تعتبر قضية التكامل بين الشركات الخليجية واحدة من اهم القضايا التي ينبغي الاهتمام بها من أجل تقوية مراكز وامكانيات الشركات وجعلها قادرة على المنافسة مع الشركات الاجنبية بدلا من الانشغال بالمنافسة مع بعضها البعض.
ومن خلال متابعتي لأداء الشركات العمانية العاملة في قطاع الالبان - على وجه الخصوص - وجدت شكوى مريرة من المنافسة المحلية والخارجية ومن الإغراق بنوعيات بعضها بنفس مستويات المنتجات العمانية لكن اسعارها اقل وبعضها بمستويات أقل وبأسعار ادنى بكثير من أسعار المنتجات العمانية.
وقضية المنافسة هذه اثرت بشكل كبير على أرباح الشركات العمانية العاملة في هذا المجال كما ان تراجع الأرباح أثر بشكل كبير على الخطط المستقبلية للشركات وبدلا من ان تتفرغ لخططها المتعلقة بجودة الانتاج ومضاعفته والبحث عن اسواق اخرى ترفع بها عائداتها وحقوق مساهميها اصبحت تركز على المنافسة غير المتكافئة مما جعلها تنزل بأسعارها الى سعر التكلفة.
وإذا كانت امكانيات الشركات العمانية متواضعة - كما نعلم - ورؤوس أموالها ضئيلة مقارنة برؤوس أموال الشركات الخارجية المنافسة فان هذا يجعل من الضروري تبني استراتيجية هامة للتكامل فيما بينها ومع الشركات الخليجية التي تعمل في نفس القطاع.
وفي نظرنا ان قضية المنافسة غير المتكافئة في صناعة الألبان ينبغي ان تناقش على مستوى دول مجلس التعاون وأن توضع لها سياسة واحدة تركز على تكامل الشركات العاملة في هذا القطاع بدل المنافسة التي تؤثر بشكل كبير على الشركات الصغيرة.
ولعل تجربة شركات الاسمنت تجربة جيدة فمن خلال التوجيهات التي اتخذتها الشركات الخليجية العاملة في هذا القطاع - حتى وان لم تكن اتفاقات مكتوبة - ساهمت بشكل كبير في تحسين أداء شركات الاسمنت ورفعت ارباحها بشكل ملفت للنظر وجعلها تتمكن من تطوير انشطتها.
ان التكامل بين الشركات الخليجية عامل مهم جدا في ازدهار الشركات وتقوية مراكزها المالية وتمكينها من المنافسة مع الكيانات الأكبر منها بدل الدوران حول نفسها في حلقة مفرغة لا نهاية لها.