علي مطر من إسلام أباد: مدينة لاهور، التي يفوح منها عبق التاريخ وعصور المغول والسيخ والمسلمين السالفة، في مزيج بديع؛ ذات الخمسة ملايين نسمة الذين تقع أغلبيتهم دون خط الفقر، ومنهم نسبة ضئيلة تنعم بثراء ورخاء يقل مثيله في أنحاء أخرى من مدن البلاد... في هذه المدينة المترامية الأطراف بلغت أحداث العنف ضد المرأة ذروتها كما يتضح من الارقام. فقد قتلت 211 أمراة وخطفت 183 امراة أخرى وتعرضت 177 أخريات للاغتصاب وعانت 182& امرأة من العنف والضرب ... وارتكبت 161 امرأة جريمة الانتحار .. وربما هربا من التعرض لمصير الاخريات ؛ في حين أن63& امرأة أخرى قد تم حرقهن من قبل عائلات أزواجهن بسبب تقصيرهن في دفع المهور التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين عشية الاتفاق على عقد رابطة الزواج ، وقد حرقت وجوه بعضن بالقاء الحمض عليهن.
القضاء على حياتها بالحمض ...
وكل هذه الارقام لا تخرج عن نطاق الفترة الممتدة من يوليو الى اكتوبر من هذا العام. ويأتي القتل في مقدمة الجرائم التي تتعرض لها النساء في المدينة؛ ويليه الخطف الذي يتبعه الاغتصاب. وتمضي الأرقام لتشير الى أن 37 امرأة قد قتلهن على أيدي أزواجهن و23على أيدي اخوتهن و16 على أيدي أصهارهن و10 من قبل ابائهن و7 على أيدي أعمامهن و5على يد أبنائهن من قتلت 113 امراة على أيدي أخرين من أقاربهن.
وتلعب الخلافات العائلية دورا هاما في قيام أقارب الزوج بالاعتداء على الزوجة من خلال اللجوء الى التعذيب بالحرق .. وتبين الاحصائيات أن 51 امرأة قد تعرضت لمثل هذه الاعتداءات في يوليو و43 اخريات في أغسطس و 19 في ديسمبر و15 في أكتوبر ؛ وكانما تلعب درجة الحرارة المرتفعة في تلك الفترة دورا في اختيار نوع الجريمة و العذاب الذي يرغب الفاعلون في ايقاعه بالمرأة من أجل توسيع دائرة الخلافات العائلية .
ويتضح من الدراسة التحليلية للمعلومات المصاحبة لحالات العنف الشرس هذه ضد النساء أن معظمهن قد لقين نصيبهن القاسي بسبب الشكوك أو لاسباب تافهة .. وما يلفت الانتباه هو أن أقارب الزوج أو& حتى معارفه في بعض الحالات يتورطون عادة في ارتكاب هذه الحماقات ضد الضحايا في مثل حالات العنف المشار اليها انفا ؛ كما أن أعمار النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب قد ترواحت ما بين سن خمسة أعوام (!!) الى 45 عاما !!
&وما يبعث على القلق هو ازدياد حالات الانتحار بين النساء في المدينة ... فمن بين 116 امراة انتحرن في فترة الاربع شهور هنالك 35 في شهر يوليو و30 في شهر أغسطس و33 في سبتمر و18 في أكتوبر. ان الارتفاع الحاد في جرائم الشرف والعنف الموجهة ضد المراة على الرغم من تتدخل الحكومة في بعض الحالات المحدودة يؤكد أن احداث العنف& هذه ذات جذور عميقة في المجتمع وزاردت منها أوضاع التدهور الاقتصادي والاجتماعي.