&
رولا نصر من بيروت: رانيا الكردي، الفنانة الأردنية الشابة، ذات المواهب المتعددة. تغني، تلحن وتكتب، وأيضاً هي مقدمة برامج ناجحة جداً، رغم أن خبرتها في عالم التلفزيون محدودة نسبياً، وتوّجتها برنامج "سوبر ستار"، البرنامج الفني الأكثر شهرة في العالم العربي. رأيناها تضحك مع المشتركين، تقف إلى جانبهم وتساندهم، تفرح لفرحهم وتبكي بصدق متى خسر أحد منهم... ورغم كونها فنانة من الأساس، لم نشعر ولا حتى للحظات، بنفحات من الغيرة تبدو على وجهها الطفولي،
مع أن الغيرة أمر إعتيادي بين أي شخصين من المجال ذاته. إنها رانيا الكردي، الشابة التي استطاعت أن تلفت إليها الأنظار، في الفن وفي "سوبر ستار". "إيلاف" التقها في بيروت قبيل سفرها إلى لندن، في حوار عن "سوبر ستار 2"، وعن تحضيرات ألبومها الغنائي الجديد....&
علمنا أنك تحضرين لألبوم غنائي هو الثاني في مسيرتك. أين أصبحت هذه التحضيرات؟
حالياً لا زلت في مرحلة الإختيارات، وهناك لقاءات مع أكثر من شاعر وملحن بهذا الخصوص. صحيح أنني أحضر ببطء نسبياً، لكنني لا أريد الإتكال على شركات الإنتاج لتختار لي ما هو جاهز. بل ما أتمناه هو أن تكون الأغنيات وليدة قناعاتي الشخصية، وأن أواكبها منذ بداياتها. حتى الآن، هناك تعاون مع الفنانين اللبنانيين هاني سبليني، يوري مرقدي، والفنان القدير الياس الرحباني، الذي يشرفني طبعاً أن أتعاون معه، وقد باشر بتجهيز أغنية خاصة
لي، أعجبني موضوعها إلى حدّ كبير.
ما هي الأنماط التي ستعتمدينها في ألبومك الجديد، وبماذا يختلف عن الألبوم السابق؟
طغى على ألبومي الأول، النمطين الرومانسي والكلاسيكي. لكن هذا العام، العمل سيكون مختلفاً وسيشكّل نقلة نوعية في مسيرتي على ما أظن، نظراً للتنوّع الكبير الموجود فيه. ما أستطيع قوله، هو أن الأغنيات ستكون أقرب إلى الشرقي، وهناك اتكال أكثر على الأغنيات الإيقاعية التي تواكب روح العصر وجيل الشباب. وسأغني لأول مرة باللهجتين، اللبنانية والمصرية.
هل زرت القاهرة للقاء الملحنين والشعراء المصريين؟
حتى الآن، كلا. لكن الفنان اللبناني طلال قنطار حضرّ لي أغنية مصرية، ومن أعماله المشهورة، أغنية "يا حبيبي تعال" للمطرب فضل شاكر. وقد تحدثت مع الملحن المصري عمرو مصطفى، واتفقنا على أن نلتقي، وبإذن الله سيتم هذا اللقاء عمّا قريب خلال زيارتنا لمصر ضمن جولات برنامج "سوبر ستار".
تأخرت في مشوارك الغنائي بسبب تقديم برنامج "سوبر ستار" وورشة العمل المستمرة فيه. هل تعتبرينه محطة سلبية أم إيجابية بالنسبة لك؟
صحيح أنني تأخرت بسبب هذا البرنامج، لكن لا أستطيع أن أصف مدى سعادتي بالإشتراك فيه. تعبت كثيراً في تحضير وإنتاج ألبومي الغنائي الأول، لكنه لم يحقق الصدى الذي كنت أطمح إليه، لكنني تعلمت طبعاً، وأصبحت لدي خبرة أكبر في أكبر هذا المجال. لهذا، أعتبر أن سوبر ستار ساعدني بطريقة غير مباشرة. فهو أولاً حقق لي الشهرة، وعرّف الناس على رانيا المغنية وليس فقط المذيعة. على العكس أقول، إن "سوبر ستار" خدمني بشكل كبير، في الوقت
الذي كنت سأحتاج فيه إلى خطوات وخطوات للوصول إلى ما وصلت إليه من خلال ظهوري في البرنامج. حتى أنه بعد "سوبر ستار"، أناس كثر، إلتفتوا إلى ألبومي وسمعوه وراحوا يتابعون أخباري، بينما هذا الدعم لم يكن موجوداً في السابق.
