"إيلاف" من القاهرة: في وقت نفى فيه هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي علمه بشأن الانباء التي ترددت عن مقتل أو اعتقال عزة ابراهيم الدوري، أحد أبرز مساعدي صدام حسين، ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة السابق فى العراق، فقد أعلن عضو في مجلس الحكم العراقي اليوم الثلاثاء ان الدوري ربما يكون قد قتل أو اعتقل خلال حملة أميركية انطلقت صباح اليوم في مدينة كركوك لملاحقته.
ونقلت وكالات الأنباء عن موفق الربيعي عضو مجلس الحكم العراقي قوله إن عملية كبيرة جرت ليلة أمس الاثنين في كركوك واستمرت حتى صباح اليوم، ومن المحتمل أن يكون ابراهيم قد أسر أو قتل. وصرح بانه كان على اتصال مع القوات الاميركية، لافتاً إلى أن عمليات التفتيش بدأت ليلا وتركزت في مدينة الحويجة 45 كلم غربي كركوك ورشاد 60 كلم جنوبي كركوك بينما اقيمت في كركوك حواجز لمراقبة الداخلين الى المدينة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن عزة ابراهيم الدوري هو الوحيد من بين الدائرة الأقرب لصدام حسين الذي احتفظ منذ تموز (يوليو) من العام 1979 بمنصب نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ونائب القائد العام للقوات المسلحة العراقية، وحتى سقوط النظام.
ونقلت وكالة "رويتر" عن مسؤولين محليين في كركوك قولهم إن المدينة تضج بالحديث عن اعتقال ابراهيم، غير أنه لم يصدر عن القوات الأميركية تأكيد بعد لهذه الأنباء، أو نفي لها، لكن الجنود الاميركيين شنوا غارة واسعة النطاق في شمال العراق.
وعزة إبراهيم كان أكثر العناصر المقربة من الرئيس العراقي السابق صدام حسين وهو أحد أكثر المطلوبين من قبل القوات الأميركية حتي أكثر من الرئيس صدام نفسه علي حد قول صحيفة الديلي تليغراف البريطانية.
وتتهم واشنطن عزة إبراهيم بأنه قام بتشكيل تحالف بين الموالين لحزب البعث وجماعة "أنصار الإسلام" التي لها صلات وثيقة بتنظيم القاعدة، كما تقول الإدارة الأميركية التي تؤكد أن جماعة أنصار الإسلام هي المسؤولة عن نقل كل من يريد القتال ضد القوات الأميركية إلي العراق.
وتقول صحيفة الديلي تليغراف ان تحديد المسؤولين الأميركيين لاسم عزة إبراهيم تحديداً بأنه المسؤول عن الهجمات علي قواتها يعزز الشعور بأن قوات المقاومة في العراق تحولت من مجرد عناصر هاربة تابعة لحزب البعث إلي هيكل متكامل ومنظم يملك القدرة علي جذب كل من يعارض الوجود الأجنبي في العراق ويرغب في القتال ضده.
سيرة ذاتية
ويعد عزة الدوري أحد أكثر المطلوب القاء القبض عليهم بعد صدام ويحتل المرتبة السادسة في قائمة تضم 55 مسؤولا عراقيا فارا مطلوب اعتقالهم او قتلهم حيث قتل او اعتقل الخمسة الذين يسبقون عزة في القائمة باستثناء الرئيس العراقي السابق.
وخلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في اعقاب حرب الخليج الثانية في شهر آذار (مارس) من العام 1991، قاد عزة المنطقة الشمالية، بصلاحيات مطلقة، وفي 24 آذار (مارس)، حذّر أهالي السليمانية الأكراد في اشارة لا تخلو من مغزى بقوله: "اذا كنتم نسيتم حلبجة (مجزرة الكيماوي التي راح ضحيتها نحو 5 آلاف كردي) فإنني أذكركم أننا مستعدون لتكرارها مرات ومرات".
واعلنت واشنطن الشهر الماضي ان عزة الدوري متورط بشكل مباشر في هجمات على القوات الاميركية ورصد جائزة قيمتها عشرة ملايين دولار لمن يقدم معلومات تؤدي الى اعتقاله او قتله، وقالت القوات الاميركية انها احتجزت زوجة وابنة ابراهيم في بلدة سامراء، بينما ذكرت فضائية (العربية) وفضائية (CNN) الأميركية الإخبارية اليوم إن نفي زيباري يأتي بعد أن أعلن عضو في مجلس الحكم الانتقالي أن عزة الدوري ربما يكون قتل أو اعتقل خلال الحملة التي شنتها القوات الاميركية في كركوك.
وشهد شهر تشرين الثاني (نوفمبر) أعلى عدد من القتلى بين الجنود الأميركيين حيث قتل 74 على الاقل كما سقط بين القوات المتحالفة اعلى عدد من القتلى في هجوم واحد لدى تعرض قاعدة ايطالية في الناصرية بجنوب العراق لهجوم قتل فيه 19 ايطاليا.
وكان مسئول في الشرطة العراقية أكد أن القوات الاميركية بدأت الليلة الماضية واستمرت حتى وقت مبكر من صباح اليوم أكبر عملياتها للبحث عن عزة ابراهيم الدوري، وأكد المصدر أن القوات الأميركية تلقت معلومات عن وجود الدوري وأخرين من رموز النظام السابق في مدينتي الحويجة ورشاد بالقرب من كركوك، شمالي العراق.