مارييل اود من موسكو: يتوجه الناخبون الروس الأحد إلى صناديق الاقتراع لتجديد مجلس الدوما الذي يسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى الحصول على أكثرية أعضائه لتعزيز مكانته على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وستشكل هذه الانتخابات اختبارا للرئيس الروسي الذي يرشح نفسه لولاية ثانية في اذار/مارس المقبل، وقد انتهت الاستعدادات لاعطاء حزب "ادينايا روسيا" الموالي لبوتين افضل الفرص للفوز.&وتعطي استطلاعات الراي افضل النتائج لبوتين حيث يحظى بشعبية تصل الى ثمانين بالمئة خصوصا بفضل هجماته على المدير العام السابق لمجموعة ايوكوس ميخائيل خودوركوفسكي وكل هؤلاء الاثرياء الذين يكرههم الشعب. ولم يخف بوتين دعمه لحزب "ادينايا روسيا".
ولا يفوت زعيم هذا الحزب ووزير الداخلية في الوقت نفسه بوريس غريزلوف الفرصة للظهور عبر وسائل الاعلام ليعلن اعتقال "فاسدين" على اعلى المستويات في اجهزة الشرطة والادارة العامة.&وهو يرد بذلك على الانتقادات التي تستهدف فريق بوتين الحاكم لجهة عجزه عن مواجهة الفساد.&وبعكس الانتخابات التشريعية السابقة قبل اربع سنوات لا يتم التطرق الى حرب الشيشان خلال الحملة الانتخابية الحالية مع ان القوات الروسية لا تزال تتعثر هناك وهي عاجزة عن انهاء هذا النزاع الدامي.
ولم تتخلل الحملة الانتخابية اي مناظرات فعلية وندد عدد من مرشحي المعارضة بتجاوزات تحصل ونبهوا من خطورة الاتجاه نحو اجراء انتخابات على "الطريقة السوفياتية".&وتظهر شبكات التلفزيون، بعد الامساك بها خلال السنوات القليلة الماضية، ولاء كاملا للسلطة دفع منظمة الامن والتعاون في اوروبا الى التنديد ب"الانحياز الواضح لصالح حزب ايدينايا روسيا".
وقبل اشهر قليلة من موعد الانتخابات التشريعية ظهرت تنظيمات شيوعية واخرى قومية مثل رودينا او نارودنايا بارتيا. ويعتبر العديد من الخبراء ان هذه الاحزاب الوليدة ليست سوى احزاب تابعة للكرملين الهدف من قيامها قضم اصوات من الشيوعيين.
ويدعى الاحد 110 ملايين روسي الى انتخاب 450 نائبا يشكلون اعضاء الدوما حيث سينتخب نصفهم على اساس النسبية ونصفهم الاخر على اساس الاكثرية خلال الدورة الاولى.&ويامل حزب ايدينايا روسيا الحصول على ضعف اصوات الحزب الشيوعي منافسه الرئيسي مع العلم انه كان مساويا له في استطلاعات الراي قبل عدة اشهر فقط.&وتعطيه استطلاعات الراي الاخيرة نحو ثلاثين بالمئة من الاصوات مقابل ما بين&14 و25 بالمئة للحزب الشيوعي.
أما الاحزاب المدافعة عن القيم الليبرالية مثل اتحاد قوات اليمين وايابلوكو فلم تتمكن من التوحد لمواجهة الحزب الرئاسي وقد لا ينجح هذان الحزبان في تجاوز نسبة الخمسة بالمئة وبالتالي لن يدخلا الدوما. أما الخصم الاخطر لبوتين فسيكون حسب الخبراء ارتفاع نسبة الامتناع عن التصويت بسبب اعتقاد الكثير من الناخبين ان النتائج معروفة سلفا وان الدولة تسيطر على كل الاوجه السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وفي حال سيطر حزب ايدينايا روسيا على الاكثرية المطلقة فان مجلس الدوما هذا "سيكون اكثر وداعة من السابق وسيختفي البرلمان عندها كوحدة سياسية ليصبح مجرد ديكور" حسب ما قال المتخصص في العلوم السياسية يوري كورغونيوك.&وعندها سيكون بوتين قادرا على تمرير كل الاصلاحات التي يريد من دون عقبات.
التعليقات