عادل حزين
&
&
&
&
الحجاب والنقاب لا يبدوان كأنما يستحقان هذه المعركة الدائرة على أراض الغرب سواء فى فرنسا وألمانيا أم أمريكا, والغريب ان أطراف هذه المعركة ليسوا الفرنسيس علمانيون وإسلاميون, أنما هم بالاساس عرب اخوانجيون مع عرب غير مسلمين, فالاخوانجيين وعلى رأسهم القرضاوى يصرخون ويتحججون بحقوق الانسان وحرية الاعتقاد(كذا), والعرب الغير مسلمين يدافعون عن قيم العلمانية والمساواة...الغربية.
نزع الحجاب فى فرنسا والغرب يحد من ظاهرة اعلان التميز والعنصرية التى يريد الاخوان المتأسلمون تغذيتها والعمل على انتشارها بين المسلمين فى كافة المجتمعات الغربية بعد أن تشبعت بها المجتمعات العربية, وفى ذات الوقت فإن العرب من غير المسلمين قد وجدوا مجالا للتكلم عما يتحرجون من الكلام عنه فى أوطانهم, على زعم أن تحجب المسلمات أمر لا يخصهم, بينما هو فى الحقيقة إعلان صارخ على دونيتهم وتذكير دائم لهم باختلافهم عن الاغلبية, فضلا عن جعل الفتيات الغير مسلمات أهدافا سهلة الرصد لمزاولة الارهاب المتأسلم تجاههن, وقد جرت العديد من الحوادث فى فرنسا نفسها رصدتها اللجنة التى أنيط بها وضع تقرير عن موضوع الحجاب.
والعجيب أن القرضاوى ذاته قد أفتى سابقا بجواز خلع الحجاب للمسلمات اللواتى يعشن فى الغرب بعدما أصبحن أهدافا لتصرفات عنصرية بعد هجمات سبتمبر حتى أن بنتيه اللاتى يدرسن فى أمريكا خلعن الحجاب واستعضن عنه بالبرنيطة. أيضا فى المقابل فالراهبات المسيحيات يرتدين ما يفوق الحجاب حشمة ولم ينكره عليهم أحدا, إذن فالقضية شديدة الوضوح وهى أن الحجاب مظهر من مظاهر العنصرية وإعلان التميز للمسلمات , ومن هذا المنظور يتمسك به المتأسلمون ويرفضه الغير مسلمين سواء فى الغرب أم فى بلاد العرب, وعلى هذا الاساس وحده يمكن تفسير تحريض القرضاوى وغيره على وضع مصالح الغرب فى كفة وحق المسلمات فى ارتداء الحجاب فى كفة أخرى, والقائلون بذلك يبدون من الجهل حتى أنهم لا يدركون أن المصالح متبادلة فمصالح الغرب تقابلها إن لم تفقها مصالح للعرب, فلم يعرف أن العرب يعطون أحدا شىء مجانى منذ بدء التاريخ.
لا أظن أن الفرنسيس فى معرض التراجع عما قرروه, ولا ينخدعن أحدا بموقفهم من الحرب على العراق وممالأتهم للفلسطينيين والسوريين, فأمر الحجاب يختلف عن ذلك إذ هو ليس سياسة يمكن المناورة بشأنه بل هو يتعلق بأساس من أساسيات الدولة التى حاربت الكنيسة من أجلها, ومن المستحيل والحال ذلك أن تتهاون فيه من أجل عيون الاخوانجية.


&نيويورك