&إيلاف من حيان نيوف: من السياسة إلى الأدب، ومن لغة الصراعات والحروب والتجسس إلى لغة الأدب والبديع والفذلكة التاريخية في قوالب فنية مبتدعة الأحاسيس. في هذا العصر، يصعب إيجاد من يترك السياسة ويتجه إلى الشعر والأدب، لكن جيمي كارتر فعلها...
لقد كتب أبراهام لينكولن الشعر (الرئيس السادس عشر لأمريكا وقد ألغى الاسترقاق)، كما ترجم جون كوينسي آدمز (سادس رئيس للولايات المتحدة الأمريكية) بعض قصائد هوراس. جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثين للولايات المتحدة، والبالغ 79 عاما، يصدر روايته، والتي إذا ما أردنا ترجمة عنوانها إلى العربية سيكون "زبانية الشر" أو "''The Hornet's Nest، وهي رواية تاريخية.
يأتي نصف الرواية بوقائع صحيحة تتحدث عن أحداث شهيرة في منطقة جورجيا، ويقول كارتر "بأن قلة من الناس يعرفون تاريخ الأحداث في جورجيا وكاليفورنيا وما حصل بين القبائل الهندية والمستعمر البريطاني". ولكن غاب عن تصريح الرئيس أن الاستخبارات الأمريكية تعرف ما جرى حتى قبل الثورة !.
يخلط "الرئيس الروائي" بين ما هو حقيقي و ما يستجلبه من خياله، ولكنه يجلب قصصا حقيقة وأسماء حقيقة معروفة في تاريخ الثورة الأمريكية أثناء التواجد البريطاني هناك. ومن الأمثلة أن كارتر قام بتحويل عبد أمريكي عرف اسمه لدى المؤرخين "كيش دوللي" إلى فتاة جميلة اغتصبها سيدها.
وقد علق بعض النقاد الأمريكيين على بعض الجمل في الرواية وقالوا "بأنهم لم يسمعوا بهذا النوع من الجمل من فم رئيس منذ أشرطة ووترجيت". وقد حضر جيمي كارتر سبع سنوات من بحث تاريخي حتى ألف هذه الرواية التاريخية. وربما يستمتع بها القارئ لأن كاتبها هو جيمي كارتر.
لا غرابة، إذن، في أن نجد الرواية من أفضل الروايات سبكا ونسجا وتركيبا، فمؤلفها جلس في أحلك الظروف مع السوفييت وتدخل بالشرق الأوسط، فما أسهلها عملية تركيب شخصيات تتلاعب بالقارئ وتقنعه وفي النهاية هي ليست سوى من وحي الخيال !.
التعليقات