هل كنت تفضلين لو أنك اشتركت في "سوبر ستار" كإحدى المتسابقات بدلاً من كونك مقدمة البرنامج؟
كلا أبداً.
ولماذا؟
أدرك دون شك أن لبرامج الهواة الأثر الكبير في تخريج المواهب وتقديم الأصوات الجميلة إلى ساحة الغناء. لكن، خلال تجربتي مع "سوبر تار"، وجدت أن الشهرة السريعة، إن لم نقل الصاروخية دون أن يقدم أي مجهود، قد تضرّ بالفنان. فهو لا يمتلك الخبرة، وفجأة يجد الناس كلّهم يعرفونه ويتحدثون عنه، فيصل إلى مرحلة لا يعرف فيها تحديداً كيفية التعاطي مع هذه الشهرة، ما يوصله إلى الغرور في كثير من الأحيان. بينما عندما يتعب الفنان، ويجتهد ويحقق النجاح خطوة بعد
&خطة، سيكون تعاطيه مع الشهرة أو حتى النجومية، أرقى وأكثر احترافاً.
الشهرة السريعة تنطبق على مشتركي برنامج "سوبر ستار". هل تلمحين إليهم تحديداً؟
ليس فقط في "سوبر ستار"، بل في غالبية برامج الهواة. الفنان معرّض للفشل، قد تفشل له أغنية، أو حفلة أو مهرجان... وهي أمور طبيعية. لكن عندما يشتهر الفنان بسرعة مفاجئة ويلاقي النجاح وشركات الإنتاج مهتمة به والناس يصفقون له، بعد أن كان قبل يوم واحد غير معروف، هو لن يدرك أبداً كيف سيتعاطى مع الفشل إن حصل معه هذا الأمر، ولا حتى المطبات العادية التي يقع فيها أي فنان. ولست أقول ما أقول لمجرد الحديث، بل إن هذا معترف به سيكولوجياً قد يتصرفون
على هذا النحو دون قصد ربما،&وقد لسمته بعد خبرة. لهذا من الضروري جداً، أن يواكب الهواة، فريق عمل يساعدهم وينصحهم كي لا يصلوا إلى مرحلة الغرور. من هذا المنطلق، شدّد الفنان الياس الرحباني عشرات المرات على هذه النقطة، وكان ينصح المشتركين بعدم الإنغماس والدخول في هذه المتاهات. عندما يتعلم يدرك أكثر محبة الناس وكيفية التعاطي معها.
من بين مشتركي سوبر ستار الذين نعرفهم، من هو المشترك او المشتركة، الذي لمست لديه هذا الغرور؟
لست أراوغ ولا اقدم جوابا ديبلوماسياً. لكن حقيقة بعد البرنامج لم تحصل بيننا لقاءات سوى بالصدفة. التقيت رويدا عطية خلال اشتراكها في برنامج "الرقم واحد"، كانت رائعة، ملحم زيم التقيته للحظات خلال المؤتمر الصحفي الخاص ببرنامج "سوبر ستار 2"، ديانا التقيها من وقت لآخر لدى المزين جو رعد، اما وائل منصور فألتقي به في تلفزيون المستقبل كونه يعمل حالياً هناك. صابر يتصل بي من وقت لآخر، لكن كلها لقاءات سريعة لا أستطيع الحكم من خلالها،
لأنه أحياناً قد يسلم علينا احدهم بطريقة لا تعجبنا قد تبدو متكبرة، لكن ربما يكون هذا الشخص منزعجاً أو متضايقاً لا أعرف، لهذا لا أحكم على الشخص إلا من خلال مواكبته بشكل أعمق.
