تركي الدخيل


كتبت في هذا العمود ترحيبا بمدير الأمن العام الجديد، وقلت للفريق القحطاني مبروك وكان الله في عونك. أشرت في عجالة الى هموم الناس وفي مقدمها جرائم السرقة المتفشية الآن وبكثرة في بلادنا، أما وقد حضر الإرهاب بثقيل حجمه وعظيم همه، فالله المستعان.
لعلنا نتصارح كي نعيش بأمان ونسير مبصرين على الأقل، فأرقام البطالة المعلنة وغير المعلنة تزيد الطين بلة، والفقر يعصف بأسر كثيرة في مناطق متعددة في المملكة دون ان نرى او نسمع او نلمس حلولا على الارض باستثناء مساهمات فاعلي الخير.
كل ما ذُكر له رابط بالجريمة بشكل أو بآخر، وأنا شخصيا لم اشهد تحسنا يذكر او خطة علاج كي يطمئن قلبي وقلوب مواطني ومقيمي المملكة العربية السعودية، وبصمات الجريمة المنظمة والفردية منتشرة في كل مكان تقريبا، أفاد منها بائعو المستعمل ومروجو المخدرات، والصحف السعودية التي بدأت تخصص صفحات مستقلة للجريمة تحضى بمتابعة كبيرة من قرائها.
وبإستعراض سريع لصفحة الجريمة يدهشك التنوع والانتشار، فطلبة جامعة الملك سعود بالرياض يشتكون من سرقات تتعرض لها سياراتهم في المواقف المخصصة، ومكائن الصرف الآلي للنقود تتعرض للإقتلاع من جذورها هنا وهناك في مدن المملكة، وتحقيق مذهل عن حي الكرنتينا في جدة نشرته (عكاظ) يجعلك تتسمر في مقعدك وتتساءل كيف يحدث هذا؟ ولماذا تختفي دوريات الشرطة ما ان يحل الظلام في الحي؟ وعن شيوع تعاطي المخدرات والدعارة وترويج المسكرات، تحقيق مذهل يكشف الغطاء ويضيف الى محصلتنا ارقاما كبيرة
وتحديات ضخمة.
هل رحل ذلك اليوم الذي كنا نترك فيه حاجياتنا في الاماكن العامة بلا خوف الى غير رجعة؟ نسافر متى شئنا حيثما شئنا قصر الأمد ام طال دون ان نقلق ونخاف على ممتلكاتنا من سيارات ومحتويات منازل من اثاث واجهزة، لكن يبدو أن هذا كله اصبح جزءً من الماضي.
لم يعد في البال سوى شبح اللصوص الذين يجوبون المدن دون خوف، وأصبحوا يسرقون كل شيء بدء من المنازل ومرورا بالجوالات وانتهاء بأنبوبة الغاز!
&