الرياض: يبدأ أطراف الائتلاف الثلاثي لمشروع تطوير غاز جنوب صحراء الربع الخالي شركات "شل" و"توتال" و"أرامكو السعودية" في الأسبوع الأول عقب إجازة عيد الفطر بإنجاز إجراءات تسجيل الشركة المشتركة التي ستقوم بالتنقيب وإنتاج الغاز في منطقتين تبلغ مساحتهما الإجمالية 210 آلاف كيلومتر مربع.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة شركات شل في السعودية فلورس آنسينغ في تصريح خاص لصحيفة "الوطن" السعودية نشرته اليوم أن الاتفاق المبرم بين الشركات الثلاث نص على أن يكون رئيس مجلس إدارة الشركة المشتركة من الجانب السعودي, فيما سيتولى أحد الكوادر التنفيذية في مجموعة "شل" منصب الرئيس التنفيذي.
وأضاف آنسينغ أن الشركات الثلاث ستبدأ في عمليات التجهيز والتهيئة للبدء في أولى الخطوات العملية مع مطلع يناير المقبل إلا أن أعمال التنقيب ينتظر أن تبدأ فعليا في مايو المقبل. وتشمل أعمال التنقيب عمليات المسح الزلزالي لتحديد المكامن وحفر الآبار الاستكشافية وهي مرحلة ستستغرق ما لا يقل عن عامين يتم من خلالها ضخ 1.875 مليار ريال ( 500 مليون دولار) ينتظر أن يوجه جزء كبير منها لتعاقدات مع شركات الباطن.
ولم يحدد آنسينغ النسبة المتوقع أن تنفقها الشركة في تعاقداتها مع الشركات التي ستتولى تقديم الخدمات المساندة إلا أنه أوضح بأن لدى الشركة قائمة بالجهات المؤهلة لتقديم الأعمال سواء من المقاولين أو الموردين إلا أن المهم هو إنهاء المرحلة الأولى لتأسيس الشركة التضامنية.
ولم يستبعد آنسينغ "أن تلجأ الشركة التضامنية للاقتراض من البنوك التجارية لتمويل أعمالها إلا أنه قال إن الشركة التضامنية المقبلة بين الشركاء الثلاثة ستكون قادرة على تمويل أعمال الامتياز من مواردها المالية الذاتية" مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التكاليف التقديرية لأعمال المرحلة الأولي المتعلقة بالتنقيب, والمرحلة التالية الخاصة بالتطوير والإنتاج ستصل إلى 9.375 مليارات ريال ( 2.5 مليار دولار).
وحول عدد الموظفين المتوقع توظيفهم لإنجاز أعمال المرحلة الأولى المفترض أن تستغرق ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام أشار آنسينغ إلى أن ذلك يتوقف على ظروف العمل وتابع: "أن بضعة مئات من الشركة التضامنية والمقاولين سيضمن التشغيل السليم للمشروع إلا أنه عند العمل الفعلي قد ينقص أو يزيد العدد وفقا لأعمال التقييم".
وكانت الحكومة السعودية قد أبرمت في منتصف الشهر الحالي اتفاقية مدتها 40 عاما مع ائتلاف "شل" و"توتال" و"أرامكو" للتنقيب عن الغاز وإنتاجه في جنوب صحراء الربع الخالي وجرى التوقيع على هذه الاتفاقية في مركز الملك فهد الثقافي في الرياض إذ وقع وزير النفط المهندس علي النعيمي هذه الاتفاقية عن الجانب السعودي.
وتتنافس حاليا 27 شركة عالمية تنتمي إلى جنسيات شمال أمريكية, وأوروبية وصينية وهندية ويابانية وروسية للفوز بمشروعات تطوير ثلاث مناطق للغاز شمال الربع الخالي حيث تم تحديد يوم الـ 26 من يناير المقبل موعدا لتقييم العطاءات المقدمة في المنطقة الأولى من مشروع شمال الربع الخالي على أن يتم تخصيص اليومين الـ 27 و28 من نفس الشهر للمنطقتين الثانية والثالثة حيث ستتم الترسية على العطاءات الأفضل حتى وإن فازت شركة واحدة لجميع هذه المناطق ضمن منافسة شفافة وعادلة.