"إيلاف"من القاهرة: خلافاً لحياته الصاخبة التي شهدت العشرات من الانتصارات والانكسارات والنجاحات وحتى محاولات الاغتيال والاتهامات وحكايات العلن والكواليس في الصحافة والسياسة، اختار الكاتب والناشر الصحافي اللبناني الكبير وليد أبو ظهر أن يرحل بهدوء، عن عمر يناهز 66 عاماً.وغيب الموت الفقيد ليلة أمس، وشيعت جنازته في القاهرة اليوم السبت ليدفن أيضاً بها، بناء على وصيته لأسرته.
والفقيد وليد أبو ظهر مؤسس ورئيس تحرير مجلة (الوطن العربي)، وكان قد رأس تحرير صحيفة (المحرر) اللبنانية التي أصدرها شقيقه الراحل هشام ابو ظهر في بيروت خلال عقد الستينيات من القرن الماضي، ثم تولى إدارة وتحرير (المحرر) التي لعبت في تلك المرحلة دورا بارزاً في الحركة التقدمية اللبنانية، كما ارتبطت مكاتبها بحركات المقاومة الفلسطينية من لبنان، وصارت (المحرر) واحدة من أشهر الصحف في لبنان حينئذ.
واستمر وليد أبو ظهر في إصدار (المحرر) ورئاسة تحريرها الى أن تعرضت لهجوم عسكري منظم بعد الدخول السوري الى لبنان وذلك في الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر)1975 ، ونجا الفقيد من الاغتيال ولكن مكاتب (المحرر) ومطابعها احرقت بالكامل.
وانتقل أبو ظهر الى لندن ومنها الى باريس حيث أصدر مجلة (الوطن العربي) في آذار (مارس) 1977 لتصبح أول مشروع إعلامي عربي مهاجر يصدر في أوروبا، وتعرض مؤسسها الى عدة محاولات اغتيال منها حادث الانفجار الشهير في شارع (مارتوف) بالعاصمة الفرنسية باريس أمام مكاتب المجلة في عام 1982 ، الأمر الذي أدى الى تداعيات في علاقات فرنسا مع عدد من الدول العربية، على خلفية هذا الحادث.
ثم اصدر الفقيد مجلة (الوطن الرياضي) عام 1978 لتنضم الى شقيقتها (الوطن العربي) كمجلة رياضية
متخصصة، ثم أصدر مجلة (كلام الناس) الاجتماعية الفنية عام 1993، ومجلة (فلاش) الاجتماعية عام 1999، ومجلة (مرايا الناس) المتخصصة في الديكور، ومجلة (الباشا) الموجهة للرجل العصري، إضافة الى موقع (القناة) الإخباري على شبكة الإنترنت في عام 2000 ، ومجلة (ديفا) المنوعة باللغة الانكليزية عام 2001.
وخلال السنوات الأخيرة من حياته عاش وليد ابو ظهر متنقلاً بين باريس والقاهرة، التي أسس فيها دار نشر صحافية كبيرة، تصدر عددا من المجلات الاسبوعية والشهرية وشبكة إخبارية إليكترونية صدرت قبل نحو أربعة أعوام.
هذا ومن المقرر ان تتلقى أسرة الفقيد، وابنه خالد ابوظهر، العزاء مساء غد الاحد في مسجد الحامدية الشاذلية بالقاهرة.