"إيلاف" من لندن: أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية الممولة من ضرائب المواطنين اليوم عن أنها منعت كبار صحافييها والعاملين معها في الشؤون السياسية مع استثناءات من الكتابة في الصحف، وذلك حسب ما قال ريتشارد سامبروك مدير إدارة الأخبار في الهيئة.
وفضلا عن محاولتها الحفاظ على حيدتها وهيبتها الأخبارية والسياسية، فإنه يبدو أن بي بي سي تعرضت لضغوطات حكومية كبيرة لوقف صحافييها من الكتابة في الصحف من بعد تفجير قضية انتحار العالم ديفيد كيلي إثر ما نقله عن لسانه صحافي من بي بي سي هو أندرو جيليغان حول أسلحة الدمار الشامل التي كان يسعى العراق إلى إحرازها. وهي قضية لا تزال مشتعلة وتتزايد فصولا على الساحة البريطانية إعلاميا وسياسيا وبرلمانيا.
وسيشمل قرار المنع من الكتابة في الصحف صحافيين كبار معروفين على نطاق عالمي واسع من أمثال جون سيمبسون كبير مراسلي الهيئة للشؤون الدولية المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، وجون همفري الإعلامي المخضرم الذي يقدم البرنامج السياسي المثير للجدل "السياسة اليوم" في الإذاعة الرابعة التابعة لـ (بي بي سي) ومقدم برنامج (ماسترمايند) التثقيفي بي بي سي 2 .
كما يشمل المنع أندرو مار المراسل السياسي للهيئة المعروف بتغطياته المثيرة من مقر رئاسة الحكومة البريطانية والبرلمان.
لكن الحظر من الكتابة يستثني الصحافي البريطاني الشهير (الاسترالي الأصل) أندرو نيل الذي يقدم البرنامج اليومي السياسي من قاعة مجلس العموم على بي بي سي 2 ، حيث هو ناشر لاثنتين من أهم المطبوعات البريطانية هما "سكوتسمان" و"بيزنيس"، وكان نيل إلى سنوات ماضية رئيس تحرير صحيفة (صنداي تايمز) الشهيرة حيث غادرها من بعد خلافات جدلية مع ناشر تلك الصحيفة روبرت ميردوخ الأسترالي الأصل كذلك.
وقالت هيئة الإذاعة البريطانية في بيان رسمي أنه ما عدا الكتاب المتخصصين في الشؤون السياسية، فإن صحافيين متخصصين في مجالات الأزياء والفنون والمطابخ والصحة وغيرها لن يطالهم الحظر من الكتابة.
وختاما، أعرب عدد من رؤساء تحرير الصحف القومية والأسبوعية التي يحتل فيها الصحافيون الممنوعون من الكتابة حملة مناهضة لقرار هيئة بي بي سي ضد رجالها الكبار، متهمينها بأنها خضعت لإرادات رسمية حكومية، خصوصا وأن هؤلاء الصحافيين الكبار لهم قراءهم، كما أنها ـ أي هذه الصحف ، لها تعاقدات مالية كبيرة معها لا يمكن شطبها بقرار فوري من هيئة الإذاعة البريطانية.
التعليقات