يقال إن الإدارة هي أداء الشيء بطريقة صحيحة، أما القيادة فهي القيام بأداء الشيء الصحيح.
وهناك فرق كبير بين العبارتين، والحديث في هذا الموضوع رغم تكراره قابل للاستمرار فقد تم تأليف (3000) ثلاثة آلاف كتاب عن موضوع القيادة في العام الماضي، وسوف يستمر التنظير في هذا الموضوع كما في غيره من الموضوعات، وهو ظاهرة صحية ذات ايجابيات متعددة من أهمها تطوير أساليب تدريس مفاهيم القيادة، وتطوير الممارسات الإدارية والانماط القيادية.
فإذا اتفقنا ان القيادة هي فعل الامور الصحيحة، وان الإدارة هي فعل الامور بطريقة صحيحة فمعنى ذلك ان القيادة هي المرحلة الأولى لانها تحدد ما هي الاهداف المراد تحقيقها، اي انها تتعامل مع التوجهات، وهذا ما يجعلها مسؤولية لا يرغب فيها الجميع، بل ولا يقدر عليها الجميع، فالقيادة تحدد الطريق الذي يجب ان نسلكه.
ان أهمية المسؤولية القيادية تتطلب ان تقوم المؤسسات المعنية بالتنمية الإدارية بتأطير موضوع القيادة، وايجاد البرامج التي من شأنها اكتشاف قيادات المستقبل، وتنمية مهاراتها.
ولكن هناك من يقول إن القيادة ترتبط بالقلب وتحدد لنا إلى أين نتجه، وهذه مهارة تولد مع الإنسان، أما الإدارة فهي ترتبط بالعقل وبالتنظيم ولذا فهي مهارة يمكن تعلّمها.
وإذا كان الاختبار المعروف (IQ) يقيس الجزء الأيسر من المخ (العقل) فإنه بذلك يتعامل مع المديرين، أما الجانب الأيمن من المخ فهو الخاص بالقياديين ففي هذا الجانب توجد العواطف والقدرات اللغوية، وما يسمى بالذكاء العاطفي.
ما الذي نحتاجه حتى نستطيع الجمع بين المهارتين؟
يجيب على هذا السؤال أحد المختصين في مجال الإدارة فيقول إننا نحتاج إلى 20- 25% من الذكاء، و 15- 20% في اختبار القدرة على التنظيم، و50% في اختبار القدرة على استخدام العواطف، وبعد ذلك نحتاج إلى نسبة 10- 15% من الحظ.
ويلاحظ ان نسبة 50% اعطيت للذكاء العاطفي فما هو الذكاء العاطفي؟
الذكاء العاطفي هو ان تعرف مشاعرك وتكون لديك القدرة على التعامل معها بدون أن تسمح لها بإغراقك. وهي كذلك القدرة على تحفيز نفسك لأداء العمل ساعياً نحو الإبداع وبذل أقصى ما تملك من جهود، والإحساس بمشاعر الآخرين، والقدرة على إدارة العلاقات مع الآخرين بفعالية، وفي إطار سلوكي يتسم بالضمير والاخلاق.
معنى هذا ان النجاح في مسألة القيادة لا يتحقق فقط بتوفير المعلومات، وامتلاك الإجابات، أو توفير قدر من الذكاء، وإنما يتطلب معرفة الإنسان لنفسه، وفهمه لقدراته، ونقاط ضعفه، وبذل الجهد المتواصل لتطوير العلاقة مع الآخرين، والتأثير فيهم، بسلوك متوازن يراعي الضمير وأخلاقيات العمل.