1­ النجاح في مصر، له سقف، والعاقل هو من لا يتجاوز هذا السقف وإلا ارتطم رأسه بالحائط، وذات مرة قال لي الراحل مصطفي أمين: أنجح بالتقسيط! وسقف النجاح تجاوزه يوما عمرو موسي وتجاوزه في دنيا المال رامي لكح، أقصد أن أقول إن الوزير الناجح جدا جدا جدا، من المفضل أن يكون ناجحا فقط ولا أدري سر هذه 'الجينات' المصرية في الشخصية. هناك دائما عملية 'بط' للنجاح الشديد وينطبق هذا علي العالم والباحث والمفكر، حتي صار النجاح متهما، وكأن 'المشي جنب الحيط' هو الأسلم. ولكن الدول لا تنهض بالسائرين جنب الحيط، هؤلاء النائمون في العسل الذين يسيرون في صفوف محاذية ولا يخرج منهم أحد علي الصف وإلا صار مارقا، ولازلت علي المستوي الشخصي أحاول أن أطبق نصيحة مصطفي أمين: أنجح بالتقسيط!
2­ حزنت علي ما جري في بورسعيد، بدءا من تقلصها كمدينة حرة وانتهاء بالحريق الهائل الذي يدمر الآمال والطموح ويترك آثارا علي وجه المدينة الذي كان مشرقا ثم غربت شمسها. ورأيت علي شاشة التليفزيون صرخات نواب الشعب البورسعيدي ينتقدون الأجهزة بقسوة ورد اللواء مصطفي عبدالقادر بعقلانية وبهدوء وبالأرقام. ومازلت مقتنعا أن بورسعيد تحتاج 'تدعيما' من القيادة السياسية يعيد إليها الابتسامة. هذا عندما نعرف أن التجار لهم الصدارة في التركيبة السكانية للمحافظة.
أنتم ترون السطح، ولكني اشتم رائحة 'شياط' في النفوس هناك. إنني أقترح علي الوزير مصطفي عبدالقادر السفر لبورسعيد والاصغاء للناس قبل القيادات هناك فالقيادات تحاول أن تجعل الصورة حلوة وهي ليست كذلك.
فإذا ما عاد عبدالقادر ورسم تصورا مع الوزراء المعنيين وقدمه لرئيس الحكومة للتنفيذ. أنا لست بورسعيديا بالمناسبة ولكن أشم الشياط يا سادة!
3­ تنقصنا الجدية في بعض أمور حياتنا. مثلا تلقيت من المجلس القومي للطفولة والأمومة رسالة دعوة لحضور ندوة من سلسلة الحوار القومي حول موضوع ختان الاناث وعنوان الندوة 'مناظرات صحية وثقافية للتصدي لمشكلة ختان الاناث في مصر، والندوة كما هو مبين في البرنامج المرفق تبدأ الساعة العاشرة بكلمة سعادة السفيرة مشيرة خطاب، وذهبت قبل بدء الندوة بثلث ساعة ووجدت الشغالات يمسحن بلاط وسلالم المدخل. واندهشت أن شغالات بجرادل وسلالم مشبعة بالمياه قبل الندوة بدقائق 'كل حاجة في حياتنا علي آخر لحظة'. واندهشت أكثر عندما رأيت اثنين من الموظفين يعلقان 'يافطة الندوة' فوق باب المجلس القومي 'شيء لا ينبيء عن اعداد لندوة قومية'، ثم صعدت ووجدت القاعة مغلقة فجلست بجوار رجل أمن ومصوراتي حتي جاء الأستاذ الدكتور جمال سرور فقمت للتحية ولم يكن هناك مكان لجلوسه فظل واقفا 'أين موظفات المجلس المعنيات باستقبال الضيوف؟' وجاءت الساعة العاشرة ولم تبدأ الندوة ولم أر سعادة السفيرة مشيرة خطاب 'عادة غريبة عند بعض المسئولين والمسئولات التأخير بلا مبرر' ولم أجد أمامي سوي الانصراف غير نادم. مفيش جدية، ومفيش استعداد محترم، ومفيش لياقة في الاستقبال، ولو كان هذا الاجتماع في أي بلد آخر 'الأردن' علي سبيل المثال، لوجدنا احتراما أكبر واحتشادا لندوة مهمة وقومية. إننا أحيانا لا نعرف فن مراسيم الندوات القومية ولا كيفية الاعداد لها، شيء محزن!
4­ من تجارب العمر: أفضل السير وراء 'احساسي' أكثر من السير وراء 'منطق العقل'! أفضل في المرأة 'ذكاء القلب' عن 'ذكاء العقل'! أفضل 'نقد المسئول' لا 'التصفيق' لأخطائه! أفضل البوح لنفسي عن شيء ما خاص جدا في صدري عن البوح لآخرين! أفضل ساعة العصاري لأنها مرحلة 'الشجن' في اليوم كله! أفضل خطب وكلمات المسئولين القصيرة والا ضبطوني في تعسيلة سريعة!
5­ فينا عادات فرعونية، نهتف للجديد دائما ونهيل التراب علي القديم بلا وفاء هل ننسي جهد حسب الله الكفراوي؟ هل ننسي جهد سليمان متولي؟ هل ننسي جهد فؤاد سلطان؟ هذه الأسماء لا سلطان لها، ولكني أذكرها من باب الاعتراف بجهود هؤلاء لمصر، مهما كانت هناك خلافات معهم في التفاصيل!
6­ أم، تلميذة '16 سنة' تضع سم الفيران في بيبرونة مولودها لتقتله خوفا من الفضيحة! خبر نشرته الصحف، هو صفعة للتقاليد وللقيم ولنظرتنا للجنس ولرعاية البيت المصري وللتعليم وسنينه..!!
أخبار اليوم