"إيلاف"&من لندن: تساءل مراقبون الليلة عن& الزمن الذي يستغرق القوات الأميركية لتنفيذ ضربة ناجحة تحرق عش دبابير (القاعدة) في هضاب تورا بورا الأفغانية وهي طال عليها الوقت، حتى تنقذ ما بقي من ماء وجه من بعد عملية (الفجر الأحمر) التي نفذت ليل السبت ـ الأحد، مطيحة رأس صدام حسين في أبشع عملية إذلال لزعيم عربي عبر التاريخ منذ إذلال عبد الله الصغير آخر ملوك بني الأحمر حين سلم غرناطة لملوك القشتالة الكاثوليك.
والليلة قال عضو&مجلس الدفاع في وزارة الدفاع (البنتاغون) كين إيدلمان في حديث خلال حوار مع ساخن جمعه مع مسؤول عراقي هو حيدر العبادي ووزير بريطاني هو وزير الدولة للشؤون الخارجية هو بيل رامبل ووزير القوات المسلحة البريطانية الأسبق دونكن هندرسون ، إن اعتقال صدام حسين مختلف في كل تكتيكاته عن الحال مع شبكة (القاعدة) وزعيمها أسامة بن لادن.
وربط المسؤول الأميركي بين إمكان توقف عمليات المقاومة التي نفذتها عناصر قيل أنها موالية لصدام حسين وهي مؤلفة من جماعات متشددة ومن خارج العراق من بعد اعتقال صدام أو على الأقل تحييدها في وقت قريب، وبين ما تفكر فيه (القاعدة) استنادا إلى تفكير ديني متشدد يعد "الشهداء بالجنان والفردوس".
وأضاف "من السهل الآن تحييد جماعة صدام لأنهم لم يكونوا يقاتلون إلا حفاظا على مصالح آنية وضيقة ومحدودة ولو أن ما يجمع بين الجانبين هو "القتل وترويع الأبرياء والدم".
واستغرب خبراء، كيف أن الولايات المتحدة التي قادت الحرب ضد الإرهاب المتمثل في رأيها بشبكة القاعدة، وحليفتها جماعة الطالبان التي كانت تحكم أفغانستان بمثل ما كان يحكم فيه صدام العراق وأشد، أنها استطاعت الوصول إلى رأس النظام العراقي المنهار في زمن معتبر قياسي، غير أنه من المستبعد أن تتمكن من أسامة بن لادن أو الملا محمد عمر زعيم الطالبان.
وكانت الولايات المتحدة ولا تزال تقود تحالفا دوليا انضمت إليه دول عديدة من الفلبين إلى البرازيل، منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2001 ولكن تتمكن إلا من القاء القبض على مجموعات محددة من عناصر الحركتين المتحالفتين، بينما غبن لادن وعمر لا يزالان يمارسان الحرية الكاملة في جبال تورا بورا وعلى مناطق الحدود الأفغانية ـ الباكستانية.
وكانت الولايات المتحدة وضعت مكافأة مالية قدرها 25 مليون دولار لمن يهديها إلى رأس مطلوبيها الثلاثة بن لادن وعمر وأخيرا صدام.
ولكن مسؤولين غربييين يحاولون الدفاع عن الاستعجال "لا بل السرعة" في القبض على صدام وعدم تمكن الأميركيين من ذلك قاعديا وطالبانيا. على اعتبار أن اعتقال صدام وأركان حكمه مطلوب في حال سريع من أجل ترتيب وضع سريع لعراق المستقبل أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
أما بالنسبة لحال بن لادن والملا عمر، يقول هؤلاء المسؤولين أن الوضع الأفغاني دخل حيز الترتيب الدستوري والإعمار وبناء الدولة من دون وجود شبح الملا عمر وبن لادن وذلك بعد أسابيع قليلة من سقوط حركة الطالبان في الحرب التي قادتها الولايات المتحدة& في نوفمبر (تشرين الثاني) العام 2001 .
ويعتقد الخبراء الغربيون أن القبض على صدام كانت مسألة وقت وأن التحالف كان عازما على تنفيذها لأن أمرها يخص العراق أولا ومستقبله في الخروج من أزمته الحالية في غضون أشهر، ثم أن مطاردة صدام على الرغم من صعوبتها في الشهور السبعة الأخيرة، هي أسهل من مطاردة آلاف المقاتلين المتشددين في بلدان عبر العالم وغالبها عناصر نائمة يتم اكتشافها بين حين وآخر.
وفي الأخير، يعتقد خبراء ان القبض على الرئيس العراقي السايق، من شأنه أن يعطي بعض الحلول للغز مكان وجود زعيم شبكة (القاعدة) حيث كما علم أن التحقيقات التي بدأت على الفور مع صدام حسين قد تركز على مكان آخر حلفاء الحكم البعثي المنهار في العراق، حيث أن بعض مقاتلي بن لادن (الإسلاميين المتشددين) هرعوا عبر الحدود العراقية من كل حدب وصوب منضمين إلى عدو الأمس العلماني صدام حسين.