ايلاف -&وفيق حمدان :&فرض المنطق نفسه في مباراة الاردن وضيفه لبنان (امس) في ستاد عمان الدولي ضمن تصفيات المجموعة الرابعة لنهائيات كأس امم آسيا التي تستضيفها الصين العام المقبل ، وفاز الاردنيون بهدف وحيد من ضربة جزاء سجل منها حاتم عقل في الدقيقة 85 .
وتصدر الاردن ترتيب فرق مجموعته بست نقاط من ثلاث مباريات تليه ايران بثلاث نقاط من مباراتين واهداف اكثر من لبنان الذي صار ثالثاً بثلاث نقاط من مباراتين وبعده كوريا الشمالية في المركز الاخير وبلا نقاط.
هدف الفرج الذي استجدى الجمهور الاردني لاعبيه تسجيله بهتافات "الاول بالله منشان الله " ، كان يمكن ان يأتي في اي وقت من المباراة التي جاءت من طرف واحد ، حيث حال الاردنيون وجالوا كيفما حلا لهم وطاب ليس فقط ، وبالدرجة الاولى ، بسبب الخطة الدفاعية البحتة التي وضعها الفرنسي ميشال تاردي مدرب المنتخب اللبناني والمعروف عنه ميله الجارف الى الدفاع ولو على حساب سمعة ومظهر فريقه ، ولكن ايضاً ، بسبب اخطاء ارتكبها اللبنانيون وأبرزها واسوأها كان التشتيت العشوائي في كثير من الاحيان ، ما جعل الكرة المشتتة من قبل اللاعبين اللبنانيين ، تعود بسرعة الى الاردنيين لينطلقوا من جديد في هجمة جديدة وهكذا دواليك .
ولقد زاد التهور والتسرع في ابعاد الكرات من قبل الدفاع اللبناني ، من فرص الاردنيين للضغط على مرمى ضيوفهم ، الذين خاض مدربهم المباراة بطريقة 4 5 1 ، تاركاً محمد قصاص كرأس حربة ، على الورق فقط ، لان قصاص وبسبب الضغط المتواصل على مرمى فريقه اضطر للتراجع غير مرة ، ما سهل مهمة الدفاع الاردني واعطاه الفرصة لمواكبة ومساندة وسطه وهجومه وبدأ رسم هجمات من الخلف .
وبرغم كل الظروف الصعبة التي وجد اللبنانيون انفسهم فيها ، لاحت لهم اكثر من فرصة ، اخطرها راسية بعد تسع دقائق من البداية ، وكرة اخرى اخمد فاعليتها محمد قصاص قبل النهاية بدقيقتين عندما ارتبك ، فلم يسدد ولم يمرر إلا بعد فوات الاون ، فضاع هدف تعادل لم يكن بعيداً ، وهو لو حصل لكان اصاب بعوارض صحية خطيرة بعض افراد الجمهور الاردني الذي قُدِّر عديده بـ 25 ألفاً ، اشعلوا المدرجات هتافات واهازيج لدى تسجيل حاتم عقل الهدف الوحيد .
وتألق من المنتخب الاردني بشكل خاص اللاعب الخطر انس الزبون الذي أرهق اللبنانيين بإختراقاته من خاصرتهم اليسرى في الشوطين ، وبرز ايضاً هيثم الشبول ومؤيد منصور الذي سدد وشاغب ومرر وفعل كل ما يريد بإستثناء التسجيل ، خصوصاً عندما تكفل الحارس اللبناني زياد الصمد بعد تسديدته القوية وعاونه في ذلك لاحقاً قائم مرماه الايمن .
وفي المقابل ، لم يكن من لاعب بارز في الفريق اللبناني ، بما في ذلك الصمد الذي ذاد عن مرماه عدة مرات ، لكنه ايضاً اخطأ في اكثر من كرة عكسية ، علماً ان الكرات العكسية كانت همّاً وغمَاً دائمين على الدفاع اللبناني وحارسه ، ومصدر قلق وخطورة مستمرين .
ومما يؤكد مسؤولية تاردي في قسم كبير من النتيجة والصورة السلبية التي ظهر بها اللبنانيون هو ان نزول نصرات الجمل في الدقيقة 19 من الشوط الثاني ، وانطلاقه لمساندة الهجوم بدل تقوقع زملائه في خط الوسط ضمن منطقتهم ، اعطى فريقه جرعة منشطة فتحسنت صورته في الملعب وهددنا ولو بدرجة محدودة مرمى الحارس الاردني عامر صبّاح الذي كان متفرجاُ غالبية الوقت .
كما ان أعتراضات بعض اللاعبين اللبنانيين على حكم المباراة القطري خالد الهيل كانت مبالغاً فيها ، وكان من الاجدى لهم ان يلوموا زميلهم اسامة حيدر الذي اهدى الاردنيين ضربة الجزاء بلا داعٍ منطقي ، فحرم منتخب بلدة الصدارة في المجموعة لو أن المباراة انتهت الى التعادل ، وهي لم تكن بعيدة عنه ولو بمعجزة إلهية .
&&&&