&
الوطن ـ خاص: بأوامر مباشرة من العقيد معمر القذافي شنت وسائل الاعلام الليبية حملة سباب وشتائم ضد دولتي الكويت والبحرين. وجاءت هذه الحملة مباشرة بعد حادث الاعتداء الذي تعرض له وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل على ايدي عضوين في الحرس الخاص لمدير الاستخبارات الليبية عيدالله السنوسي عديل العقيد القذافي، كما جاء عشية اصرار جماهيرية القذافي على تجميد عضويتها في الجامعة العربية. (طالع نص المقالين أدناه)
وخصت جريدة "الشمس" مقالا افتتاحيا ضد الكويت تحت عنوان "غلطة مطبعية اسمها الكويت"، بينما نشرت جريدة "الجماهيرية" مقالا افتتاحيا ضد البحرين تحت عنوان "مملكة البغاء.. قد اعذر من انذر". ووصف موقع "اخبار ليبيا" الالكتروني لغة المقالين "انها شرسة وغاية في الفجور. وينطبق على من وراءها قول: "اذا خاصم فجر". فقد جمع المقالان كل ما يغيظ الكويتيين والبحرينيين حكومة وشعبا.
وقالت جريدة "الشمس" في مقالها ضد الكويت ان الامريكيين اخطأوا كثيرا "عندما سمحوا بعودة الوضع على ما هو عليه بعد حرب الخليج الثانية وكان اولى ان يعطى الكويتيون حق تقرير المصير واخطأوا اكثر عندما نسوا وتناسوا الكويتيين ولم يعطوهم عضوا في مجلس الحكم العراقي. ومن حق سكان الكويت المعروفة تاريخيا كمحافظة عراقية ان يفتح لهم باب العودة للوطن الام خاصة وان ثلاثة ارباعهم يتعرضون لابشع انواع الاضطهاد وحرمانهم حتى من حق الاعتراف بمواطنتهم ويبقى الربع الاخر مقسما بين نوعين من درجة المواطنة". واضافت الصحيفة في وقاحة قلما عرفتها الصحافة "الكويت كانت غلطة مطبعية لم يتم تصحيحها ثلاث مرات لكن ذلك لا يعني بقاءها ولا استمرارها ليس لانها اوليجاركية مستبدة فقط ولكن لعدم وجود مؤهلات اصلاحها".
اما شقيقتها صحيفة "الجماهيرية" فقد خصت مملكة البحرين بسفاهتها فقالت "وهكذا يمضي تاريخ البحرين التي لا يمكن ان تكون دولة، ولا نصف دولة، ولا حتى ربع دولة، لانها مجرد ماخور كبير يسميها البعض "مملكة البغاء" ويطلق عليها اخرون تسمية (الطراد الاجنبي الثابت في الخليج)". واضافت "البحرين هي منطقة مجهرية، ليس لها في العير ولا في النفير.. مساحتها عبارة عن مرقد كلب وذيله في الخليج العربي، اما عدد سكانها فأقل من ثلاثة ارباع المليون".
وقال موقع اخبار ليبيا ان المراقبين يرون ان ما بدأه النظام الحاكم في ليبيا "منذ 34 سنة" من ممارسات ضد الدول العربية ليس بالامر المستغرب ولا الجديد. فسياسة التهجم على حكومات وشعوب الدول العربية هي الاصل في سياسة النظام، منذ انقلاب سبتمبر عام .1969 وتواصلت الحملة حتى عندما التف حبل لوكربي حول عنق النظام. ووجد نفسه معزولا عن جميع دول العالم. وما توقفه عن التهجم على بعض الدول العربية مثل مصر وسوريا وتونس ـ مثلاـ الا انحناء للعاصفة، التي يعتقد انها مرت وحان الوقت لمعاودة سيرته القديمة.

