&مهدي قاسم
&&

&&
&
&
الأخبار الواردة من العراق محبطة.. تدعو إلى الحزن و السخط بسبب هذه السلبية المفرطة بالامبالاة التي يبديها المجتمع العراقي إزاء المخاطر الجدية التي تهدد مصيره كمجتمع كشعب ككيان كمشروع دولة جديدة مؤسسة لمستقبل زاهر و جميل!.. إنه مازال ذلك المجتمع الذي& يعصف& في روحه المذعورة الخوف الطاغي الخوف الساحق الخوف المهيمن لحد الشللية الخوف المسلح بالكوابح& و العوائق لكل& مبادرة& جماعية& منظمة من أجل الدفاع عن النفس على الأقل.. و ناهيك عن مبادرات آخرى بهدف: جمع شظايا و أنقاض و بقايا الروح التي حطمتها و مزقتها أربا أربا وحشية و سادية النظام الإجرامي السابق.. و من ثم إعادة و ترميم هذه& الروح العراقية االمتشظية لتعود مثلما كانت سابقا شبيهة بالاحرى مضاهية لأسلافها القدماء: أكثر بابلية& بل أكثرآشورية بل& و حتى أكثر سومرية و لكن& بملامح& أكثر عصرية و حضارية و إنسانية ذات هوية& ثقافية& ثرية& تحمل& وجهها العراقي الخاص و المميز و الجديد!.. ولكن هل أصبح كل هذا مجرد أثغاض أحلام؟..& ما أقوله& ليس تعبيرا عن يأس بقدر ماهو شعور بإحباط& طاريء& تسببه ( روح التحدي و الشراسة ) المتصاعدة يوما بعد يوم من قبل مجرمي النظام البائد و الذين أخذو يركزون - يوما بعد يوم - في أعمالهم الإرهابية على الأهداف المدنية لقتل مزيد من العراقيين أطفالا و شيوخا نساء و رجالا.. وترهيبهم بشكل مستمر و دائم بهدف تذكيرهم بكوابيس النظام الإجرامي السابق, و بوجود و نشاط عناصره من القتلة و السفاحين.. إنه تبليغ& واضح& لا مجال& فيه لأي& إلتباس أو سؤفهم: ( حسنا أيها العراقيون فلا تعتقدوا بأنه مع& سقوط& نظامنا قد أصبحتم أحرارا و تخلصتم& من& قبضتنا الدموية و من فوهات بنادقنا و من أذرعتنا ألأخطبوطية الطويلة!!!.. و ذلك بفضل غباوة ( محرريكم ) الأمريكيين& وبسبب أخطائهم الفادحة في إعطائنا& وقتا و فرصة من أجل إعادة& تنظيم صفوفنا و لملمة قوتنا من جديد!.. و ها نحن هنا مجددا كقوة ضاربة و في أي مكان و زمان.. بل و أكثر من ذلك نتلقى الدعم و العون من أشقائنا العرب:& بشريا و ماديا و أسلحة و إعلاميا وبكل شيء!!!.. ).. و ليس هذا فقط بل إنهم أخذوا يثقون بإنفسهم إلى درجة يخرجون إلى الشارع علنا و يوزعون مناشير تهديد و وعيد بالويل و الثبور لكل عراقي يريد العمل في معمله في دائرته في مدرسته لينتقموا منه شر إنتقام.. أليس أمرا عجيبا و غريبا بل ما فوق اللامعقولية و المنطق و الخيال هو: أن يقوم المجرم الجلاد صانع المجازر الجلاد المهزوم و المطلوب للعدالة بتهديد و مطاردة و قتل ضحاياه القدماء - الجدد و بشكل علني و سافر بدلا من أن يكون العكس هو الصحيح؟؟؟.. إذن فمن هو المسؤول أو المسؤولون عن هذه الحالة ( السوريالية السوداء جدا ) المضحكة و المبكية في آن واحد؟؟؟.. يمكن القول: بالدرجة الأولى قوات التحالف المحتلة التي مرت من جنب جحور الثعابين و العناكب السامة و أعشاش الزنابير الشرسة االمتهسترة أقول مرت دون أن تهدم تحطم بل و تحرق هذه الجحور و الأعشاش الخطيرة جدا بل و تركتها تفلت و تختفي لفترة حتى تعود مجددا.. و ها هي عادت بشراستها المعهودة لتلدغ العراقيين من جديد!!!.. و بعد ذلك تأتي مسؤولية - حسب التسميات الراهنة - المعارضة العراقية السابقة التي لم تحرك ساكنا لا في بداية سقوط النظام البائد و لا بعدها..