الكويت&- أكد وزير الخارجية الكويتي&محمد صباح ‏‏السالم الصباح أن الدين الإسلامي لايحتاج إلى من يدافع عن مبادئه فلا ينكر إنسانية هذا الدين العظيم إلا جاهل.‏ ودعا الشيخ محمد في كلمة إفتتاحية ألقاها نيابة عن رئيس مجلس الوزراء ‏‏الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي يرعى مؤتمر "دور الجماعات الإسلامية في ‏‏الإصلاح السياسي في الشرق الاوسط" إلى تعزيز الفهم المتبادل بين المؤتمرين من أجل ‏‏تفاهم أفضل.‏
وقال أن "الجهل فى ثقافة الأخرين قد يؤدي إلى سوء الفهم الذي يقود بدوره إلى ‏ ‏الخلاف وحتمية المواجهة متى ما كانت اطرافه متعصبة لذاتها ومنغلقة عليها" مؤكدا ‏أن المؤتمر بموضوعه الحيوي يقام في التوقيت والمكان المناسبين.‏وشدد الشيخ محمد على ضرورة تطوير الخطاب الديني والثقافي والإعلامي لتعزيز دور ‏‏المؤسسات الوطنية في الداخل والخارج مؤكدا أن ثقافة التسامح ومنهج الوسطية هما ‏ ‏المخزون القيمي الحقيقي لثقافة المجتمع الإسلامي.‏
وبين أن الإسلام حفظ حق الأمن الفردي ونظمت أحكامه العلاقة بين الأفراد من جهة ‏ ‏وبينهم وبين الدولة من جهة أخرى مشيرا إلى مبدأ شخصية العقوبة "الذي عرفته أوروبا ‏ ‏بعد الثورة الفرنسية في أواخر القرن الثامن عشر وأقره الإسلام منذ أكثر من 14 ‏ ‏قرنا".‏
وأوضح أن الحوار فضيلة وفهم الأخرين في العالم المتشابك " لايتحقق إلا عبر ‏ ‏حوار مباشر" مؤكدا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 أفرزت على الساحتين ‏ ‏الثقافية والسياسية في الغرب نمطا فكريا من "الشوفونية والزينوفوبيا لايرى في ‏‏الإسلام إلا دين عنف وكراهية كما لايرى في المسلمين إلا مجموعة من الإرهابيين ‏‏والقتلة".‏
‏وذكر الشيخ محمد أن الأعمال الإرهابية التى شهدتها بعض الدول مؤخرا أساءت إلى ‏‏الاسلام والمسلمين كما فعلت احداث سبتمبر 2001 داعيا الى نشر فضيلة التسامح ونبذ ‏ ‏التطرف والعنف بين المسلمين قبل مطالبة الغرب بفهم افضل لثقافتنا وديننا.‏‏ واشار الشيخ محمد إلى حيوية المجتمع الكويتي وقدرته على " صناعة ‏‏الاجماع المحلي المطلوب لصياغة مستقبله السياسي" مشيرا إلى النقاش الدائر في&‏الكويت حول تطوير النظام السياسى من خلال توسيع قاعدة المشاركة في الحياة ‏‏السياسية وتطوير نظام التمثيل البرلماني للدوائر الإنتخابية.‏
‏ وتطرق الشيخ محمد الى الوضع في العراق كمثال بعد حصول العراقيين على حريتهم ‏‏بالقول ان " ضمان استمرار هذه الحرية لن يتحقق إلا حين يمارس العراقيون حريتهم في ‏ ‏اختيار نظامهم السياسي الملائم لمجتمعهم" مؤكدا ان الديموقراطية هي اختيار ذاتي.‏‏ واضاف ان الإصلاح السياسي هو مسؤولية الشعوب وقياداتها وفق اختياراتها وان ‏‏التخلف هو صناعة بشرية بحته مادتها الخام إعدام الحرية نافيا ان يكون للدين او ‏‏الثقافة دور في صناعته.‏
من جانبه قال رئيس مجلس إدارة دار الوطن الشيخ على الخليفة ان الحوار وتبادل ‏‏وجهات النظر أمران حيويان للتقارب بين الشعوب بل بين اولئك الافراد المؤثرين سواء ‏‏في الرأي العام او في تخطيط السياسات العامة .‏
وأضاف الشيخ علي في كلمة منظمي المؤتمر ان " التوقيت الذي يعقد فيه المؤتمر ‏‏منحه أهمية مضاعفة فما سنناقشه هو مايجري على أرض الواقع لذلك فان على المشاركين ‏‏مسؤولية التركيز على الحوار الواقعي".‏‏ وقال ان " المتابعين يعلقون اهمية على نتائج المناقشات التي ستجري هنا .. ‏‏فعجلة الإصلاح السياسي تحركت في الشرق الأوسط وليس هناك خط عودة..رغم ان الفترة ‏‏التي برز خلالها الحديث الجدي عن الاصلاح السياسي قصيرة".‏‏ واضاف ان تنظيم المؤتمر " يجسد في الحقيقة الدور الرائد الذي تلعبه المؤسسات ‏‏الكويتية في التفاعل مع الاحداث و التطورات العالمية .. ولعل تنظيم دار الوطن ‏‏لهذا المؤتمر عامل مشجع لتنظيم مؤتمرات و ندوات اخرى ".‏‏ يذكر أن أعمال المؤتمر الذي تنظمه دار الوطن بالتعاون مع معهد كارنيجي المعني ‏‏بقضايا السلام الدولي تستمر حتى يوم الاثنين المقبل وتتوزع فعالياته على فترتين ‏‏صباحية ومسائية .