"إيلاف"من القاهرة:توقعت مصادر مصرية وفلسطينية متطابقة أن يؤكد الحوار الوطني الفلسطيني، الذي ينطلق رسمياً يوم غد الخميس في القاهرة، برعاية عمر سليمان، رئيس جهاز المخابرات العامة المصري، على أهمية التوصل إلى هدنة متبادلة ومشروطة مع إسرائيل.
وتتمثل هذه الهدنة في إلتزامات بوقف الإغتيالات وإقتحام المدن والقرى الفلسطينية، تمهيدا لاستئناف المفاوضات الخاصة بخطة السلام المعروفة بـ "خارطة الطريق"، لافتاً إلى أن الحوار سيتناول عدة قضايا، أبرزها وقف متبادل لإطلاق النار مع إسرائيل, وسبل المشاركة في القرار السياسي,إضافة إلي الوضع الداخلي, وبناء المؤسسات,التي تشكل نواة للدولة الفلسطينية المزمعة.
وبدأت اليوم الأربعاء محادثات غير رسمية بين ممثلي أحد عشر فصيلاً فلسطينياً في القاهرة وذلك قبيل ساعات من إنطلاق الحوار الرسمي غدا، هذا ومن المقرر أن يبدأ الحوار بكلمة للوزير عمر سليمان، رئيس المخابرات المصرية، يعرض فيها التصور المصري لكيفية الخروج من الحوار بنتيجة إيجابية، وأن يجدد عرض الهدنة، التي تؤكد القاهرة حصولها على تعهد من واشنطن بإلتزام تل أبيب في المقابل بوقف العمليات والإغتيالات وإجتياح المناطق الفلسطينية.
وأرجئت المحادثات التي ترعاها مصر بطلب من حركتي حماس وحركة الجهاد الإسلامي، لأسباب أمنية وإدارية، لكن ممثلي أحد عشر فصيلا في منظمة التحرير الفلسطينية موجودون في القاهرة بالفعل عقدوا بعض اللقاءات غير الرسمية.
ومضت المصادر نفسها موضحة أن الحوار الوطني سيركز على مسألة توحيد الخطاب والقيادة الفلسطينية، بعدما تعددت المواقف الفلسطينية، سواء على مستوى السلطة أو الفصائل، ولهذا تمت دعوة رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع لحضور ختام المفاوضات، للتشديد على هذه المسألة، بحيث يصبح الجميع في خندق واحد، وفي مواجهة تحديات مشتركة، لا تحتمل الانقسامات ولا التشرذم.
وأكد مسؤولون مصريون أن أحد الأولويات الضرورية في التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين يجب أن تكون في إستعادة الثقة بين الأطراف كمدخل إلى تهيئة المناخ للتحرك نحو التسوية، موضحين أن وقف الاستيطان والتوقف عن بناء السور العازل وتسهيل الظروف المعيشية للشعب الفلسطيني، ووقف أعمال العنف وإستخدام القوة عناصر ضرورية حتى يتمكن المجتمع الدولي من شحذ جهوده والمضي قدماً في الدفع باتجاه تنفيذ آليات الكفيلة بتنفيذ خطة خارطة الطريق من خلال مفاوضات جادة.
وقال مصدر مشارك في الحوار من حركة فتح إن المحادثات قد تأجلت يومين بناء على طلب من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، موضحاً أنه من المتوقع أن تبدأ يوم غد الخميس، بمشاركة كافة الفصائل الفلسطينية أبرزها فتح وحماس والجهاد الإسلامي، وبرعاية مصرية، على النحو المشار إليه سلفاً.
من جانبه أعلن مصدر في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن وفد الحركة إلى القاهرة سيكون برئاسة موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي، وعضوية كل من عماد العلمي، محمد نزّال، أبو محمد مصطفي، محمد ناصر، موضحال أن الحركة سعت ليشمل الوفد أعضاءً من قيادات الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتمّ إبلاغ هذه الرغبة إلى الإخوة في مصر، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت إعطاء الموافقة وضمان سلامة المشاركين وعودتهم إلى أرض الوطن، مما جعل مشاركتهم متعذرة، ومضى عضو (حماس) موضحاً أن استجابة الحركة للدعوة المصرية للمشاركة في حوار القاهرة أتت حرصاً منها على ترسيخ الحوار كأسلوب للتعاطي بين مختلف القوى والفصائل الفلسطينية،ومسلك حضاري لحلحلة أية خلافات، والبحث عن قواسم مشتركة، ونقاط اللقاء، وتعزيزا للوحدة الوطنية الفلسطينية على أرضية الصمود والمقاومة، في مواجهة عدو مشترك.
وقالت مصادر دبلوماسية فلسطينية أن الأجندة السياسية للحوار لن تخرج عن جدول أعمال آخر حوار عقد في القاهرة في حزيران (يونيو) الماضي، وركز على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، والتوصل إلى رؤية سياسية موحدة، تنطلق من أرضية الحفاظ على الوحدة الوطنية، وضرورة صون الثوابت الفلسطينية، فضلا عن الخروج من بقيادة وطنية موحدة، تشارك فيها كل القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة، توكل إليها مهمة قيادة الكفاح الفلسطيني، وفقا للرؤية السياسية، التي يتم الاتفاق عليها.
التعليقات