الخرطوم- اعلن المتحدث باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون جنوبيون) ياسر عرمان ان وفدا من حركته سيقوم خلال الايام القادمة بزيارة للخرطوم لاول مرة منذ اندلاع الحرب الاهلية في السودان قبل عشرين عاما.&ونقلت الصحف السودانية اليوم السبت عن عرمان قوله ان وفد الحركة سيجري لقاءات مع مسؤولين سودانيين ومع ممثلي القوى السياسية والمجتمع المدني.
&واوضح عرمان ان هذه الزيارة ستتم قبل اللقاء المقرر في الخامس من كانون الاول/ديسمبر المقبل في كينيا بين نائب الرئيس السوداني على عثمان طه وزعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان جون قرنق.&يذكر ان الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان وقعا امس الجمعة اتفاقا لتمديد وقف النار، الساري المفعول منذ ستة اشهر، لمدة شهرين اخرين وذلك قبل يومين من استئناف مفاوضات السلام في كينيا.
&وقال وسيط الهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) لازاروس سيمبايو خلال حفل توقيع الاتفاق بين المتحدث باسم الحركة سمسون كواجي والسفير السوداني في كينيا علي عبد الرحمن النميري انه اعتبارا من الاحد، سيلتقي مفاوضون رفيعو المستوى من الطرفين لمناقشة المسائل المهمة، وهي تقاسم السلطات والثروات والمناطق الثلاث المتنازع عليها، وهي جبال النوبة والنيل الازرق (جنوب-شرق) وابيي (وسط) من اجل التمهيد للقادة لاتخاذ القرارات".
&واوضح سيمبايو ان نائب الرئيس السوداني وزعيم الحركة الشعبية سينضمان الى المحادثات في الخامس من كانون الاول/ديسمبر.&وقال عرمان ان هذه الزيارة هي "بادرة حسن نية" من جانب الحركة الشعبية لتحرير السودان موضحا انها ستمهد للاعلان عن تحول الحركة الشعبية لتحرير السودان (وهي الجناح السياسي للجيش الشعبي ويتزعمها كذلك جون قرنق) الي حزب سياسي يعمل بشكل طبيعي في الخرطوم.
&واضاف عرمان ان وفد الحركة سينتقل الى الخرطوم من دولة مجاورة رفض الافصاح عن اسمها وشدد على ان مسؤولين من تلك الدولة سيرافقون اعضاء الوفد لضمان امنهم.&واوضح ان الوفد سيغادر الى الخرطوم فور تلقيه الموافقة النهائية للحكومة السودانية.
وتابع عرمان ان الجيش الشعبي بدا اتصالات مع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني في الخرطوم من اجل التوصل الى اجماع وطني حول التحولات الديموقراطية المنتظرة.&ورحب مسؤولون حكوميون بهذه الزيارة. ونقلت صحيفة الراي العام المقربة من الدوائر الحكومية عن مصدر "رفيع المستوى" ان "الحكومة ترحب ترحيبا حارا بزيارة الوفد التي تعتبرها غير مستغربة باعتبار ان اعضاء الوفد يتحركون داخل وطنهم" ووصف المصدر الزيارة بانها "خطوة ايجابية وسيكون لها اثر كبير جدا في خلق الثقة وتطبيع العلاقات بين الطرفين".
&وقالت الراي العام ان نائب الرئيس السوداني تلقى اتصالا هاتفيا من قرنق هنأه خلاله بعيد الفطر المبارك.&واندلعت الحرب الاهلية السودانية عام 1983 بين السلطة المركزية في شمال السودان وبين متمردي الجنوب، المسيحيين والارواحيين، واوقعت نحو مليون ونصف المليون قتيل كما ادت الى نزوح اربعة ملايين نسمة.