"ايلاف"&من القاهرة: كشف مصدر دبلوماسي في القاهرة عن أن سلسلة الاتصالات المكثفة، واللقاءت المتلاحقة التي أجراها الرئيس المصري حسني مبارك مؤخراً، وكذا الجولة الخليجية التي يقوم بها حالياً، إضافة لقمة رباعية متوقعة عقب عودته بين الرئيس المصري والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس السوري بشار الأسد، وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز، ترمي جميعها إلى تحقيق جملة من الأهداف، التي أكد ذات المصدر الدبلوماسي أن إقناع العواصم العربية بتبني المبادرة المصرية لتطوير جامعة الدول العربية، تأتي في صدارة تلك الأهداف، لافتاً إلى أن القيادة المصرية اتبعت دبلوماسية استباق قمة تونس المقبلة بهذه التحركات الحثيثة، تجنباً لنشوب أية خلافات في تمرير المبادرة المصرية التي أكد المصدر أنها راعت في الاعتبار أهم ما ورد من مقترحات في المبادرات التي قدمتها سبع دول عربية في هذا السياق.
وأوضح المصدر ذاته أن أهم ملامح المبادرة المصرية اقترحها تشكيل برلمان عربي ونظام أمني موحد، وتعديل نظام التصويت في الجامعة، كما قدمت تصوراً لمشروع دستور لاتحاد عربي متضمناً آليات لتسوية النزاعات البينية من خلال محكمة عدل عربية.
كما أشار المصدر نفسه إلى أن المبادرة المصرية تولي البعد الاقتصادي جانباً كبيراً، وذلك من خلال مسح كامل للجهود العربية في هذا المجال، لافتاً إلى أن المبادرة المصرية ركزت على قيام الدول العربية بتنفيذ مشروعات تكامل اقتصادي بينها، وفقا للارادة الاختيارية لها على أن تنضم لها دول أكثر لاحقاً، كما وضعت المبادرة تصورا للقطاع الخاص، وإيلائه مجالاً أوسع في سياق العمل الاقتصادي العربي.
من جهة أخرى، كشف مصدر دبلوماسي عربي رفيع في القاهرة لـ (إيلاف) عن اعتزام الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الاعتذار عن المشاركة في القمة العربية المقرر عقدها نهاية شهر آذار (مارس) المقبل في تونس، مؤكداً أن هذا الاعتذار لا ينطوي على أية مواقف تجاه القمة العربية أو دولة تونس، بل يأتي لأسباب تتعلق بانشغال الرئيس الجزائري في الحملة الانتخابية التي يعتزم خوضها.
وأضاف الدبلوماسي العربي نافيا في الوقت ذاته أن يكون غياب الرئيس بوتفليقة يعد مقاطعة للقمة على خلفية أحداث العنف التي شهدتها صفاقس، وأسفرت عن مقتل اثنين من المشجعين الجزائريين وإصابة ألفين وخمسمائة آخرين بعد مباراة لكرة القدم بين الجزائر والمغرب انتهت بهزيمة الجزائر واندلعت بعدها أعمال شغب واسعة.
كما لفت المصدر إلى أن عبد العزيز بلخادم وزير خارجية الجزائر سوف يرأس وفد بلاده إلى اجتماع القمة بدلاً من الرئيس بوتفليقة.