بالحديث عن "سوبر ستار"، يبرز اليوم برنامج آخر للهواة هو "ستار اكاديمي"، وأيضاً يقال أن النجاح الذي حققه البرنامج في الجزء الأول لا يمكن أن يتكرر. ما هي توقعاتك بالنسبة لـ "سوبر ستار 2"؟
شاهدت حلقة من برنامجح "ستار أكاديمي"، وأنا أساساً أتابعه بالنسخة الإنكليزية في بريطانيا، هو برنامج جميل جداً، لكنه يختلف كثيراً عن سوبر ستار، ولا أعتقد أن هناك مجال
&للمقارنة، لأن مفوم البرنامج مغاير عن سوبر ستار. أما عن "سوبر ستار 2"، حسب ما أرى سيكون أهم بكثير من الجزء الأول، والأسباب عديدة، أولها نجاح "سوبر ستار 1". لأن الجمهور سيكون متعطشاً لمتابعة البرنامج من بدايته ليتعرف أكثر على المشتركين ويواكبهم في المراحل الثلاثة وحتى النهاية. وأيضاً بات فريق العمل اكبر، والإنتاخ أضخم من السابق، عدد المشتركين أيضاً سيكون مضاعفاً، ما يعني أن المنافسة ستكون على أشدّها، لنصل في النهاية إلى
&أصوات رائعة إن لم نقل جبارة. ومن سيصل إلى النهائيات سيكون حتماً من النخبة. هذا العدد الهائل من الطلبات التي تلقاها البرنامج للإشتراك، سيولّد دون شك مواهب جديدة وأناساً جدد وفرصاً أكبر. لا أريد أن أحكم مسبقاً، لكن الدلائل الحسية الموجودة على الأرض تشير إلى هذا. وأنا بطبعي متفائلة، وأنظر إلى النواحي الإيجابية للأمور. لا نستطيع أن ننفي وجود رهان كبير على نجاح سوبر ستار 2، لكنني أعرف أن إدارة تلفزيون المستقبل تعي بشكل جيد هذه النقطة،
هي توظّف كل الجهود لتحقيق النجاح المطلوب، والدليل أنها أضافت دولاً جديدة سنقوم بزيارتها لاختيار الأصوات، منها الأردن وفرنسا على سبيل المثال. وأيضاً من العوامل الإيجابية، وجود السيدة فادية طنب في لجنة التحكيم، فنانة بحجمها لا بدّ وأن تكون عنصراً إضافياً للنجاح.
بعد الدخول في تحضيرات "سوبر ستار 2" ، هل ستجدين الوقت لمتابعة الإستعدادات الخاصة بألبومك الغنائي؟
دون شك، سيكون الأمر صعباً علي. لذا لا أعتقد أن الألبوم سيجهز قبل موسم الصيف المقبل من العام 2004. لكن كما سبق وذكرت، أضع النقاط الإيجابية في حياتي قبل كل شيء. بإذن الله، سيلمس الجمهور نقلة نوعية كوني سأختار الأغنيات بتروٍ. وأتمنى أن أوسّع دائرة الأشخاص الذين سأتعامل عمهم، على سبيل المثال الفنان مروان خوري، لكن لم يحصل أن التقينا بعد في جلسة عمل. كما أحب مثلاً أن أتعاون مع المخرجة نادين لبكي على صعيد الأغنيات المصورة، عملها رائع جداً ، وهي أيضاً تحدثت عني أكثر من مرة في لقاءاتها، وبإذن الله سوف نلتقي في عمل مصوّر يجمعنا معاً.
تصوير: ميكي
تصفيف شعر: جو رعد.
ماكياج: محمد حيفاوي.