جريدة الشمس: غلطة مطبعية اسمها الكويت
اخطأ الامريكيون كثيرا عندما سمحوا بعودة الوضع إلى ما هو عليه بعد حرب الخليج الثانية وكان اولى ان يعطى الكويتيون حق تقرير المصير واخطأوا اكثر عندما نسوا وتناسوا الكويتيين ولم يعطوهم عضوا في مجلس الحكم العراقي.. ومن حق سكان الكويت المعروفة تاريخيا كمحافظة عراقية ان يفتح لهم باب العودة للوطن الام خاصة وان ثلاثة ارباعهم يتعرضون لابشع انواع الاضطهاد وحرمانهم حتى من حق الاعتراف بمواطنتهم ويبقى الربع الاخر مقسما بين نوعين من درجة المواطنة.. ومع ذلك فإن منظمات حقوق الانسان والجمعيات الخيرية والمؤسسات الدولية لم تحرك ساكنا وظلت تتحدث عن الكويت كبرميل نفط خاضع للدحرجة في اي اتجاه يحدده الاقوى في المنطقة. ربما لم يدر بخلد الانجليز وهم يزورون شهادة ميلاد لمولود غير شرعي جاء نتيجة سفاح استعماري. لم يدر بخلدهم ان يصدق سكان الكويت هذه الغلطة ويتعلقوا بحبل التوازنات الاقليمية والدولية ليدعموا العراق ضد ايران في حرب الخليج الاولى ثم يتسببوا في حرب الخليج الثانية وليكونوا اول السعاة لاشغال نار حرب الخليج الثالثة ليفتحوا بيوتهم ويفرشوا ابسطتهم لاحذية المارينز. ربما لو نظرتم للخارطة جيدا لاستطعتم قراءة رقم الحذاء الامريكي على قلب الخارطة الصغيرة التي لا تحتمل مثل هذه "العفسة" وزاد في احراج الكويت ان تصمد ام القصر وتحارب اسبوعا في وجه اقوى جيش في العالم بينما استيقظ سكان الكويت ليجدوا ان الجيش العراقي يغسل وجهه من حنفيتهم ولولا برميل النفط لبقي اولئك السكان في طابور الاقامة ومعسكرات اللاجئين او عمالا ينظفون شوارع الغرب ويمسحون بلاطه.. لكن ذلك البرميل الذي بيع مخزونه واحتياطيه سيكون سبب النقمة المقبلة. ووضع بهذا الشكل شبيه بوضع قاصر بين الفتيان فإن لم ترتم طوعا فسيأتي من يأخذها كرها وكان بإمكان الامريكان ان يصححوا خطأ الانجليز بإعادة المحافظة الى كيانها وهم يعلمون انه ليس بإمكانهم البقاء للابد والقيام بحراسةغير مجدية اقتصاديا.. ان رحيل الامريكان يعني بداية النهاية فإن سكت الـ "بدون" الذين يتعطشون لحريتهم فلن يسكت العراقيون عن المطالبة بمحافظتهم وان نجت من هذا وذاك فإنها لن تسلم من زحف الجوار. ان البحث عن خارطة الكويت في الاطلسي الجغرافي هي مسألة مضنية جدا تحتاج لرفع الجوارب العراقية التي تغطيها فإذا امكن ذلك فإن عدد البوارج الامريكية سيجعلها عبارة عن حاملة ثابتة تتلقى الاوامر من اول ضابط صف يكون موجودا على رصيف الميناء ولو بالصدفة.. غياب امكانيات الدولة الطبيعية يجعل وضع الكويت شبيها بمستعمرة جبل طارق جنوب اسبانيا ولشتنشتاين على الحدود الالمانية والفرنسية واقل من وضع ماكاوا الصينية فهذه الجيوب التي ترقد على منضدة المعالجة لا يمكن اعطاء اي اعتبار لها على الخارطة السياسية لانها تخضع لاتفاقية يصنفها الغير دون ان يكون لها اي رأي فيها.. اذا كانت كشمير غلطة انجليزية جرت على اسيا ثلاثة حروب فإن الكويت غلطة ابشع ساهمت ودعمت الحرب الاولى وكانت سببا في الثانية وانبطحت قاعدة للحرب في الثالثة. قد تكون مشكلة كشمير تحتاج لتوافق ارادتي الهند والباكستان لحلها اما الكويت فليس هناك دولة اخرى تنازع العراق على سيادتها ولا يمنع عودتها الا ظروف وقتية يعتقد انها زالت. اضف الى ذلك الاضطهاد السياسي والتمييز العنصري بداخلها مما يعجل بضرورة وضع حل عاجل لتكون جزءا من النسيج الجديد للمجتمع العراقي. الكويت كانت غلطة مطبعية لم يتم تصحيحها ثلاث مرات لكن ذلك لا يعني بقاءها ولا استمرارها ليس لانها اوليجاركية مستبدة فقط ولكن لعدم وجود مؤهلات اصلاحها.
