&
ربما يعرف القليلون اليوم محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية ومقرها قبرص، في عام 1948 بداية الحرب الإسرائيلية في فلسطين التي تطلق عليها اليوم (فلسطين المحتلة وعام النكبة) وقبل ذلك وعد بلفور بإقامة ما يسمى بدولة إسرائيل، هذه الإذاعة كان لها مكتب في القاهرة تستمد منه المواد الإذاعية من تسهيلات إذاعية وغنائية للعديد من المطربين في ذلك الوقت،
وهذه الإذاعة استمرت في اسلوبها الاعتيادي إلى ما قبل حرب فلسطين، ونحن إذ نذكر هذه الإذاعة لا لشيء وانما للتاريخ الذي يعيد نفسه اليوم، بعد توقف الحرب واحتلال الصهاينة نصف فلسطين جاءت هذه الإذاعة ببرنامج تحت مسمى (رسائل اللاجئين إلى ذويهم) واليوم وبعد العدوان الأمريكي البريطاني على العراق الشقيق، معذرة لم يكن عدوانا على العراق وانما على شعب العراق والبنى التحتية، اسرع بعض المحطات الفضائية لإذاعة البرنامج نفسه تحت مسمى آخر، ولكن هذه المرة مرئي وبالألوان، من هذا المنطلق هل نحن سعداء حتى تلتقي ارادتنا نحن شعوب الدنيا من امة العرب التي تمتلك كل الحضارات والتراث والوطنية القادم الأجنبي؟ وهل بغداد سنة 2003 ستشهد تغيرا في شكلها قبل عدوان يوم 20 مارس 2003؟ وهل ما اقدمت عليه أمريكا وبريطانيا في عدوانهما غير الشرعي واللا أخلاقي يوصف بغير الهدم؟ وهل ما تم هدمه يمكن بناؤه في يوم وليلة؟ انه مخطط رهيب سعت إليه دولتا العدوان وإذا كانت هناك بقايا لكلمة تقال، فقد دكت القنابل الأمريكية والإنجليزية ونذكر بالتحديد القنابل العنقودية جميع المدن في بغداد واحرقت كل البنى التحتية للعراق الشقيق، ولم تنس أو تتناس احراق المزارع وقتل المواشي، ولم تكتف أمريكا ومعها بريطانيا في ان يعيش أبناء العراق خارج بيوتهم بعد هدمها وبلا طعام يكفيهم حتى لوجبة واحدة، لقد جاءت أمريكا التي تنادي بالحرية ومعها بريطانيا بكل الطرق المؤذية في حرب ظاهرها تحرر وباطنها حرب ابادة والدليل على ذلك السلب والنهب والقتل لتراث وحضارة العراق لتاريخ تجاوز سبعة آلاف سنة.
محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية ومقرها قبرص انذاك لو عادت للبث السمعي اليوم، لاختارت هذه النداءات من دون اكتراث: 1 - حرمان العرب من التحصيل العلمي ولاسيما في مجالات التكنولوجيا، حتى تبقى الصهيونية في مقدمة الدول العربية من اجل السيطرة على العقل العربي حتى يبقى من دون حركة، والدليل على ذلك ما هو حاصل في العراق في لم العلماء، من اجل ان تبقى عقولهم ملكا للمحتل. 2 - فرض التعامل والصلح مع العدو الإسرائيلي وتصويره لنا بأنه أمر واقع حتى تبقى وتكون الصهيونية قوية ليفرض على العرب من خلال ذلك تقسيم بلدانهم إلى كانتونات تكون الغلبة دائما للصهيونية. 3 - التدخل في صرف الأجور والمرتبات بأموال وثروات العرب وتوزيعها بالطريقة التي تراها الدولة المحتلة، حتى تظهر نفسها للعالم بالأمانة والنزاهة برواتب لا حول لها ولا قوة ومن اموال العراق. إن ما قامت به محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية كما كان يطلق عليها يتكرر اليوم بمن ينوب عنها وفي القرن الحادي والعشرين بمحطات فضائية في بث رسائل الاخوة العراقيين إلى ذويهم في الخارج، ولمن للعراق الشامخ العربي في اصالته وعروبته؟ ان ما هو مطلوب اليوم ومن الشعب العراقي تناسي كل الخلافات حتى يستطيع العراق وضع خطة شاملة حتى لا يبقى الليل هو اللون الأسود، والنهار هو الخوف، والمساء هو العودة للظلام. في إحدى المقابلات الفضائية للأستاذ أحمد سعيد الإذاعي والإعلامي الكبير، ومدير إذاعة صوت العرب سابقا، وجه إليه السؤال التالي: لماذا الإعلام العربي لا يكون صادقا؟ كان رد الاستاذ أحمد سعيد الآتي: اسألوا ملاكه والعاملين فيه. انه قبل العدوان على العراق الشقيق، كانت المحطات الفضائية العربية ملأى بأغاني الفيديو الكليب، واليوم عادت المحطات الفضائية العربية لتتحفنا بنوع جديد ألا وهو الاتصالات، وما أكثرها ثم ما هو المردود؟ لا اعتقد شيئا سوى ملء الفراغ. والسؤال الذي يطرح - قبل الإجابة عنه - سؤالا آخر: ما هي نظرية أمريكا في العدوان على العراق واحتلاله، هل هي القضاء على استقلاله، وايقاف كفاحه ضد الصهيونية وتحويل أو تغيير جيشه إلى مدافع بدلا من مهاجم وإلغاء جيشه نهائياً كما ظهر ذلك في قرار الحاكم الأمريكي بريمر حل وتسريح الجيش العراقي؟ ولكن يقينا وكلنا يعرف ان شعب العراق سيدافع عن استقلاله وسيعود إلى الركب العربي وبهذا العزم سيحرر أرضه شبرا شبرا، وستجلو القوات الأمريكية والبريطانية عن العراق، والمتتبع لنضال العراق الشقيق في الماضي وكذلك في الحاضر سيكتشف هذه الحقيقة بوضوح وكذلك هذا لا يتأتى الا بفضائيات عربية تعرف معاني القومية العربية، واعتقد ان هناك مجالا واسعا لاحتضان هذا الحس الوطني، حتى نكون بعيدا عن تكرار تجربة شيء اسمه محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية.