"إيلاف" من لندن: وصف عفيف صافية المفوض العام الفلسطيني لدى بريطانيا الرسالة التي بعث بها إلى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بخصوص اجتماع لندن بأنها ملاحظة من دبلوماسي حول تحرك قام به بعض الإخوان يعترض عليه في المنهج لأنه يؤدي إلى الإخلال بالمعادلات الدقيقة داخل المملكة المتحدة.
وقال صافية لـ "إيلاف" إنه مقرب من عرفات وإنه بعث بالرسالة إليه بمحبة ليسجل بعض الملاحظات. ورفض المفوض الفلسطيني الإفصاح عما إذا كان قد تلقى ردا من الرئيس عرفات قائلا إنه لا يريد التحدث بلسان غيره.
وأشار إلى أنه لا يريد توزيع نسخ من رسالته هذه قائلا إنه أطلع عليها إحدى الصحف الصادرة في لندن لأنها فلسطينية وذلك لتسجيل ملاحظاته على الاجتماعات علنا.
وكان صافية أرسل الى الرئيس الفلسطيني رسالة عبر فيها عن استيائه من مشاركة وفد فلسطيني في اجتماعات مع اسرائيليين دون علم المفوضية. ويقصد بذلك تلك المحادثات التي عقدت في بريطانيا الاسبوع الماضي بين وفدين فلسطيني برئاسة جبريل الرجوب المستشار الأمني للرئيس الفلسطيني وعومري شارون ابن أرييل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي وبرعاية مجموعة أنصار إسرائيل في حزب العمال البريطاني الحاكم.
وقال صافية في رسالته لعرفات إنه علم بالمفاوضات التي وصفت بأنها سرية من وسائل الاعلام متسائلا عن الحكمة من قبل بعض المسؤولين في تجاوز السلك الدبلوماسي الفلسطيني في تحركهم واتصالاتهم الخارجية.
وقال صافية إن المفاوضات من شأنها أن تعزز نفوذ اللوبي الإسرائيلي في الإدارة والحكومة البريطانية ويخرجهم من الحرج في وقت يزداد فيه تفهم البريطانيين لمعاناة الشعب الفلسطيني.
واستعرض صافية في الرسالة استطلاعات الرأي الأخيرة في بريطانيا التي أظهرت تنامي نسبة التعاطف مع الشعب الفلسطيني. وأشار إلى الاستطلاع الأوروبي الذي أظهر أن غالبية الأوروبيين يعتبرون إسرائيل أكبر مصدر تهديد للسلام العالمي. كما نبه إلى أن مناقشات البرلمان البريطاني حول القضية الفلسطينية تكون في غالبيتها لصالح الفلسطينيين وأنه لم يتجرأ أحد للدفاع عن إسرائيل في المناقشة المتعلقة بجدار الفصل العنصري.
وخلص صافية إلى القول إن لقاء لندن جاء بمبادرة من أنصار إسرائيل في حزب العمال وبالتالي سيساعد على إعادة إنعاشهم وإخراجهم من الحرج الذي منيوا به والآن اصبح بامكانهم التبجح بأنه كانت لديهم مبادرة كما سيسمح بزيادة نفوذهم وتوسيع صلاحياتهم تجاه التعامل البريطاني مع فلسطين وإسرائيل وتقليص نفوذ دور الآخرين.
وأضاف صافية أن البعض يخطئ عندما يريد أن ينسج العلاقات مع دولة ما عبر اللوبي المؤيد لإسرائيل وأن هذا عكس ما تسعى إليه الدبلوماسية الفلسطينية أي تقليص نفوذ هذا اللوبي في صنع القرار مشيرا إلى أن أي تحرك في بلد ما دون التنسيق مع السفير أو السفارة قد يؤدي إلى الإخلال بالمعادلات الحساسة والدقيقة داخل هذا البلد.
التعليقات