طهران - رفض الرئيس الايراني محمد خاتمي بشدة اي حوار مع الولايات المتحدة طالما لم يحصل "تغيير جذري" في موقفها المعادي للجمهورية الاسلامية، معتبرا ان المساعدة الاميركية للمتضررين من زلزال بام لا يغير شيئا.&وقال خاتمي للصحافيين في كرمان على بعد اقل من 200 كلم شمال بام (جنوب شرق ايران) "تنبغي الاشادة بكل الذين قدموا مساعدتهم وعبروا عن انسانيتهم من الولايات المتحدة ومن اوروبا والدول الاسلامية والاسيوية".&لكنه اضاف "لا اعتقد ان (هذه المساعدة) تغير اي شيء (في العلاقات بين البلدين) الا اذا حصل تغيير جذري" في موقف الاميركيين.
وفي رد فعل على التصريحات التي قال فيها وزير الخارجية الاميركي كولن باول ان واشنطن "منفتحة" على الحوار مع طهران، تساءل خاتمي "لماذا المفاوضات؟ اذا كانت الثقة مفقودة للتوصل الى موقف مشترك".&وشدد قائلا "المفاوضات لا معنى لها اذا ما منحت شخصا ما قوة كبيرة ليفرض وجهات نظره على الاخر"، مشيرا الى ان الاميركيين "يقولون بوضوح انهم يريدون الاطاحة بنظام الجمهورية الاسلامية".
إلى ذلك ذكر مسؤول رفيع المستوى في محافظة كرمان ان عدد الاشخاص الذين قتلوا في زلزال بام (جنوب شرق ايران) قد يتجاوز الخمسين الفا بينما تحدثت الامم المتحدة عن احتمال ارتفاع حصيلة القتلى في الكارثة التي دفعت طهران وواشنطن الى تجاوز خلافاتهما والتعاون لاغاثة المنطقة المنكوبة.
ووسط تأثر كبير بالكارثة التي حلت بالايرانيين، قرر الاميركيون تجاوز اكثر من عشرين عاما من الجفاء وتقديم مساعدتهم بينما قرر الايرانيون في موقف تاريخي ايضا، قبول المساعدة مما اوحى للكثيرين باحتمال استئناف الحوار بين الجانبين.&وذكر شهود عيان ان فريقا اول يضم حوالى عشرين اميركيا وصل اليوم الثلاثاء الى مطار بام في جنوب شرق ايران.&وعلى الاثر علم ان وزير الخارجية الايراني كمال خرازي هبط بمروحية في المخيم الذي يستخدم قاعدة لوجستية للمساعدات الاجنبية وسيصله الاميركيون في وقت لاحق.
ورحب خرازي بالمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة الى منكوبي الزلزال وابلغ الصحافيين انه سيلتقي الوفد الانساني الاميركي الموجود في ايران.&كما رحب الرئيس الايراني محمد خاتمي بالمساعدة الاميركية لكنه أكد انها لا تحل المشاكل الاساسية بين ايران والولايات المتحدة.&وكان الكولونيل بريت كلاسن احد المسؤولين عن القطاع اللوجستي في سلاح الجو الاميركي تحدث عن "فرصة كبيرة لفتح حوار مع ايران". الا ان المتحدث باسم الخارجية الاميركية اكد ان هذه الجهود "لن تؤدي الى تغيير موقفنا حيال ايران بشأن القضايا الحيوية" مثل انتشار اسلحة الدمار الشامل والارهاب.
وقال مسؤول رفيع المستوى في محافظة كرمان& طالبا عدم الكشف عن اسمه، ان عدد الاشخاص الذين قتلوا في زلزال بام (جنوب شرق ايران) قد يتجاوز الخمسين الفا لان "بعض الاحياء (في بام) وبعض القرى المجاورة لم تشهد عمليات بحث كاملة".&واضاف "في بعض الحالات قضى كل افراد العائلة ولم يتبق منهم احد لابلاغ فرق الانقاذ".
من جهته، صرح تيد بورن احد المتحدثين باسم الامم المتحدة لوكالة فرانس برس اليوم الثلاثاء ان حصيلة ضحايا الزلزال يمكن ان ترتفع. وقال ان "عدد القتلى يبلغ حاليا حوالى ثلاثين الفا لكن اسرا باكملها قتلت مع جيرانها ولم يعد هناك من يتقصى عن الناجين (..) لذلك قد يرتفع عدد القتلى".
وكانت الاذاعة الرسمية الايرانية نقلت عن مسؤولين محليين بعد اربعة ايام على الزلزال في بام (جنوب شرق ايران) قولهم اليوم الثلاثاء ان 28 الف جثة انتشلت من بين الانقاض ودفنت.&وتقوم الامم المتحدة بتنسيق المساعدة الدولية التي يساهم فيها حوالى 1700 شخص جاؤوا من اكثر من ثلاثين بلدا.&وقال ناطق ايراني باسم محافظة كرمان اسد الله ايرانمانيش ان ثمانين طبيبا ومسعفا اميركيا وصلوا قبل ساعات بالطائرة الى كرمان وتوجهوا الى بام (جنوب شرق) التي تبعد اقل من 200 كلم الى الجنوب.
