثورة الاسلامية في العراق ومقره طهران والخارجية الايرانية حول المصالحة بين المعارضة والنظام وتوقعت هذه المصادر في تصريحاتها (ان المبادرة الايرانية حول المصالحة ستكون بنداً رئيساً علي جدول أعمال مؤتمر الشيعة الاول) الذي يبدأ أعماله غداً الخميس بدعوة من المجلس الاعلي الذي يتزعمه محمد باقر الحكيم. وأكد خرازي في تصريحاته ان (خطة من هذا النوع تمثل الحل الوحيد لتغيير الحكم سلمياً في العراق وتفادي حرب محتملة في المنطقة). وقالت المصادر ذاتها إن ايران تجاهد لضمان موطئ قدم لها في العراق. وأبدت المصادر استغرابها من قيام ايران بدفع حوالي خمسة آلاف مسلح من مقاتلي فيلق بدر مدعومين بضباط من الحرس الثوري والمخابرات الايرانية الي شمال العراق عبر الحدود المشتركة ثم تطلق دعوة للمصالحة. وأشار خرازي الذي تستقبل بلاده غالبية المجموعات الشيعية العراقية المعارضة، ان خطة مماثلة اتاحت في بلدان أخري مثل طاجيكستان التوصل الي المصالحة الوطنية بين النظام الحاكم والمعارضة. ولم تستبعد هذه المصادر ان يكون خرازي قد اثار موضوع المصالحة بين النظام والمعارضة خلال زيارة وزير الخارجية العراقي ناجي صبري الحديثي الي طهران مؤخراً. وأضاف خرازي (لم نبحث بعد في هذه الخطة مع دول اخري، موضحاً انه لا يجوز لأي خطة مفروضة من الخارج ان تحدد النظام المقبل في العراق. من جانبه قال أمين عام حركة الوفاق الوطني العراقي المعارضة اياد علاوي في رسالة وجهها الي رئيس دولة الامارات الشيخ زايد تتعلق بمبادرته حول العراق التي تبنتها ثلاث دول خليجية هي السعودية والبحرين والامارات لا شك (انكم ستواصلون تفعيل وتطوير هذه المبادرة عبر اللقاءات والمباحثات مع من يشاطرونكم الرأي والموقف).
وأعرب خرازي الذي تعارض بلاده أي تدخل عسكري أمريكي ضد العراق عن أمله (في ان يدرس القادة العراقيون الخطة التي تقترحها جمهورية ايران الاسلامية ويتخذوا المبادرة بأنفسهم). ويعارض أعضاء في مجلس الشوري الايراني قيام الخارجية بفتح قنوات اتصال سياسية مع مسؤولين عراقيين واستقبالهم في طهران وسبق لهم التهديد بتقديم طلب استجواب خرازي حول اتصالاته مع المسؤولين العراقيين ودعوته وزير الخارجية العراقي لزيارة طهران مرات عدة.
وأجرت طهران اتصالات عديدة مع قيادات عراقية معارضة زارت طهران مؤخراً مثل عضو هيئة رئاسة المؤتمر الوطني العراقي المعارض أحمد الجلبي الذي التقي بأعضاء في مجلس الأمن القومي الايراني.
كما زارها اللواء وفيق السامرائي امين حركة الانقاذ والشيخ حسين الجبوري احد وجهاء عشيرة الجبور.
وتستقبل ايران علي أراضيها بشكل خاص المجلس الأعلي للثورة الاسلامية في العراق بزعامة محمد باقر الحكيم وفيلق بدر الذي يتولي قيادته والاشراف علي تدريبه وتسليحه ضباط من الحرس الثوري والمخابرات الايرانية. وحول بحث المبادرة الايرانية خلال مؤتمر للشيعة العراقيين يبدأ اعماله غدا الخميس في طهران توقع بحر العلوم ان موضوع المصالحة سيطرح ويبحث خلال هذا المؤتمر. وأكد ستكشف الأيام دور المجلس في هذا الموضوع.
ووافقت جماعتان شيعيتان علي دعوة المجلس للمشاركة في هذا المؤتمر هما منظمة العمل الاسلامي وحزب الدعوة الاسلامية.
ورداً علي سؤال حول موقف الدعوة من المصالحة مع النظام اذا طرح هذا الموضوع في المؤتمر الذي يشارك فيه الحزب قال المتحدث باسم الدعوة أبو أحمد الجعفري (سوف نرفض اجراء أي مصالحة مع النظام اذا طرحت من أي جهة في المؤتمر).
واضاف (مبادرة خرازي غير قابلة للتنفيذ)، لكن الجعفري أبدي تفهمه لدوافع ايران من طرح هذه المبادرة وقال قد نشاركهم مخاوفهم من تدخل عسكري مستدركا ان مقترح المصالحة ليس له أدني درجة من الواقعية في صفوف المعارضة العراقية.
وأفاد ان المصالحة مستبعدة من أجندة المعارضة تماما علي الرغم من دراستها لكل الخيارات الممكنة في العراق.
وحول مواقف الحزب قال الجعفري (ان الدعوة مع بديل وطني، واعتبر الغزو العسكري يمس السيادة العراقية.