&

باريس: افتتح في متحف اللوفر اليوم الجمعة معرض يحمل عنوان "شاو ابتيس" او "خدم فرعون في الحياة الأبدية" ويضم نحو 800 من التماثيل صغيرة الحجم التي كان الفراعنة يحملونها معهم الى القبور في اطار طقوس الموت الفرعونية. وتعرض هذه التماثيل حتى 30 حزيران/يونيو في جناح ريشوليو في المتحف الذي يملك اكبر مجموعات العالم "للشاو ابتي" وتشمل 4200 تمثال. وقد عثر عى هذه التماثيل في مواقع مثل تل العمارنة وطيبة وممفيس. وهي تجسد خدم فرعون والشخصيات المرموقة مثل الامراء وكبار العسكر او الكهنة او الكتاب في الحياة الاخرى.
ويندرج حضور الخدم في القبر في اطار الطقوس الخاصة بالموت عند الفرعون مثل التحنيط والتزيين قبل لف الجسد بالكتان ووضعه في قبر خشبي يتخذ غالبا شكل المومياء. وكانت مهمة ال"شاو ابتي" اعداد الطعام والغذاء وفلاحة الارض وزرعها بدلا عن سيده لتأمين الراحة له ولخدمته في الابدية حيث تستمر الحياة وحيث الارض خصبة. وتجسد التماثيل التي لا يزيد ارتفاع كل منها على ثلاثين سنتيمترا وتتشابه الى حد كبير في شكلها، شخصا واقفا محنطا يحمل ادوات تستخدم في الزراعة وعلى جسمه مقاطع من كتاب الموتى. الا ان الباحثين والمختصين ومنهم مفوض المعرض جان لوك بوفو يرون ان "هذه النمطية تخفي تفاصيل مهمة جدا وقيمة تعتبر شاهدا تاريخيا واثريا على تلك الحقبة اكثر مما يوحي به ظاهرها".
ويوضح هؤلاء الباحثون ان هذه التماثيل المصاحبة للميت ظاهرة خاصة بالحضارة المصرية الفرعونية وطقسا من الطقوس المتعلقة بالاعتقاد بالبعث والخلود بعد الدفن. وينظم اللوفر كل سنة تقريبا معرضا خاصا بالفراعنة يجذب عددا كبيرا من الزوار.