سالم اليامي
&
&
&
&
ذهبت لممارسة الرياضة في النادي الصحي كعادتي،لأنشط جسدي النحيل وأقوي عضلاتي الضامرة، وعندما ألقيت جسدي الى مسبح النادي شعرت انني أسبح دون ان أحرك جسدي كثيرا، بل انني لم أحرك إلا يداي حركة بطيئة جدا، حينها تساءلت مع نفسي ما الفرق بيني في هذه اللحظات وبين شخص يرمي بنفسه في المسبح لأول مرة؟!
وقد أدركت حينها أن الفرق يكمن في حاجز الخوف فقط. فأنا من خلال معرفتي المسبقة بالسباحة أرمي نفسي في الماء العميقة دون خوف مما سوف يحصل، بينما لو اتى شخص لا يعرف السباحة ورمى نفسه في الماء وتحرك بنفس الحركات التي أتحرك بها داخل الماء وربما أكثر لغرق، الا ان ذلك الشخص الذي لايجيد السباحة لو نزل الى الماء بدون خوف وعلى ثقة من انه سوف يسبح، فانه حسب وجة نظري لن يجد صعوبة في الغوص وسط الماء العميق.
اذن الفرق هنا هو أنني أعرف أسبح في الماء العميق لأنني كسرت حاجز الخوف، وذاك الذي لا يعرف السباحة يخاف، واذا سبح غرق لأنه لم يتجاوز حاجز الخوف! وكانت هذه الملاحظة قد جعلتني أدرك السر وراء خوف بعض الشعوب من الجديد، لأنه يظل بالنسبة لها كالماء العميق لمن يخاف ان يغرق فيه، حتى وان تحرك بنفس حركات من يغوصون في الماء دون ان يغرقوا لأنهم لايخافون.
الخوف: مرض يصيب من يتربى في واقع موبوء بفلسفة الخوف من كل شيء، وهو ينتشر في المجتمعات المتخلفة التي ترضع ابناءها الخوف منذ أن يرى نور النهار لأول مرة الى أن يعود الى عالم الغيب، مما يجعله يعيش حياته سلبيا يكره المغامرة والمحاولة واذا حاول مرة فانه أما أن يغرق أو يغرق غيره بدافع الخوف المسيطر على عقله وقلبه في آن واحد،حيث يستقبل عقله موجات الخوف عبر خرافة البيت، وسطحية المنهج الدراسي، و قسوة المعلم المعقد، وثقافة الكتاب الكئيب، ويستقبل قلبه كل تلك العواطف المريضة المشحونة بغيبيات الخرافة، وقصص الخيال اللاعلمي !
الخوف: غذاء الشعوب الفقيرة فكرا وثقافة ومعرفة، يعطل ملكة التفكير ونقاوة الوجدان، ويخلع عن الانسان آدميته، حيث يصبح الانسان الخائف جسدا بلا روح. وجمجمة بلا عقل، فلا تجذبه لوحة جميلة ولا منظر خلاب، ولا يطرب لصوت شجي، ولا يرق قلبه لصوت طفل بريء يحلم بمستقبل تزدهر فيه الحرية !
إن أمة تدرك أنها متخلفة حضاريا وتطمح أن يكون لها مستقبل بين الأمم المتحضرة، حرية بأن تنزع كل عوامل ودوافع الخوف من صدور وعقول أبناءها عبر إعادة صياغة كل ما يشكل أعماق الطفل منذ البيت وحتى المدرسة، كي ينطلق ذلك الطفل الذي سوف يصبح انسانا ذا كيان مستقل، لكنه لن يكون ذا وجود مؤثر وهو يحمل داخله ارثا من الخوف المزمن!
الخوف: هو عدو الحضارة، وهو الفيروس الذي يقضي على كل مكونات الانسان المبدع، وهو الذي بسببه يتحول النقي: الى متلوث، والعفيف الى لص، والكريم الى شحاذ او متملق !
