"إيلاف" من القاهرة: من الطبيعي والمتوقع أن يثير إلقاء القبض على صدام حسين حياً، عشرات الأسئلة عن محاكمته، وكيف ستكون، ومن قبل أي جهة، وما الاتهامات التي يمكن أن توجه إليه، وهل سيحاكم في العراق، أو أن محاكمته ستجري أمام محكمة دولية؟
وعلى الرغم من أن مصادر دبلوماسية غربية تؤكد أنه توجد هناك لدى الولايات المتحدة خطة معدة لإجراء سلسلة من المحاكمات الجنائية ستطال اشخاصا بدءا من القيادات العليا وانتهاء باصغر الرتب العسكرية ممن ارتكبوا جرائم حرب ضد الشعب العراقي، والقوات الأميركية وقوات الحلفاء في هذه الحرب، أو في حرب الخليج عام 1991، غير أن ذات المصادر تستدرك قائلة إن آفاق هذه المحاكمات الأميركية لم يتم الاتفاق عليها مع البريطانيين بعد، وهي تفوق المحاكمات التي طالت عشرات فقط في اعقاب الحروب الاهلية في يوغسلافيا سابقا في التسعينيات من القرن المنصرم، وهنا سنكتفي بطرح أبرز التساؤلات التي يثيرها سقوط صدام حسين (حيّاً) في قبضة القوات الأميركية، وذلك على النحو التالي:
ـ هل يُعتقد أنه بسقوط صدام حسين ستنتهي المقومة في العراق، وهل سيتغير وضع المثلث السني ؟
ـ هل سيقود اعتقال صدام إلى سقوط من تبقى من رموز النظام العراقي السابق ؟
ـ هل يشكل سقوط صدام نصراً حقيقياً لقوات التحالف، أم أنه فقط مجرد نصر رمزي ؟
ـ ومن سيحاكم صدام& .. القوات الاميركيه ام مجلس الحكم ؟
ـ وأين سيحاكم في العراق، في غوانتانامو؟، أو على ظهر بارجة في المحيط ؟
ـ هل سيتعاون صدام مع المحققين، وهل سيلتزم صدام الصمت ويرفض الحديث والرد على المحكمة ؟
ـ وكيف سيتم تشكيل المحكمة، هل ستشكل من قضاة عراقيين، او ستحاكمه محكمة دولية، أو أنه سيحاكم عسكرياً ؟
ـ وهل ستسمح الجهة التي ستحاكمه باعلان الأمر، وهل ستكون محاكمة علنية ؟
ـ هل سيكشف الرئيس العراقي السابق& عن الأسرار التي رفض مساعدوه الكشف عنها ؟
ـ هل ستطال اعترافات صدام شخصيات عامة، وساسة غربيين وعرب ؟
ـ وهل سيساعد& اعتقال صدام على مسارعة معاونيه باعترافات& كاملة وصادقة عما حدث خلال سنوات حكمه ؟
ـ وماذا عن لغز الودائع العراقيه، وأسلحة الدمار الشامل ؟
ـ وماذا جرى في كواليس الحرب العراقية ـ الإيرانية، وغزو الكويت ، وحقيقة المقابر الجماعيه، وقصة حلبجه وغيرها ؟
ـ وهل سيتفرغ صدام لكتابة مذكراته في السجن، ام انه كتبها مسبقاً ؟
ـ هل ستشكل محاكمة صدام حرجاً لإدارة بوش أو حلفائه، إذا كشف أسراراً تتعلق باتصالات محتملة معه ؟
ـ هل سيعامل صدام كأسير حرب ووفق اتفاقيات جنيف، أم سيعامل كمجرم حرب ؟
ـ وما العقوبة المتوقعة في حال إدانة صدام بعد محاكمته ؟
ـ هل سيدافع أحد من الكتاب العرب عن صدام ؟ وما الحجج التي سيستندون إليها خاصة وأن الأمر يتعلق بصدام شخصياً ؟
ـ هل سيحاكم صدام وفق نظام مختلف عن مساعديه ؟ أم أنهم جميعاً سيحاكمون أمام نفس المحكمة ؟
ـ هل سيؤثر سقوط صدام على وضع ملاحقة أسامة بن لادن ؟، وهل سيعلق الأخير على الأمر ؟
ـ لماذا لم ينتحر صدام حسين كما كان يتوقع البعض ؟، هل خشي الإقدام على ذلك، أم أن قوات التحالف حالت دون قيامه ؟
ـ هل سيعجل سقوط صدام بخروج قوات التحالف من العراق، أم أن الأمر يتعلق بمعايير أخرى كالأمن وترتيب البيت العراقي السياسي وغير ذلك ؟
هذه مجرد عينة من الأسئلة التي طرحها سقوط صدام حسين (حيّاً) ببساطة تجاوزت بساطة سقوط بغداد .. فعقدت الدهشة ألسنة الناس، ولكن بعد قليل حين تزول السكرة، وتبدأ الفكرة، ليبقى السؤال الأخير عما إذا كانت هذه التساؤلات ستعكر صفو الفرحة بسقوط صدام حسين.