&
ننتظر البيان الختامي لقادة دول مجلس التعاون الخليجي ولانتوقع صدور قرارات ذات قيمة وحدوية بقدر السرد لمواقف عامة تحتمل التأويل والتفسير بحسب اجتهادات كل دولة وما تقتضيه مصالحها القطرية.
ولكن على العموم، التئام لحمة هذا المجلس كل عام ومظاهره الاحتفالية المكررة، تعطي انطباعا عاطفيا باننا اقليم موحد وشعب واحد في مواجهة الاخطار الخارجية التي نجح المجلس في مواجهة احد اهم هذه الاخطار التي تمثلت في الغزو الصدامي للكويت عام 1990، بل انه من الاجحاف ان نقول بالمطلق ان منظومة دول مجلس التعاون لم تحقق شيئا يذكر لشعوب المنطقة فوحدة الهوية وتوحيد الخطاب، وان كان بحدوده الدنيا، جعلا من المنظمة محل اعجاب كثير من الدول المجاورة والمنظمات المثيلة لدرجة ان اليمن والعراق يسعيان الى العضوية فيه.
وقد يعتبر ان ماقلته فيه نظرة سلبية تجاه هذه المنظومة، وفي الحقيقة ان توحيد الخطاب في حدوده الدنيا لا يعني ان دول المجلس قد حققت الاهداف الموضوعة عند بداية قيام هذه المنظمة، صحيح اننا، عاطفيا وشعوريا، نعيش اجواء الوحدة الخليجية، بل اننا نفتخر اننا ضمن الدائرة الخليجية، الا ان ذلك ليس هو الهدف الحقيقي من قيام مجلس التعاون، فلائحة المجالات التي وضعت لتحقيق الوحدة طويلة والمتحقق منها حتى الآن لا يتعدى برنامجا تلفزيونيا هنا وختما يوصم به كتاب مدرسي هناك وتركيزا اكثر على التعاون في المجالات الامنية، الا انها في المجالات العسكرية متعثرة والتعاون في مجال السياسة الخارجية والعدلي والقانوني والصناعي والتجاري والنفط والكهرباء والتعاون المالي والاقتصادي والمجالات الاجتماعية وحتى التعاون الاعلامي، يواجه تلك المجالات، مشاكل ومعوقات تعيق الوحدة الخليجية ولا نرى بصيص امل في توحدها وصهرها في اطار واحد نخرج به للعالم وللجوار بشكل محدد.
وبتقديرنا.. ان تأخرنا في الوحدة ينبع من اختلاف انظمتنا وتعاطي كل منها مع شأنها الداخلي، بمعنى، هناك رأي واحد يحاول منذ اكثر من عشرين عاما، تحقيق الاتحاد المأمول بين شعوب المنطقة في حين ان الشعوب نفسها مغيبة، او بالاحرى مستبعدة عن اتخاذ قرار مصيرها، فدون تحقيق الوحدة مع الشعوب لن تتحقق الوحدة التي نأملها، ودون اعطاء الشعوب حقوقها، والتي من اهمها المشاركة في اتخاذ قرار مصائرها فلن تتحقق الوحدة التي نسعى اليها في الاطار الخليجي الواسع والذي نأمله.
التعليقات