و لم تبادر إلى توعية أفراد المجتمع العراقي بمدى و جدية خطورة ترك أقطاب النظام السابق مع الآف من البعثيين القياديين الكبار و الصغار و عناصر الأمن و المخابرات و فدائي صدام إضافة إلى عناصر آخرى و كثيرة من القتلة و المجرمين الذين كانوا وقودا و براغ في ماكنة القمع و المجازر الصدامية إن تفلت و تختفي كما لو كانت من ضباب و بخار على ساحل المحيط!.. إذ لم تحاول احزاب و حركات و تنظيمات المعارضة العراقية السابقة و بشكل سريع توعية المجتمع بالمخاطر الجدية و الكارثية التي ستترتب على هذا النوع من التغافل و الأهمال.. أي بعدم إعتقال كل هذه العناصر المجرمة و تقديمهم إلى المحاكمة& العادلة تحت إشراف& قضاء عراقي مستقل..: إذ كان ينبغي تنظيم فرق و تجمعات من المتطوعين في كل حي من أحياء بغداد و في كل قرية و ناحية و محافظة في العراق من أجل شل حركة هذه العصابات الصدامية و محاصرتهم - كل حسب منطقته أو حسب مكان تواجده - و إلتقاطهم واحدا واحدا كالفئران الخارجة من ثقوبها المليئة بمياه الفيضان و من ثم تسليمهم للسلطات المعنية بالأمر.. و لكن المعارضة العراقية السابقة قد عودتنا دوما بإنها اعجز من أن تفك رجل دجاجة!.. و إنها كانت عالة حتى على نفسها: متشرذمة منهمكة في ممارستها للتكتيكات و المناورات الصغيرة من أجل الحصول على بعض المواقع السياسية التافهة و على بعض الإمتيازات البائسة و تسجيل مواقف سياسية مجدبة و عقيمة مثل مخيلتها المتصحرة!.. و هذه المعارضة السابقة تدرك جيدا - مثلما نحن نعرف ذلك منذ أمد بعيد - بإنها لو بقيت بعد قرن من الزمن لما أستطاعت أن تنتزع السلطة من ( السلالة ) الصدامية !.. و ها هي تستلم السلطة بسهولة و على ( طبق من ذهب ) دون أن تعرف ماذا تبدأ معها أو بالاحرى حائرة مترددة مرتبكة مع سلطتها الجديدة!.. و إنها بدلا من أن& تبادرإلى الإحتكاك مع جمهور الشارع& و تفعيله لمواجهة عربدة العنف البعثي نجدها ناعسة أو غافية تحت ظلال سلطتها المتشابكة!.. و الشيء المثير للحيرة و الإستغراب و الذهول فعلا هو: إن خناجر الصداميين قد وصلت إلى رقاب الجميع.. و دون أن تستثني أي واحد!!!.. ولكن أحدا لا يحرك ساكنا& مبادرا مدافعا عن نفسه عن عائلته و عن الآخرين!.. و يبدو الأمر كما لو كان رهطا من الذئاب الكاسرة تهاجم قطعانا من الخرفان المذعورة التي بدلا من أن تدافع عن نفسها تقف عاجزة مذهولة مصدومة بالعضات العميقة!.. إننا نحاول أن نفهم الأنتظار السلبي من قبل الناس الذين مازالوا يخافون من إمكانية و إحتمالات رجوع النظام المرعب البائد بسبب الخوف المزمن الذي ( نقشه ) هذا النظام في ذاكرتهم!.. أما الموقف الإتكالي ذات الطابع التفرجي السلبي من قبل المعلرضة العراقية السابقة، فإن أقل ما يمكن أن& يقال عنه هو: إنه موقف إمتدادي إلى مرحلة المنفى& المخزية!: التقوقع في شرنقة التحزب الضيق، التكتيكات و المناورات الصغيرة من أجل مكاسب آنية و العجز أمام تحديات الواقع السياسي الجديد في العراق و الضبابية في الرؤية السياسية راهنا مستقبلا و أالخ.. و الخ.. بينما في هذه الأثناء تكون& الخناجر الصدامية& قد& وصلت إلى رقبة الجميع!!!.. فإلى متى الأنتظار؟؟؟!
&
[email protected]