الخوف: وباء وعلى العالم أجمع ان يعلن الحرب عليه وكأنه الأيدز إن لم يكن أخطر منه، لأن نتائج الخوف تبين أنه أخطر من الأيدز بمراحل !!
وقد أدركت حينها أن الفرق يكمن في حاجز الخوف فقط. فأنا من خلال معرفتي المسبقة بالسباحة أرمي نفسي في الماء العميقة دون خوف مما سوف يحصل، بينما لو اتى شخص لا يعرف السباحة ورمى نفسه في الماء وتحرك بنفس الحركات التي أتحرك بها داخل الماء وربما أكثر لغرق، الا ان ذلك الشخص الذي لايجيد السباحة لو نزل الى الماء بدون خوف وعلى ثقة من انه سوف يسبح، فانه حسب وجة نظري لن يجد صعوبة في الغوص وسط الماء العميق.
اذن الفرق هنا هو أنني أعرف أسبح في الماء العميق لأنني كسرت حاجز الخوف، وذاك الذي لا يعرف السباحة يخاف، واذا سبح غرق لأنه لم يتجاوز حاجز الخوف! وكانت هذه الملاحظة قد جعلتني أدرك السر وراء خوف بعض الشعوب من الجديد، لأنه يظل بالنسبة لها كالماء العميق لمن يخاف ان يغرق فيه، حتى وان تحرك بنفس حركات من يغوصون في الماء دون ان يغرقوا لأنهم لايخافون.
الخوف: مرض يصيب من يتربى في واقع موبوء بفلسفة الخوف من كل شيء، وهو ينتشر في المجتمعات المتخلفة التي ترضع ابناءها الخوف منذ أن يرى نور النهار لأول مرة الى أن يعود الى عالم الغيب، مما يجعله يعيش حياته سلبيا يكره المغامرة والمحاولة واذا حاول مرة فانه أما أن يغرق أو يغرق غيره بدافع الخوف المسيطر على عقله وقلبه في آن واحد،حيث يستقبل عقله موجات الخوف عبر خرافة البيت، وسطحية المنهج الدراسي، و قسوة المعلم المعقد، وثقافة الكتاب الكئيب، ويستقبل قلبه كل تلك العواطف المريضة المشحونة بغيبيات الخرافة، وقصص الخيال اللاعلمي !
الخوف: غذاء الشعوب الفقيرة فكرا وثقافة ومعرفة، يعطل ملكة التفكير ونقاوة الوجدان، ويخلع عن الانسان آدميته، حيث يصبح الانسان الخائف جسدا بلا روح. وجمجمة بلا عقل، فلا تجذبه لوحة جميلة ولا منظر خلاب، ولا يطرب لصوت شجي، ولا يرق قلبه لصوت طفل بريء يحلم بمستقبل تزدهر فيه الحرية !
إن أمة تدرك أنها متخلفة حضاريا وتطمح أن يكون لها مستقبل بين الأمم المتحضرة، حرية بأن تنزع كل عوامل ودوافع الخوف من صدور وعقول أبناءها عبر إعادة صياغة كل ما يشكل أعماق الطفل منذ البيت وحتى المدرسة، كي ينطلق ذلك الطفل الذي سوف يصبح انسانا ذا كيان مستقل، لكنه لن يكون ذا وجود مؤثر وهو يحمل داخله ارثا من الخوف المزمن!
الخوف: هو عدو الحضارة، وهو الفيروس الذي يقضي على كل مكونات الانسان المبدع، وهو الذي بسببه يتحول النقي: الى متلوث، والعفيف الى لص، والكريم الى شحاذ او متملق !
الخوف: وباء وعلى العالم أجمع ان يعلن الحرب عليه وكأنه الأيدز إن لم يكن أخطر منه، لأن نتائج الخوف تبين أنه أخطر من الأيدز بمراحل !!
التعليقات