"إيلاف"من لندن: وقف أمير دولة الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح متحديا المرض اليوم على أرض مطار بلاده رغم المرض مستقبلا ضيوف الخليج الكبار من زعماء وممثلين لهم يشاركون في القمة الخليجية الرابعة والعشرين التي تبدأ بعد ظهر اليوم في قصر بيان وهو القصر الرسمي للحكم في دولة الكويت.
والأمير جابر رغم المرض، فإنه آلى أن يكون في استقبال جميع الزعماء أو الممثلين لهم ولو أنهم بدرجة أقل بروتوكوليا وكان ممكن أن يعهد لغيره بمهمة استقبالهم.
وارتجل أمير دولة الكويت في قاعة التشريفات بمطار الكويت الدولي كلمة أمام الصحافيين في قاعة التشريفات، خلال استقبال قادة دول مجلس التعاون الخليجي قال فيها "إخواني ، كنا نتمنى أن نكون موجودين في استقبالكم في بلدكم الثاني لكن هناك أمرا يصعب على المرء التغلب عليه ليكون في استقبالكم في بلدكم... وان شاء الله نتمكن من أن نقف جميعا في استقبالكم و نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يأخذ بأيدينا جميعا لان نكون متضامنين متعاونين".
وقال الشيخ جابر في إشارة لها دلالاتها السياسية الواضحة " هناك من يحاول أن يبث بعض الكلام ليسيء إلى بعض منا ولكنني مطمئن بأننا سنكون دائما متعاونين متحابين لان الله سبحانه وتعالى معنا ونرجو للجميع كل ما فيه الخير".
وكان أول الواصلين على أرض مطار الكويت ولي العهد السعودي ونائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبد الله بن عبد العزيز ممثلا لخادم الحرمين الشريفين، رغم أنه هو الآخر عانى في الأيام الأخيرة حالا صحيا متعلقا بتصلب في الرقبة، لكنه أكد مجيئه للكويت حيث الموضوعات المطروحة على الأجندة مهمة للغاية في هذه المرحلة خليجيا وعراقيا وفلسطينيا.
وعهد إلى الرجل القوي في الكويت، وهو النائب الأول لرئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ نواف الأحمد برئاسة بعثة الشرف المرافقة للمسؤول السعودي الكبير.
وكان من وصل ثانيا إلى مطار الكويت، أمير دولة قطر الشيخ حمد بن عيسى آل ثاني مصحوبا بوفد كبير، وهو يتخلى في هذه الدورة عن رئاسة مجلس التعاون الخليجي لدولة الكويت، وتقرر أن يكون رئيس بعثة الشرف المرافقة له وزير الطاقة الشيخ أحمد بن فهد الأحمد الصباح.
وتلاه في الوصول عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، حيث سيقود بعثة الشرف المرافقة له نائب رئيس الوزراء الكويتي وزير مجلس الوزراء وزير الشؤون البرلمانية محمد ضيف الله شرار.
أما بالنسبة لوفد الإمارات التي وصل رابعا برئاسة الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الإمارات ممثلا للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ريس الدولة الذي اعتذر عن المشاركة في القمة بسبب المرض، وعهدت دولة الكويت برئاسة بعثة الشرف المرافقة له إلى وزير الصحة الدكتور محمد أحمد الجار الله.
وكان آخر من وصل، ممثل السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان، وهو ابن عم السلطان، السيد فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء، وعهد إلى وزير العدل الكويتي أحمد يعقوب باقر العبد الله برئاسة بعثة الشرف المرافقة.
وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد "حيث هو مريض" هو الذي قرر أن يكون إلى جانب ابن عمه ولي العهد الشيخ سعد العبد الله السالم الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الأحمد في استقبال الزعماء الخليجيين وممثليهم كـ"بادرة" منه على أن يكون للقمة المهمة التي تستضيفها الكويت دلالات نتائجها وأبعادها المستقبيلة ليس على المنطقة الخليجية ولكن على صعد عربية وإسلامية شتى خصوصا من بعد سقوط الحكم العرقي الجار الشمالي الذي ظل شوكة في خاصرة أي عمل خليجي وعربي موحد.
وأوردت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا) اليوم التقرير التالي حول القمة وهي قالت :
"وسط اهتمام عربي ودولي كبيرين يتوافد أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون الخليجي إلى الكويت اليوم لعقد قمتهم ألـ 24 وسط تطلعات شعوب المجلس إلى التوصل إلى قرارات تعزز مسيرة المجلس وتسهم في دفع عجلة التنمية في الدول الخليجية الست".
وأضافت "ويتوقع ان يركز القادة في قمتهم التي تستمر يومين على بحث القرارات المهمة التي تصب في صالح مواطني دول المجلس كما سيناقش جدول أعمالها أهم الملفات المتصلة بقضايا الساعة بغية توحيد موقف خليجي قادر على مواجهة المستجدات".
وتابعت كونا القول "وتحظى هذه القمة بأهمية خاصة لما ستبحثه من موضوعات تهم شعوب دول المجلس في مختلف المجالات لاسيما السياسية والاقتصادية في ظل التحديات والتطورات الراهنة في المنطقة".
وكشف الوكالة الرسمية الكويتية عن أن بند مكافحة الإرهاب سيتصدر أعمال القمة، كما يتوقع أن تضع قمة الكويت الخليجية قرارات حاسمة بشأن العملة الخليجية الموحدة ووثيقة جوازات السفر الخليجية وإقامة الاتحاد الجمركي ودعم الصناعات الخليجية وتعزيز قدراتها وتملك العقار بين مواطني دول المجلس وتنقل العمالة الخليجية.
وقالت كونا، أن الزعماء سيناقشون وضع برنامج زمني لإنشاء السوق الخليجية المشتركة وذلك تنفيذا للإتفاقية الاقتصادية الموحدة الجديدة والتي طبقت عام 2002 والتي نصت موادها على الاتفاق على ملامح أساس للسوق.
وفي الأخير، سيركز جدول أعمال القمة كما هو الحال في القمم الخليجية السابقة على الشأن العراقي وخاصة في ظل التطورات التي يشهدها حاليا وتحتم على دول المجلس اتخاذ موقف موحد للتعامل معها بالإضافة إلى مساعدة الشعب العراقي في تحقيق الأمن والاستقرار والمحافظة على وحدة بلاده وسيادته.
وإذ ذاك، فإن قمة الكويت الرابعة والعشرين تعتبر من القمم المميزة لاعتبارات عدة أولها أنها تعد القمة الأولى في الكويت بعد انهيار نظام صدام حسين ولأنها تمثل نقلة نوعية للعمل الخليجي المشترك.
التعليقات