"إيلاف" من&أبوظبي: تعتبر الحبارى الآسيوية الطريدة المفضلة في رياضة الصيد بالصقور بمنطقة الخليج العربي، حيث يجد الصقارون متعة لا تضاهى في مطاردتها وصيدها وحتى في اقتفاء أثرها على الرمال، لكن هذا الطائر الخجول والجميل يعاني اليوم من تناقص مخيف في أعداده قد يصل لدرجة الانقراض التام خلال السنوات القليلة المقبلة، وقد أظهر المسح الدوري لأعداد الحبارى وكثافة انتشارها اتساع التناقص العددي بنحو 15% للعام الواحد، مع تناقص عددي عام بلغ نحو 77% منذ العام 1998.
وفي إطار جهود دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية في المحافظة على الحياة الفطرية، وانسجاماً مع مبادرات البلدين وتوثيق التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وتكثيف الجهود لإكثار الحبارى والمحافظة عليها، تتابع اللجنة التنظيمية المشتركة بين هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها في دولة الإمارات والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها في السعودية تحضيراتها للمؤتمر العالمي حول إدارة وحماية الحبارى المزمع عقده بمدينة الرياض في السعودية مارس 2004م.
يهدف المؤتمر إلى الخروج بتوصيات عملية للمحافظة على الحبارى بمشاركة أكبر عدد ممكن من العلماء وممثلي الجهات المعنية في جميع مناطق انتشار طيور الحبارى.
ويتضمن برنامج المؤتمر جلسة افتتاحية حول المفاهيم العامة للإكثار في الأسر بغرض المحافظة على النوع والاستخدام المستدام لحماية المجموعات البرية، وجلسة حول الوضع الراهن في شمال أفريقيا والشرق الأوسط وأفريقيا، وجلسة حول الإكثار في الأسر وإعادة التوطين، وجلسة حول الإنجازات في مجال المحافظة على الحبارى من خلال برامج الإكثار والإطلاق، ومائدة مستديرة حول تقنيات الإكثار في الأسر، وجلسة مفتوحة حول التطورات الاقتصادية والاجتماعية تتضمن مناقشة تشريعات ونظم صيد الحبارى التي تضمن الاستخدام المستدام وتشجيع الالتزام بالقوانين واستعادة المجموعات والمحافظة على البيئات الطبيعية، وجلسة ختامية حول ايكولوجية الحبارى.
وتم وضع التصور المبدئي لبرنامج الافتتاح الذي يشمل فيلماً توثيقياً عن الإنجازات التي حققتها مراكز الطائف وميسور بالمملكة المغربية والمركز الوطني لبحوث الطيور في الإمارات.
ويعتبر المؤتمر العالمي الثاني لبيولوجية الحبارى وجهود المحافظة عليها فرصة للالتقاء وبحث الخطوات العملية لتنسيق وتكثيف الجهود لحماية طيور الحبارى بمشاركة عدد كبير من المختصين والمؤسسات الوطنية في دول مناطق تكاثر وانتشار الحبارى مثل كازاخستان وباكستان وشبه الجزيرة العربية (الإمارات، السعودية، عمان، البحرين، قطر، الكويت) وإيران والهند وقيرقستان ومنغوليا والصين والمغرب وأذربيجان وجزر الكناري وأفغانستان والجزائر وليبيا ولبنان والأردن والدول الأوربية (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا، هولندا) والمنظمات العالمية في مجال المحافظة على الطبيعة (اتفاقية الأنواع المهاجرة CMS، والاتحاد العالمي لصون الطبيعية IUCN ، والصندوق العالمي للطبيعة WWF ، والمنظمة العالمية لحماية الطيور ..الخ).
وكانت اللجنة التنظيمية قد أقرت في اجتماعها الأول بالرياض في مارس 2002م الأطر العامة لتنظيم المؤتمر التي تتلخص في التأكيد على أن مجموعات الحبارى البرية تتعرض لخطر الانقراض في جميع مناطق انتشارها نسبة لزيادة النهب وتدهور البيئات، وعلى أهمية الصين وغيرها من مناطق تكاثر الحبارى في دول أواسط آسيا (كازاخستان وتركمانستان وطاجكستان وأوزبكستان). هذا بالإضافة إلى الإشارة إلى أنه قد تم تحقيق الكثير من الإنجازات في المحافظة على مجموعات الحبارى حيث يتم إكثارها في الأسر في الإمارات والسعودية ويتم إعادة توطينها في المناطق المحمية، كما أن العلماء والمؤسسات المعنية تقوم بدور كبير في هذا المجال، ولكن هذه الجهود في حاجة إلى الدعم السياسي للتأكد من تنفيذ التوصيات العلمية للمحافظة على الحبارى وبيئاتها في مختلف مناطق التكاثر والانتشار.
والجدير بالذكر أن هيئة أبحاث البيئة والحياة الفطرية وتنميتها ترتبط باتفاقيات تعاون مع الهيئة الوطنية السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها، ويتم التنسيق بين الهيئتين في مختلف الشؤون المتصلة بعملهما ويقومان بعدة جهود دولية لدراسة وحماية البيئات على امتداد مناطق انتشار الحبارى ومناقشة ومتابعة التوصيات العلمية والإدارية للحفاظ على الأنواع الطبيعية من خلال المنظمات والاجتماعات العالمية والإقليمية.
وتترأس المملكة العربية السعودية مجموعة الحبارى المنبثقة عن الاتفاقية العالمية للأنواع المهاجرة، ومنذ عام 1986م بدأت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بإجراء تجارب على إعادة توطين الحبارى الآسيوية في المركز الوطني لأبحاث الحياة الفطرية قرب الطائف، ويقوم المشروع بإكثار الحبارى الآسيوية والأفريقية في الأسر وإطلاقها في مناطق محمية بالمملكة. وقد نجح المركز في تجارب الإكثار بالأسر والإطلاق في محمية محازة الصيد على بعد 180 كيلومتراً شمال شرق مدينة الطائف. وبالإضافة إلى ذلك بذلت الهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها جهوداً كبيرة في البحث عن المواقع التي ما تزال تضم بقايا حبارى برية في السعودية، وتم ذلك بصفة أساسية من أجل حماية تلك الطيور والعناية بها، إضافة إلى منحها الفرصة الكاملة للتكاثر في بيئتها الطبيعية.