جريدة الجماهيرية: مملكة البغاء.. قد أعذر من أنذر
يقول تاريخ البحرين:
(إنه في عام 1843 إفرنجي انقض محمد بن خليفة على السلطة وطرد عمه عبد الله بن أحمد من البحرين بمساعدة غير مباشرة من البريطانيين).
ويقول تاريخ البحرين:
(إنه في عام 1868 افرنجي قام الكابتن البريطاني لويس بيلي بعزل محمد بن خليفة وطرده من البحرين وتم تنصيب علي بن خليفة أخي محمد الشقيق).
ويقول تاريخ البحرين القديم الجديد أيضا:
(إنه في عام 1869 إفرنجي تحالف محمد بن خليفة الحاكم السابق مع أعدائه السابقين أبناء عبد الله وهاجموا البحرين وقتلوا علي بن خليفة فقام البريطانيون بإلقاء القبض على محمد بن خليفة ومحمد بن عبدالله وأبعدوهما إلى الهند ونصبوا عيسى بن علي حاكماً على البحرين).
وهكذا يمضي تاريخ البحرين التي لا يمكن أن تكون دولة، ولا نصف دولة، ولا حتى ربع دولةي، لأنها مجرَّد مَاخُوري كبيري يسمًّيها البعض (مملكة البغاء) ويطلق عليها آخرون تسمية(الطراد الأجنبي الثابت في الخليج).
لم يكن بودنا أن نفتح ملف البحرين من التهافت على السلطة إلى الغدرالعائلي.. ولم يكن بودنا أن نشغل أنفسنا بهذا الملف، أو كيس القمامة.
فالبحرين هي منطقة مجهرية، ليس لها في العير ولا في النفير.. مساحتها عبارة عن مرقد كلب وذيله في الخليج العربي، أما عدد سكانها فأقل من ثلاثة أرباع المليون.
ولهذا فإن غيابها لن يكون ملفتاً وحضورها لن يعطي الإضافة.
ولكن مع ذلك نجد أنفسنا مضطرين للتعامل مع الحملة العدائية للإعلام في البحرين ضد الشعب الليبي وضد قائد الثورة.
لقد سكتنا على صحافة البحرين و(رزالتها) وتركنا اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي تعالج الموقف.
ولكن مع ذلك مازال الإعلام البحريني يواصل النباح على القافلة دون أن نعرف ما هو السبب وما هي الغاية.
فهل هناك من يدفع ثمن هذه الحملة مثلما يدفع ثمن البغاء؟!
أم هل تمارس صحافة البحرين عملية ابتزاز للحصول على مقابل؟!
كل شيء ممكن.. ولكن المؤكد هو أننا سوف نفتح كيس البلاستيك الأسود للنظام البحريني فقد أعذر من أنذر.
ولم تعد تهمنا ترتيبات اللجنة الشعبية العامة للاتصال الخارجي والتعاون الدولي.. لأن هؤلاء الذين يفتحون أفواههم في المنامة عليهم أن يضعوا المرآة أمام وجوههم ليشاهدوا العفونة والقذارة.
لقد كان عليهم أن يغسلوا أفواههم سبعين مرة قبل أن يقولوا نصف كلمة عن ليبيا والثورة الليبية