أحمد عبدالعزيز من موسكو: ذكر رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الشعبي الوطني لروسيا عضو مجلس الدوما عن الحزب الشيوعي جينادي سيومجين في مؤتمر صحفي عقده اليوم في موسكو بأنه لا يستبعد إمكانية تغيير قيادة الحزب الشيوعي الروسي في مؤتمر الحزب الذي سينعقد شهر حزيران (يونيو) القادم. وقال سيومجين بهذا الشأن إن الحزب بحاجة إلى تحديث وبرنامج جديد وعملية تجديد لكوادره. كما انتقد سيومجين قيادة الحزب الشيوعي بقوله: "إن أخطاء قيادة الحزب الشيوعي أدت إلى خسارة وفشل الحزب في الانتخابات البرلمانية والرئاسية". كما لم يستبعد سيومجين أيضا أن تقوم تلك القيادة في الأيام القريبة القادمة بتغيير أسلوبها السياسي والإنساني، مضيفا بأنه بعد ذلك قد لا يصل الأمر إلى اختيار زعيم آخر للحزب. ونفى رئيس اللجنة التنفيذية للاتحاد الشعبي الوطني لروسيا الاتهامات التي وجهها إليه رئيس الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوجانوف بمحاولة شق صفوف الحزب.
وكانت هيئة رئاسة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي قد أعلنت مؤخرا عن تقييم نتائج الانتخابات الرئاسية الروسية وبحث خطط الحزب واتحاد القوى الشعبية الوطنية الروسية في المستقبل القريب وذلك في اجتماع عقدته يوم الخميس 18 آذار (مارس) الجاري. وقال متحدث باسم الحزب أن الموضوع الوحيد المدرج على جدول أعمال الاجتماع يتعلق بالنية في تحديد اليوم الذي ستعقد فيه لجنة الحزب المركزية دورتها المقبلة وتحديد الموضوعات المطلوب إدراجها في جدول أعمالها. ومن المتوقع أن تعقد الدورة في 27 آذار (مارس).
وتأتي هذه الخطوة بعد الضربات المتلاحقة التي أصابت الحزب الشيوعي الروسي، والانشقاقات التي جرت في السنوات الأخيرة وأسفرت عن خروج العديد من الشخصيات القيادية والجماهيرية من صفوفه. وكان الحزب قد وصل إلى أوج جماهيريته في الانتخابات الرئاسية عام 1996. وأظهرت النتائج أن زعيم الحزب جينادي زيوجانوف الذي كان مرشحا ضد الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين في الانتخابات الرئاسية عام 1996 كان قد فاز بهذه الانتخابات، إلا أن الحزب لم يتحرك قانونيا في مواجهة التزوير الذي جرى. والمعروف أن الحزب الشيوعي كان يمثل الأغلبية في البرلمان الروسي إلى ما قبل الانتخابات الأخيرة التي جرت في 7 ديسمبر 2003. إلا أن الكرملين تمكن من تحجيم الحزب وتقليص جماهيريته، ونجح في سحب البساط ورفع شعارات مشابهة لشعارات الحزب الشيوعي، الأمر الذي أفقد الحزب جزء كبيرا من شعبيته.
وخلال السنوات الأربع الأخيرة حدثت مجموعة من الانشقاقات داخل الحزب، وانهارت تحالفاته مع القوى الوطنية واليسارية الأخرى بنتيجة أخطاء في التوجهات وعقد تحالفات غير مبدئية مع رجال الأعمال وبعض القوى الأخرى المخالفة في التوجهات. إضافة على خروج شخصيات قيادية وجماهيرية مثل رئيس مجلس الدوما السابق جينادي سيليزنيوف والتنسيق مع الكرملين. وتبعه الخبير الاقتصادي المعروف سيرجي جلازييف الذي ترك الحزب وشكل حزبا آخر باسم "رودينا" تمكن من تجاوز حاجز الـ 5% لدخول مجلس الدوما في الانتخابات البرلمانية الأخيرة. كما قام جلازييف أيضا بترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، ولكنه حصل على 1ر4% من الأصوات، بينما حصل مرشح الحزب الشيوعي الروسي نيقولاي خاريتونوف على 7ر13%، وجاء في المركز الثاني بعد الرئيس فلاديمير بوتين الذي فاز بمنصب الرئاسة باكتساح. إضافة إلى ذلك فالعلاقات بين قادة الحزب الشيوعي واتحاد القوى الشعبية والوطنية لم تعد صحية في الفترة الأخيرة، بل تشهد تدهورا يمكن أن يؤدي إلى انشقاقات جديدة.
ومن جانبه قام زعيم الحزب الشيوعي الروسي جينادي زيوجانوف بتوجيه انتقادات قاسية إلى منظمي ما يسمى بمؤتمر قوى اليسار المقرر عقده يوم الجمعة 19 آذار (مارس) الجاري، مشيرا إلى إنه لم يصدر عن هيئة رئاسة لجنة الحزب المركزية ومجلس التنسيق لاتحاد القوى الشعبية الوطنية أي قرار بشأن تنظيم هذا المؤتمر أو المشاركة في أعماله. واتهم زيوجانوف منظمي المؤتمر بمواصلة خططهم السابقة لتدمير الحزب الشيوعي والحركة اليسارية الوطنية. والمعروف أن رئيس اللجنة التنفيذية لاتحاد القوى الشعبية الوطنية جينادي سيومجين هو الذي دعا إلى تنظيم "مؤتمر قوى اليسار". وهناك خلاف بينه وبين زيوجانوف حول دور الحزب الشيوعي في الحركة اليسارية وتحالفاته.