إيلاف:&لم أكن بحاجة لأكثر من الأيام الثلاثة التي استغرقتها زيارتي الى قطر ، الأسبوع الماضي ، لكي أتأكد من أن الألعاب الآسيوية المقبلة ، والّله أعلم ، ستكون بإذنه تعالى ، مفخرة حقيقية للعرب وآسيا . لا بل إن الوقت القليل الذي قضيته خارج الفندق كان كافياً لمشاهدة ورش العمل القائمة هنا وهناك ، وتالياً ، لتولّد شعورا قويا لديّ بحتمية نجاح الآسياد المقبل .
&فمن خلال مقارنة بسيطة بين ما رسخ في ذاكرتي من صورة عن قطر بعد ثلاث زيارات سابقة قمت بها الى الدوحة ، وكانت الأخيرة منها عام 2001، وبين ما شاهدته هذه المرة ، أدركت أن تغيّراً إيجابياً كبيراً آخِذٌ بالحدوث ساعة فساعة ، وليس يوماً بعد يوم . فالمنشآت الجديدة والأفكار المُزمع تنفيذها هناك والأبراج الللألاءة ،ومنها برج اللجنة الأولمبية القطرية بحلقاته الخمس الملونة تتوسط جبينه ، كلهّا مجتمعة ، تعكس للرائي حجم إهتمام الدولة الحضاري بالرياضة وجِدّية عزمها على جعل آسياد 2006 نقطة مضيئة في تاريخها لا تُنسى ، وعرساً رياضياً قد لايقِلّ نجاحاً وتميّزاً عن أولمبيادي برشلونة 92 وسيدني 2000 التاريخيّين .
ولأن اللجنة الأولمبية القطرية لا تريد أن تكتفي من المناسبة وغيرها بشرف وفخار الإستضافة فقط ، تجدها على خطّ موازٍ جادّة في التعاقد مع الخبرات الفنية في شتى الإتجاهات ، من مدرّبين ولاعبين وخبراء ، وحتى في تجنيس البعض منهم ، وهذا حق مشروع سبقتها الى الإستفادة منه دول عريقة نعرفها جميعاً ، وهذا يعني أن الكثير من ذهب وفضة وبرونز الألعاب الاسيوية المقبلة سيؤثر البقاء في خزائن دوحة العرب على الخروج منها ولو على أعناق نجوم الرياضة في دول أخرى .
وحتى لا يخامِرنّ البعض شكّ في ما أقول ، أو أُتّهم بالمحاباة والمغالاة ، أدعو المهتمّين الى قطع الشك باليقين عبر متابعة أخبار الورشة القطرية الدؤوبة وسعيها الحثيث في مسابقة الزمن ، أو الى الإستماع الى ما صرّح به الكويتي حسين مسلّم ، المدير التقني في المجلس الأولمبي الآسيوي .فعقب كلمة القاها أمين عام اللجنة الأولمبية القطرية في إفتتاح "المؤتمر الآسيوي الثاني للمرأة والرياضة " قبل أيام في الدوحة ، لاحظ "مسلّم" تغيّراً كبيراً في مستوى ووتيرة إستعدادت قطر لإستضافة الآسياد المقبل . ويكتسب هذا التصريح أهمية خاصة كتوضيح نهائي يبدّد الزوبعة التي حاول بعض المُغرِضون إستغلالها بتأويل وتضخيم ما تنوُقِل في حينه من أخبار عن إنتقاد للإستعدادت القطرية ثم تلاشى واختفى في "خُفّي حُنين".
ولعل هذه الحقائق وغيرها من مثيلاتها ، هي التي جعلت رئيسة لجنة الفتاة القطرية ، د. أنيسة الهتمي ، تُباهي وتُفاخر في سياق محاضرتها القيّمة ضمن المؤتمر السالف الذكِّر ، بما أنجزته رياضة بلدها عالمياً وقارياً وإقليمياً وعربياً وخليجياً حتى أعطت قطر ، بلد ال300 ألف نسمة " مواطىء أقدام" فوق منصّات التتويج ورفعت علمه ، بين الكبار، فوق سواري العزّ والإنتصار .
&
&
التعليقات