"إيلاف" من لندن: لاحظ مراقبون استراتيجيون أن لهجة جديدة بدأت تظهر على البيانات العسكرية الأميركية التي تصدرها القوات الأميركية التي تحتل العراق منذ أبريل (نيسان) الماضي، وقد كان القادة العسكريون يكتفون بتصريحات متلفزة أمام الصحافة سواء خلال الحرب التي أطاحت حكم الرئيس صدام حسين أو في مواجهتها لعمليات المقاومة العراقية.
لكن طابعا جديدا بدأ يلاحظ على تحول هذا الإجراء حيث بدأ القادة الأميركيون بإصدار بيانات عسكرية وليس فقط تصريحات، كما أنهم يشيرون إلى تعبير العدو،وليس إلى ما كانوا تعودوه حين كانوا يشيرون إلى عمليات إرهابية تشن ضد قواتهم أو بعض المصالح الدبلوماسية الدولية والعراقية سواء بسواء.
وفي أحدث بياناتها العسكرية غير المعتادة فإن القيادة العسكرية الوسطى الأميركية (سنتكوم) التي تسيطر على وسط العراق اعترفت القيادة بخسائر وإصابات في صفوف قواتها بسبب هجمات بالصواريخ ومتفجرات محلية الصنع.
وقالت أن مثل الهجمات بدأت تستأثر باهتمام وسائل الإعلام، إلا أن القوات الأميركية وقوات التحالف نجحت في إلقاء القبض على عدد كبير من اتباع النظام السابق والإرهابيين ومجرمين عاديين خلال عمليات عسكرية أخيرة.
كما لوحظ أن لهجة البيانات الجديدة تشير إلى أن ما يجري في العراق تعتبر بمثابة حرب شاملة بين عدوين يتناحران للانتصار كل في مجاله، إذ أنها المرة الأولى التي تشير فيها البيانات الأميركية إلى استيلائها أو تدميرها لمخابئ لا يستهان بها من الصواريخ والمتفجرات وغير ذلك من ذخائر.
ويبدو أنه في العشرين من الشهر الحالي تبدلت لهجة التصريحات الأميركية وذلك حين أصدر البريغادير جنرال مارتن دمبسي، قائد الفرقة المدرعة الأولى للجيش الأميركي بيانا عسكريا اعترف فيه بهجمات من "عدو" وليس إرهابيين فحسب في بغداد ومحيطها، حين قال "إن هجمات العدو في بغداد ومحيطها انخفضت بنسبة 70 في المائة منذ أن شنت القوات الأميركية العملية الهجومية المسماة بـ"المطرقة الحديد".
يذكر أنه شارك في تلك العملية العسكرية قوات مشتركة من الجيش الأميركي والطيران الأميركي المقاتل على جانب فرق دفاع مدني وشرطة عراقية.
وحسسب بيان الجنرال دمبسي العسكري فإن عملية (المطرقة الحديد) اعتمدت ثلاث خطط استراتيجية وكأنها تخوض حربا ضد "عدو قادر على مواجهتها"، وقال دمبسي أنه هذه الاستراتيجيات هي :جمع المعلومات والاستخبارات، وهي تعتمد بصورة كبيرة على المواطنين العراقيين، ثم استراتيجية الاستطلاع من خلال استخدام القوة، وأخيرا الهجمات المباشرة من جانب القوات البرية والجوية.
واعترف القائد العسكري الأميركي من جانب آخر بالقول "في الأساس إننا نريد أن نوصل للعدو ما يفيد بالثمن الباهظ لمواصلته المقاومة وتأكيد عزيمتنا لدعم مواطني بغداد".
ومن ضمن بياناتها العسكرية الحديث، فإن القيادة العسكرية الأميركية الوسطى أصدرت بيانا حول القتال في منطقة الرمادي، حيث شاركت فيه الفرقة (المجوقلة) المحمولة جوا الـ 82 بسلسلة عمليات عسكرية جريئة بهدف "تحسين الوضع الأمني من خلال استهداف أنصار حزب البعث وإرهابيين وعناصر مجرمة" كما قال البيان الصادر أول من أمس 23 نوفمبر (تشرين الثاني).
وفي إطار حربها الضروس مت من تسميهم (العدو) شن الطيران المقاتل غارات عسكرية أميركية وعمليات مشتركة مع حرس الحدود وأفراد الشرطة العراقيين وقال البيان الأميركي "وألقى التحالف القبض على 60 عنصرا عدوا".
وطبقا لآخر بيان عسكري أميركي، فإن القوات الأميركية "قبضت على 31 عنصرا من رجال العدو، وصادرت أسلحة خفيفة خلال الساعات الـ24 الماضية، وذلك في "عملية غارة البنادق".
وجاء في البيان العسكري "غارات الأمس أثمرت احتجاز ثمانية أفراد استهدفوا لارتكابهم جرائم معينة ضد التحالف والشعب العراقي. وقد شاركت الشرطة العراقية في جميع هذه المهمات.."
يذكر أن عمليات عسكرية للقوات الأميركية في وقت سابق من الأسبوع الماضي إلى إلقاء القبض على أكثر من 100 من أتباع النظام السابق، وقبض على كثير منهم في عمليات مشتركة مع قوات الأمن العراقية.
وإلى جانب أعداد كبيرة من البنادق والمتفجرات والقنابل ذات الدفع الصاروخي وغير ذلك من ذخائر، صادر الجيش الأميركي بطاقات هوية وأجهزة راديو وأوراق نقد أردنية وسورية.
وأخيرا، فإنه مما يؤكد تحول لهجة التصريحات العسكرية الأميركية، هو ما جاء في بيان عسكري في العشرين من الشهر الجاري قالت فيه القيادة الأميركية (سنتكوم) : "لا يزال جنود الفرقة المدرعة ال 82 وفرقة المشاة الأولى وفرقة الخيالة المدرعة الثالثة ملتزمين بتدمير قوات العدو ومساعدة السكان العراقيين المسالمين في جهود الانتعاش".