أسامة مهدي من لندن: حمل الحزب الشيوعي العراقي الممثل في مجلس الحكم (سلطة الاحتلال) مسؤولية المأزق السياسي والامني الذي تعيشه البلاد داعيا الى رحيل قواتها واحلال قوات حفظ سلام دولية مكانها .
وأكد الحزب الذي يمثله في مجلس الحكم سكرتيره العام حميد مجيد موسى في بيان له اليوم ان المشهد السياسي في العراق يعيش الان حالة ضبابية مضطربة نتيجة عدم وضوح الاستراتيجية الامريكية وتضارب تصريحات مسؤوليها وازدواجية السلطة (سلطة الاحتلال وسلطة مجلس الحكم) والتفاوت الواضح في حرية الحركة لكل منهما والتناقضات الناجمة عن تضارب صلاحيتاهما .
واوضح ان سبب هذه الضبابية هو أن قوات الاحتلال التي شرع وجودها قرار مجلس الامن 1843 لم تتمكن، برغم مرور اكثر من 7 شهور على وجودها، من اعادة الامن وتثبيت الاستقرار وارجاع الاوضاع الى طبيعتها، وهو ما يحتاجه العراقيون حاجتهم الى الماء والخبز حيث أن سلطة الاحتلال تتحمل مسؤولية هذا المأزق وبامكانها أن تساعد في حله، كذلك. فرغم الحوارات العديدة معها، والاقتراحات الكثيرة التي قدمت اليها، من مصادر عدة في مقدمتها (مجلس الحكم)، حول سبل التغلب على الصعوبات الكثيرة واستعادة الامن والاستقرار من خلال تحويل الملف الامني، بكامله، الى العراقيين انفسهم، ظلت (سلطة التحالف) مصرة على الاحتفاظ بهذا الملف رغم النكسات التي تعرضت لها استراتيحيتها الامنية في اكثر من موقع، مواصلة الاستمرار في نهجها القاصر هذا.&
واشار الى ان القوى السياسية الراغبة في تغيير حقيقي، لا شكلي طبعا، بحاجة جدية للتفكير المشترك والبحث الجاد عن حلول تساهم في نقل الوضع السياسي الى حالة نوعية جديدة تسمح بتجاوز الحالة الراهنة وخلق أجواء انسب للحوار وبما يساعد في بلورة قواسم مشتركة وحيث يظل المطلب الاني والملح الذي يناضل العراقيون من اجله، في المرحلة الراهنة، ماثلا في استعادة السيادة والاستقلال بأسرع وقت .
&ودعا الحزب الى خلق ديناميكية جديدة داخل القوى السياسية الراغبة حقا في بناء عراق ديمقراطي تسمح بتحريك أطراف عديدة مازالت تعاني من حالة التردد والانتظار السلبي لما ستسفر عنه تطورات الأحداث ومجريات الصراع موضحا انه يخطيء من يراهن، في هذه اللحظات، على نهج الانتظار السلبي لأن الأحداث تتطور بسرعة، وسيجد المنتظرون أنفسهم خارجها.&&
وجدد الحزب دعوته لعقد مؤتمر وطني عراقي شامل يضم محتلف الوان الطيف السياسي العراقي، تنبثق عنه حكومة عراقية مستقلة يتمكن العراقيون، عبرها، من ادارة شؤونهم بأنفسهم نحو بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.