موسكو: استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين رئيسة جمهوريا جورجيا بالوكالة نينو بوردجانادزه التي تقوم بزبارة عمل لموسكو وبدعوة منه لإجراء مباحثات حول العلاقات الروسية-الجورجية وتسوية جملة من الأزمات كانت قد نشأت منذ عهد الرئيس السابق إدوارد شيفادنادزه، وتقاقمت بعد تقديمه استقالته وسيطرة القوميين والديمقراطيين على مقاليد السلطة في جورجيا.
اقتصر اللقاء على العبارات البروتوكولية، ثم تحول إلى لقاء ثنائي بدون مساعدين أو مترجمين أو وسائل إعلام، وهو ما أثار تساؤلات المراقبين حول إمكانية إيجاد سبل للتفاهم بين موسكو والكرملين بعد أن وصلت الخلافات بينهما إلى الخطوط الحمراء.
وكانت بوردجانادزه قد التقت أيضا رئيس المجلس الاتحادي سيرجي ميرونوف لمدة 45 دقيقة خلف الأبواب الموصدة. وعقب اللقاء امتنع الطرفان عن الإدلاء بأي تفاصيل حول ما جرى من مباحثات، وهو ما فسره المراقبون أيضا بأن الأوضاع ليست بعد على ما يرام بين القيادة الروسية وممثلي السلطة الجديدة في جورجيا.
وبينما أعلن مساعد الرئيس الروسي سيرجي يسترجيمسكي قبيل وصول بوردجانادزه بساعات إلى موسكو أن جورجيا أصبحت تشكل ممرا خطيرا لحركة الإرهابيين من الشيشان إلى روسيا، وأنه عثر على وثائق تحمل تأشيرات سفر جورجية مع بعض الأجانب الذين قتلوا ضمن المجموعات الشيشانية التي هاجمت داغستان مؤخرا، رأى فريق من المراقبين، أن بوردجانادزه جاءت إلى موسكو خصيصا من أجل الحصول على اعتراف موسكو بالسلطات الجورجية الجديدة، وإضفاء الشرعية على الأوضاع في جورجيا ما بعد شيفاردنادزه، وليس إطلاقا من أجل مراجعة العلاقات السيئة بين الدولتين.
وذهب كثيرون من المراقبين إلى أن تحسين العلاقات الروسية-الجورجية مرهون تحديدا بإبداء روسيا تعاونها مع السلطات الجديدة في جورجيا.& وكانت بوردجانادزه قد التقت في إطار زيارتها وزير الخارجية الروسي إيجور إيفانوف الذي صرح عقب اللقاء بأن روسيا ترى من صالحها تطوير علاقات حسن الجوار والصداقة مع جورجيا ولكن هناك عددا من القضايا التي تحتاج إلى حلول.
ومن جانبها قالت بورجانادزه إن العلاقات الجورجية الروسية تخبطت في مأزق خلال السنوات الأخيرة ومن الضروري التوصل إلى حلول مرضية للطرفين. بدأت نينو بورجانادزه بتولي اختصاصات رئيس جمهورية جورجيا بعدما استقالة الرئيس الجورجي السابق إدوارد شيفاردنادزه في 23 نوفمبر تحت ضغط المشاركين في المظاهرات الاحتجاجية التي نظمتها المعارضة الجورجية القومية واليمينية.
وصرح المتحدث بوزارة الخارجية الروسية ألكسندر ياكوفيتنكو بأن روسيا تدعو إلى إعادة علاقات الشراكة مع جورجيا، وتأمل موسكو أن تقوم القيادة الجورجية الجديدة بعمل كل ما يمكن من أجل تحقيق ذلك. وأشار إلى أن موسكو ترى أن شعوب روسيا وجورجيا عاشت على مر التاريخ في ظل علاقات وثيقة من الصداقة والتعاون وروابط الوحدة الثقافية والروحية. ووصف الوضع الحالي في جورجيا بأنه صعب للغاية ونتيجة لبعض الأخطاء في السياسة الداخلية والخارجية للبلاد.
وأضاف أنه تقع على عاتق السلطات الجورجية الجديدة مسؤوليات كثيرة، من ضمنها ضرورة بذل كافة الجهود من أجل إجراء الانتخابات الرئاسية ومن ثم البرلمانية في إطار القانون وعلى أسس الديمقراطية والمساواة.
وفي الوقت الذي أشار فيه ياكوفينكو إلى أن جورجيا تأمل في استمرار إمدادات الطاقة الكهربائية من روسيا، أكد أيضا على أن المساعدة الدولية لتبليسي ضرورية جدا، وخاصة في الوقت الذي يعاني فيه اقتصاد البلاد من انهيار تام. وشدد على أن روسيا من جانبها سوف تستمر في إمداد جورجيا بالطاقة الكهربائية والغاز على الرغم من وجود الديون المستحقة على تبليسي في هذا المجال.
التعليقات