دلال ابوغزالة من دبي: توقع محللون اقتصاديون ان تتعرض اسعار النفط في الاسواق الفورية العالمية لهبوط، كردة فعل للتأكيدات الامريكية بالقاء القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين. وقال محللون خليجيون ان تجار النفط الذين عادة ما يتابعون التطورات السياسية سيخرجون بانطباع بان سقوط صدام ازال تهديدا كبيرا للاستقرار السياسي والاقتصادي في العراق وبخاصة لصناعة النفط الحيوية في احد اهم الدول المنتجة للنفط في العالم.
واشاروا الى ان القطاع النفطي تعرض لنكسات كبيرة وموجعة منذ بداية اندلاع الحرب الاخيرة في العراق وما تلاها من سلسلة الهجمات التي استهدفت خطوط انانبيب النفط ومعامل التكرير والمصافي ومحطات الضخ في العراق.
وكان العراق ينتج اكثر من 2,5 مليون برميل يوميا قبل الحرب، ولكن انتاجه لم يتعد 1,5 مليون دولار خلال مرحلة العقوبات، ولكنه توقت نهائيا خلال الحرب الامريكية-البريطانية الاخيرة وبعدها.
وقال احد المحللين "ان صدام الذي استطاع التخفي عن عيون قوات التحالف واعوانها لمدة ثمانية اشهر متتالية، على رغم مكافئة 25 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه، كان بلا شك يعطي انطباعا لدى التجار والمستثمرين في النفط بانه هو الذي يدير معظم العمليات العسكرية ضد قوات التحالف وغيرها، وهو ما رفع باسعار النفط عاليا.
واضاف: ارى ان هذا التهديد او الجزء الاكبر منه قد ازيل ليس فقط في نظر الادارة الامريكية في واشنطن، وانما في دوائر المستثمرين العالميين وتجار النفط بصفة عامة.
ولكن، يشير الخبراء الى ان التراجع المتوقع في اسعار النفط سيكون ردة فعل "سيكولوجية" لحدث سياسي مهم وان استمرارة مرهون بكيفية تعامل منظمة "اوبك" مع الزيادة الكبيرة المتقوعة في الانتاج العراقي وبخاصة ان العديد من دول اوبك وبالذات تلك التي تمتلك قدرات انتاجية عالية مثل السعودية والامارات والكويت، كانت قد رفعت من انتاجها طوال الازمة العراقية التي استمرت اكثر من 13 عاما لتعويض النقص في النفط العراقي والمحافظة على الاسعار.
وكانت اسعار النفط في الاونة الاخيرة قد ارتفعت بسبب مزيج من ارتفاع الطلب على النفط الموسمي خلال موسم الشتاء وعدم استقرار الانتاج العراقي. ولكن تستطيع دول اوبك، في رأي المحللين ان تستعيد زمام السيطرة على الاسعار بتأكيدات من كبار المسؤولين فيها يتعهدون فيها بالمحافظة على استقرار الاسعار.
وقال المحلل: لا اعتقد ان "اوبك" سترضى بهبوط "دراماتيكي" في الاسعار الا اذا كان ذلك "مؤقتا" وغير مستدام، لان قدرتها على المحافظة على استقرار الاسعار النفطية زادت في السنوات القليلة الماضية بسبب الانسجام السياسي بين معظم اعضائها.
التعليقات