شارلي خارالمبوس من&نيقوسيا: أمل القبارصة اليونان أن تؤدي الانتخابات التشريعية المقررة الأحد في القسم الشمالي من الجزيرة إلى تنحية الزعيم القبرصي التركي المتشدد رؤوف دنكطاش عن المفاوضات وفتح الطريق أمام تسوية للجزيرة المقسمة.&وقال المحلل خريستوفوروس خريستوفورو&"إنها انتخابات حاسمة" معتبرا أن "هذه الانتخابات التشريعية تتخذ شكل استفتاء على تسوية (لقبرص) وانضمام القبارصة الأتراك إلى الاتحاد الأوروبي".&وأضاف أن "الاقتصاد في الجزء التركي يعاني من أزمة والقبارصة الاتراك لا يشعرون بانهم يتحكمون في مصيرهم. واليوم يتحدثون صراحة عن احتلال تركي. وهو ما لم يكن عليه الحال منذ عامين".
وقد شكلت المعارضة القبرصية التركية جبهة موسعة لمحاولة إبعاد الأحزاب الداعمة لدنكطاش الذي أعلن منذ 20 عاما قيام "جمهورية شمال قبرص التركية" التي لا تعترف بها سوى تركيا التي تنشر فيها أكثر من ثلاثين ألف عسكري.&وناخبو "جمهورية شمال قبرص التركية" البالغ عددهم حوالي 141 ألفا مدعوون الأحد لانتخاب برلمان من 50 نائبا يتولى تشكيل الحكومة. وتأتي هذه الانتخابات قبل أقل من خمسة أشهر على انضمام جمهورية قبرص المعترف بها دوليا إلى الاتحاد الأوروبي في أول أيار (مايو) 2004.
ورغم أن بعض القبارصة اليونان يعقدون الامال على المعارضة لدنكطاش فان آخرين يرون أن أنقرة هي التي تمسك بخيوط اللعبة.&ويقول خريستوفورو "يرى بعض القبارصة اليونان انه ايا كانت النتيجة فان انقرة هي التي تملك السلطة الحقيقية" في الجزء الشمالي.
وقد أعلنت المعارضة المؤيدة لأوروبا التي تعارض سياسة دنكطاش استعدادها في حال فوزها في الانتخابات لاستئناف المفاوضات على اساس خطة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان لاعادة توحيد الجزيرة.&وقال ديميتريس خريستوفياس زعيم حزب آكيل الشيوعي العضو في الائتلاف الحكومي ملخصا الموقف الرسمي "الشيء الوحيد الذي يمكن ان نامل فيه هو فوز الراغبين في استئناف المفاوضات على اساس خطة انان والمعارضين لتصلب دنكطاش".
وقد توقفت المباحثات بشان خطة الامم المتحدة بين المجموعتين في اذار (مارس) الماضي ومنذ ذلك الحين يلوم العديد من القبارصة الاتراك زعيمهم على موقفه القومي المتشدد.&والاثنين أيضا صرح دنكطاش ان خطة انان يمكن ان تثير اعمال عنف عرقية جديدة بين اليونان والاتراك في الجزيرة.
واخذ كريستوفورو في هذا السياق على الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة رغبتهما في "كل شيء او لا شيء".&وعلاوة على ذلك أبلغ الاتحاد الاوروبي أنقرة بأنه يرغب في تسوية سريعة لمشكلة قبرص وبانه لن يمضي قدما في مفاوضات ترشيحها طالما انها تحتل دولة عضوا في الاتحاد.
وكرر رئيس جمهورية قبرص تاسوس بابادوبولس اكثر من مرة انه لا يرى حلا طالما بقي دنكطاش في قيادة المفاوضات الا انه ابدى استعداده لاستئناف المباحثات تحت اشراف الامم المتحدة ايا كانت نتيجة الانتخابات.&وكان دنكطاش اكد ان خطة انان "ماتت ودفنت" في حين يرى عدد كبير من القبارصة الاتراك في هذه الخطة طوق نجاة يخرجهم من عزلتهم السياسية ومشاكلهم الاقتصادية.&وقبرص مقسمة منذ حوالي 30 عاما بعد ان اجتاح الجيش التركي شمالها عام 1974 ردا على انقلاب للقوميين اليونانيين المتشددين الذين كانوا يريدون ضم الجزيرة الى اليونان.