"إيلاف": بين نكسة البرتغال وانتصار ايران فقط 13 يوماً يبدو انها كانت علاجا شافيا للمدرب واللاعبين على حد سواء فكانت الاستفاقة في وجه منتخب قوي كإيران الذي أتى بعنفوانه لينكأ جراح الأزرق لكنه اصطدم بجدار ناري&شكلته الروح القتالية والعزيمة المثالية للاعبي الأزرق الذين صدوا في بداية اللقاء مدا هجوميا مكثفا من إيران قبل أن يدخلوا الى أرض الواقع بهجمات مرتدة سريعة قادها القائد العائد بتأنق.
وتألق فواز بخيت مع الثنائي المثير بشار وبدر المطوع فأثمرت هذه عن هدف في الدقيقة 24 اثر ركلة جزاء سددها بشار بنجاح في المرمى .
اندفع الفريق الايراني نحو التعديل وتناسى الدفاع فانطاق بشار عبدالله مخترقا الدفاع و مسجلا الهدف الثاني في الدقبقه 33 وليستمر ضغط الأزرق في الشوط الثاني و ينجح وليد عيد بتسجيل الهدف الثالث من ركلة حرة بالدقيقة 15 نفذها بدقة.
أعلن هذا الهدف حسم اللقاء لكنه لم يثن المهاجم العملاق علي دائي عن المثابرة من أجل الهدف الذي يدخله التاريخ فنجح في الدقيقة 32 بتحقيق مراده بعد تحويله برأسه كرة عرضية بنجاح كهدف شرفي لكنه ثمين على المستوى الشخصي لدائي لأنه جعله أكبر المسجلين على المستوى العالمي.

رغم ان العرض الايراني كان الافضل في اللقاء من حيث السرعة والتحرك واللياقة البدنية وحتى السيطرة، فإن الازرق تفوق تكتيكياً وامتلك لاعبوه تركيزاً قوياً وهدوءا لافتاً مع قدرة فائقة على تحمل ضغط هجومي ايراني كاسح، مما سمح له بالخروج فائزاً مع ان من تابع اللقاء يجمع على ان ايران كانت تستحق التعادل على الأقل.
واتبع المدرب البرازيلي كاربجياني أسلوباً ذكياً عندما حافظ على خطة الازرق المعتادة وهي 4/4/2، الا انه اجرى تعديلات في المراكز وبالتحديد أنه دفع بعلي الشمالي كجناح أيمن بدلا من خالد عبدالقدوس السريع، الذي لعب في الوسط كارتكاز الى جانب «المايسترو» العائد فواز بخيت، فكان خير عون للأخير (بخيت) الذي كان احد نجوم اللقاء فعلاً بادائه الجيد وتمريراته الغزيرة والحاسمة الى خط الهجوم، حيث أثبت أنه قائد فعليا، يستطيع امساك زمام الامور بسهولة في خط الوسط وينظم تحركات زملائه ولكنه اصيب بشد عضلي خفيف حرمه من المشاركة في الشوط الثاني، مما اضطر كاربجياني الى الدفع بعلي النمش بدلا منه.
واللافت ان الثنائي الهجومي بشار عبدالله أفضل لاعب في اللقاء وبدر المطوع اقلقا راحة الدفاع الايراني بتفاهمهما وتبادلهما التمريرات الخطيرة وخصوصا لحظة اندفاعهما الى الامام من خلال الهجمات المرتدة، وحافظ خط الدفاع الذي شهد وجهان جديدان هما خالد الشمري وسامر المرطة على توازنه وتماسكه الى حد كبير تولى مهمة دقيقة وصعبة نجح بها وهي تحمل عبء الهجمات الايرانية الكاسحة وخطورة علي دائي وكذلك اختراقات الثلاثي علي كريمي وجواد كاظميان وعلي رضائي من مختلف الاتجاهات.
ادار اللقاء الحكم القطري عبدالله القحطاني وعاونه مواطناه ابراهيم محمد علي وعلي حسن، وانذر الحكم سامر المرطة وبشار عبدالله ومساعد عبدالله (الكويت) وجلال كاملي وعلي دائي وحامد بور (ايران).