حيان نيوف من دمشق: دايفيد هربرت لورنس ( 1885- 1930 )، الروائي البريطاني، والذي عرفناه في قراءة الآداب الإنكليزية باسم دي إتش لورنس، وخاصة من خلال روايته، التي اقتحمت، ليلا، أسوار أكثر من ألف جامعة حول العالم: رواية "نساء عاشقات" أو بالإنكليزية Women in Love. هذا العمل الروائي الذي يقع تحت راية "ألأدب الإباحي" والذي عالج فيه أهم القضايا القائمة في المجتمع البريطاني من خلال تصوير إباحي لمجموعة من العلاقات بين نساء ورجال من طبقات اجتماعية مختلفة. ولكن ماذا عن رسوم لورنس، وكيف نقل أدبه الإباحي إلى رسوم قوية لا تقرأها كل العيون؟
فبعد سبعين سنة من حظر اللوحات العارية التي رسمها لورنس، عادت لتظهر مجددا في بريطانيا ولكن هذه المرة دون تدخل من الشرطة كما حدث في الماضي عندما وكانت الشرطة على وشك إحراق هذه اللوحات ولكنها عادت عن قرارها هذا شريطة ألا تعرض في بريطانيا في تلك الفترة.
واليوم تم عرض هذه اللوحات في متجر لبيع الكتب هو Pan bookshop in London، ولكن لم يعرف أحد مصير هذه اللوحات من الناحية القانونية. وقد حضر العرض كريستوفر مايلز الذي أخرج فيلم "كاهن الحب" عام 1982 والذي دارت أحداثه حول لورنس، وقد عرضت بعض لوحاته في هذا الفيلم. اللوحات الأصلية ورثتها أرملة لورنس ثم زوجها الثالث الذي باع اللوحات لتاجر يوناني والذي أعادها إلى بريطانيا.
"كيث ساجار"، مؤلف إحدى الكتب عن لوحات لورنس، يملك لوحة أصلية من هذه اللوحات. ويتحدث كيث عن هذه اللوحة ويصفها بالمخيفة والتي تصور بدقة متناهية الأعضاء التناسلية للرجل. وهذه اللوحة لم ينجح في تعليقها حتى على جدران منزله لما فيها من تفاصيل مربكة ومخجلة. ولوحات لورنس التي عرضت اليوم في بريطانيا لم تترك زاوية من جسد الكائن البشري إلا وصورته حتى الهيكل العظمي. فكانت هذه اللوحات، رغم جهل واضح ببعض التفاصيل التشريحية، ممتلئة بالحياة.
لو كان لورنس حيا لفرح جدا بعرض رسومه الإباحية. ولكن هذا مصيره ألا يشاهد ابتعاد الشرطة البريطانية عن أساليب المنع والكبت والمراقبة والحرق. كما أنه في روايته " نساء عاشقات "، قد عكس، وبشكل عصي على الفهم من أول قراءة، السيطرة الصناعية لقوى مجتمعية خفية من خلال "سيطرة الذكورة". كما أنه حاول تذكيرنا دائما بالرسم الإباحي من خلال إدخال فقرات في روايته هذه تتحدث عن شخصية رسامة في بنية الرواية التي هي، أصلا، بنية جسد امرأة ورجل : حقا، لقد كتب لورنس جسد الإنسان!