"إيلاف"&من لندن: تفاعلت على صعيد غير رسمي مطالبة عضو كبير في المؤتمر الوطني العراقي الذي يتزعمه أحمد الجلبي، وهو حركة معارضة سابقة للحكم العراقي المنهار، بتأجير العراقي جزيرتي وربة وبوبيان الإستراتيجيتين الكويتيين. وقد تم تبادل المعلومات عن هذا الطلب الذي تقدم به نائب رئيس حركة المؤتمر الوطني عبر قنوات إعلامية فقط من دون أي تصريح من جانب رسمي في دولة الكويت.
وكانت صحيفة (الرأي العام) الكويتية نقلت أمس الخميس عن المسؤول العراقي مضر شوكت اقتراحه بتأجير دولة الكويت لجزيرتيها وربة وبوبيان لاستخدامهما كمنافذ بحرية للعراق المحروم من هذه المنافذ على الخليج العربي.
واقتراح شوكت الذي يقوم حاليا بمهام نائب رئيس مجلس الحكم الانتقالي في العراق، هو مطلب سابق للرئيس العراقي السابق صدام حسين خلال حرب الثماني سنوات مع إيران، لكن الكويت رفضت هذا الطلب.
ونقلت الصحيفة الكويتية عن نائب رئيس مجلس الحكم الانتقالي العراقي مضر شوكت قوله إن المشاكل العراقية - الكويتية خلقت من قبل البريطانيين عند تخطيط الحدود حين حرم العراق من منفذ بحري مهم على الخليج العربي، "وكل استراتيجي وسياسي عندما يفكر ينطلق حتما من مصلحة بلده، ومصلحة العراق أولا وأخيرا تدفعنا إلى المطالبة بأن يكون له هذا الممر المائي على الخليج العربي".
وقالت الصحيفة إن شوكت اقترح تأجير العراق جزيرتي وربة وبوبيان لاستخدامهما كموانىء بحرية تحتاج حركة النهضة الاقتصادية العراقية إليها في القريب العاجل، وقال إن الوصول إلى صيغة توافقية بهذا الشأن سيوفر حلا استراتيجيا للعلاقة بين البلدين.
ودعا المسؤول العراقي إلى حوار هادىء مع الأشقاء الكويتيين بما يضمن مستقبلا أفضل للجميع، فهذه الرؤية الاستراتيجية لا تعني "أن العراق يريد أن يرغم الكويت على منحه مثل هذا المنفذ الذي هو في أمس الحاجة إليه، فمثل هذا القول يعني العودة إلى منطق الحرب الذي نرفضه بشكل قاطع، لكن في الإمكان التوافق الحضاري بين بلدين جارين على أسس قانونية معروفة تكفل حقوق كل الأطراف ولا تخل بسيادة البلدين.
وأضاف شوكت العراق يشعر بأنه مخنوق في جغرافيته ويتنفس بالكاد من موانئه البحرية التي لم يبق منها شيء يذكر، وستبقى المشكلة قائمة إلى حين الاتفاق على هذا الموضوع سياسيا واستراتيجيا وتحديد الحدود العراقية - الكويتية على أسس معترف بها من قبل الأمم المتحدة.
ولكن البارحة، وفي تصريحات مفاجئة عبر فضائية (الجزيرة) القطرية نفى نائب رئيس المؤتمر الوطني العراقي مضر شوكت أن يكون هناك أي طلب عراقي رسمي لاستئجار جزيرتي وربة وبوبيان، مؤكدا على أن الكويت تقدم كل المساعدات والخدمات المطلوبة الى العراق.
وقال شوكت، إن موانئ الكويت مهمة للعراق لأن موانئ العقبة وتركيا وسورية بعيدة جدا وان تسهيلات الموانئ الكويتية هي الأهم لوجستيا.
يذكر أن دولة لكويت أعلنت في الأوان الأخير عن عزمها إقامة مشاريع تنموية في بوبيان، كبرى الجزر الكويتية غير المأهولة. ويوم الأحد الماضي أعطت الحكومة الكويتية الضوء الأخضر للبدء بدراسة جدوى حول بناء مرفأ على هذه الجزيرة تستفيد منه الكويت والعراق معا.
وفي الأخير، فإن صحيفة (الرأي العام) التي نشرت المقابلة مع شوكت عادت اليوم لتقول في تقرير أن دولة الكويت تعاطت رسمياً وشعبياً مع هذه المواقف التي تناقلتها أمس وكالات الأنباء العالمية، بهدوء وترو.
وأضافت أن الحكومة الكويتية حرصت على التقليل من شأن تلك التصريحات وحصرها في خانة «المزايدات» و«دغدغة المشاعر»، والتشديد على عدم تعبيرها عن توجه السلطة العراقية العتيدة والفصائل العراقية الأخرى، ولا حتى عن رأي الشعب العراقي.
ولكن، في المقابل، شدد عدد من النواب في البرلمان الكويتي على ضرورة أن تنبه هذه التصريحات الديبلوماسية الكويتية إلى التمهل في ما وصفوه بـ «الارتماء في أحضان» السلطة العراقية الجديدة.