"إيلاف"من القاهرة:وسط أنباء عن وساطة مصرية بين مجلس الحكم الانتقالي في العراق ودمشق، فقد وصل في وقت مبكر من صباح اليوم السبت إلى القاهرة على نحو مفاجئ، حاجب مهدي الحسيني المبعوث الشخصي لجلال طلباني، رئيس مجلس الحكم الانتقالي بالعراق قادما من عمان في زيارة لمصر تستغرق يومين، لم يكشف بعد عن الهدف منها رسمياً، غير أن مصادر دبلوماسية ربطتها بوساطة مصرية تستهدف إزالة التوتر في العلاقات بين بغداد ودمشق، خاصة بعد ما حدث في اجتماع دول الجوار الأخير الذي عقد في سوريا، وتأجيل طالباني زيارة كان من المقرر أن يقوم بها إلى دمشق.
وأفادت المصادر ذاتها أن القاهرة تسعى لاستغلال صلاتها الطيبة والقديمة مع جلال طالباني، الذي يرأس هذه الدورة في مجلس الحكم، سبيل تهيئة الأجواء بين دمشق والانتقالي العراقي، وذلك قبل الاجتماع المقبل لدول الجوار المقرر أن تستضيفه الكويت.على صعيد متصل، وصف دبلوماسي عراقي الدعوة إلى خروج قوات التحالف من العراق الآن، وقبل ترتيب الأمور على كافة الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية، بأنها "خيار مستبعد، لأنه يعني انفجار الصراعات الداخلية، الطائفية والسياسية وغيرها في البلاد، وأن ذلك قد يؤدي بشكل مباشر ومأساوي إلى تفتيت العراق، وليس فقط تقسيمه، إذ ستصبح لكل طائفة دولتها،وربما صارت دويلات عدة داخل كل طائفة، وإن حديثاً عن خروج قوات التحالف في هذا الوقت الذي لم تكتمل فيه سلطة مركزية هو أمر ضد حاضر ومستقبل العراق، ووحدة أراضيه، فضلاً عما قد يصاحب هذا التقسيم من اقتتال قد يصل إلى حد الحرب الأهلية".
وحول آليات نقل السلطة كشف الدبلوماسي عن ترتيبات بين مجلس الحكم والادارة الأميركية، لم يشأ الإفصاح عنها، لكنه توقع إجراء انتخابات برلمانية خلال عام 2005 بعد الاستفتاء على الدستور الجديد الذي وصفه بأنه سيكون فيدرالياً.
وكان جلال طلباني قد نفى بعبارات دبلوماسية في تصريحات أدلى بها للصحافيين أمس، وجود أي توتر في العلاقات بين بلاده وسوريا مؤكداً أن "العلاقات بين البلدين راسخة رسوخ جبال كردستان"، مشيراً إلى أن إرجاء زيارته لدمشق تم بالاتفاق مع المسؤولين السوريين وأنه سيزور سوريا في أقرب فرصة ممكنة، غير أنه عاد ليتساءل مستنكراً عن معنى اجتماع وزراء خارجية دول الجوار العراقي لبحث قضية العراق، وقال: "لماذا يجتمعون من أجلنا، وفي غيابنا؟".
جدر الإشارة إلى أن السلطات المصرية تحتفظ بعلاقات وطيدة وتقليدية منذ منتصف الستينات مع أبرز الجماعات السياسية الكردية بزعامة مسعود بارزاني وجلال طالباني، حيث وافقت مصر منذ سنوات طويلة على وجود ممثلين رسميين لهما في القاهرة، كما يتم استقبال الزعيمين الكرديين دائماً بصفة رسمية، وحتى أعلى مستويات السلطة، وقد اجتمعا مراراً مع كل رؤساء مصر السابقين، والرئيس الحالي حسني مبارك الذي استقبل طالباني قبل الحرب العراقية وبعدها عدة مرات.
&
التعليقات