وحطت طائرة اميركية اولى الاحد في كرمان وهي تنقل "تجهيزات لوجستية وفريقا لتحسين قدرات الهبوط" في المطار بهدف تسهيل نقل مساعدات اكبر. وهي اول طائرة اميركية تحط في ايران منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن في العام 1980.&واوضح ايرانمانيش ان ثماني طائرات من طراز "سي-130" و"سي-5" و"سي-17" قادمة من قواعد عسكرية في الكويت حطت منذ الاثنين في كرمان.
من جهة اخرى، تواصلت مبادرات التضامن الدولي مع ايران. فعلى الرغم من الخلافات الدبلوماسية قررت الدول العربية الخليجية مساء الاثنين تقديم مساعدة تبلغ 400 مليون دولار الى ايران.&وقررت اليابان والهند والمكسيك وتايلاند وحتى العراق المساهمة في جهود الاغاثة.
فقد اقلعت من طوكيو طائرة "سي-130" تابعة لسلاح الجو الايراني تحمل خياما واغطية بعدما اعلنت الحكومة اليابانية تقديم مساعدات بقيمة 25 مليون ين (233640 دولار)، بينما توجه فريق يضم 19 خبيرا مكسيكيا الى ايران للمشاركة في عمليات الاغاثة.&واعلنت تايلاند انها سترسل بعثة تضم 59 جنديا ومواد اغاثة ومواد غذائية وملابس بقيمة 253 الف دولار.&لكن مسؤولا في مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة قال ان وكالات المنظمة الدولية تحتاج الى الاموال للاسابيع المقبلة.
ميدانيا يجري توزيع المساعدات بالوسائل المتوفرة. ومع تضاؤل الامل في العثور على احياء تحت انقاض المباني المدمرة الذين عثر على حوالى الفين منهم خلال عمليات البحث، اصبحت الاولوية لمنع انتشار الاوبئة.&وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية الايرانية (اكرر.. الايرانية) جهانبخش خانجاني ان "جثثا قد تكون مدفونة قرب قنوات جر المياه". واضاف "يجب ادخال الآليات الثقيلة لازالة الانقاض"، مؤكدا ان "عمليات التعقيم والتطهير ستبدأ والمدينة ستخضع لحجر صحي".
وتقوم الجرافات بازالة انقاض المباني في بام بدون ان تكترث بالجثث حتى تستأنف الحياة تحت خيام جمعية الصليب الاحمر التي نصبت في جميع انحاء المدينة وتؤوي كل منها ستة او سبعة من الناجين الذين فقدوا منازلهم.&اما الجثث التي يتم العثور عليها خلال عمليات ازالة الانقاض فيتم دفنها على عجل في حفر جماعية. ووعد الرئيس محمد خاتمي "باعادة اعمار بام خلال العامين المقبلين". وقال "اصبح علينا ان نتحدث عن الحياة وان نحاول معا اعادة اعمار المناطق التي نكبت" بالزلزال.
وذكرت الاذاعة الحكومية الايرانية ان المصرف المركزي الايراني قرر تعليق تسديد قروض حصل عليها سكان المنطقة المنكوبة لمدة عام. وسيقدم قروضا لاعادة اعمار عشرة آلاف مسكن بقيمة خمسين مليون ريال (ستة آلاف دولار) لكل منها اي ما يعادل حوالى نصف كلفة البناء.&وقد دمرت بام بنسبة سبعين بالمئة ولحق الدمار بقلعتها التي كانت واحدة من درر التراث المعماري العالمي.&وفي قرية اسفيكان التي نجا 130 من سكانها من الزلزال نصبت جمعية الهلال الاحمر الايرانية 19 خيمة لاستقبالهم بينما يحصلون على حصص كافية من المواد الغذائية ومياه الشرب، لكنهم يعانون من نقص الملابس والاغطية وخصوصا مع تدني درجة الحرارة ليلا الى ما دون الصفر.
إلى ذلك ذكر شهود عيان ان&فريقا اول يضم حوالى عشرين اميركيا وصل اليوم الثلاثاء الى مطار بام في& جنوب شرق ايران للمشاركة في عمليات الاغاثة للناجين في الزلزال الذي ادى الى&سقوط عشرات الآلاف من القتلى.&وبعد ذلك وصل وزير الخارجية الايراني كمال خرازي بمروحية الى المخيم الذي& يستخدم قاعدة لوجستية للمساعدات الاجنبية، وسيصله الاميركيون في وقت لاحق.&ولم يعرف ما اذا كان خرازي سيلتقي الاميركيين.
التعليقات