إيلاف من عمان أصدر ياسر عرفات تحذيراً تم ابلاغه للناشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، يطلب فيه منع اعادة طبع كتاب "أَكَلَهُ الذئب" لشاكر النابلسي الذي نفد من الأسواق منذ مدة، والذي صدر عام 1999، وتمّت مصادرته في ذلك الوقت من أراضي السلطة الفلسطينية، ومنع دخوله، والاعتداء على موزعه في رام الله (مكتبة الشروق)، وضرب مدير المكتبة، ومصادرة النسخ الموجود في المكتبة واحراقها.
وكان كتاب "أَكَلَهُ الذئب" الذي يسرد السيرة الفنية لرسام الكاريكاتير الفلسطيني الأشهر ناجي العلي صاحب "حنظلة" ونهايته المحزنة، يشير من بعيد إلى تورط عرفات في مقتل الشهيد رسام الكاريكاتير الفلسطيني الأشهر ناجي العلي كما ذكرت صحيفة الأوبزيرفر اللندنية في عددها 30/8/1987 بعنوان: (المزحة المميتة التي كلّفت رسام الكاريكاتير حياته). وكان ناجي العلي قد قتل في لندن في عام 1987، وهو خارج من مبنى جريدة "القبس الدولي" التي كان يعمل بها آنذاك بعد أن تمَّ طرده من الكويت.
ومن المعروف، أن كتاب "أَكَلَهُ الذئب" نفد من الأسواق منذ مدة طويلة، وعندما قررت المؤسسة العربية للدراسات والنشر اعادة طبعه، تمّ منعها من ذلك، وتلقت تحذيراً وتهديداً من السلطة الفلسطينية بمنع دخول كافة كتب المؤسسة العربية للدراسات والنشر إلى مناطق السلطة الفلسطينية والتوقف عن دفع الاستحقاقات المالية المتوجبة على السلطة الفلسطينية للمؤسسة العربية للدراسات والنشر، فيما لو تمت اعادة طبع الكتاب المذكور.
ويأتي هذا التحذير كذلك نتيجة للمقالات المتتابعة التي كتبها شاكر النابلسي مطالباً عرفات بالتنحي وافساح المجال أمام الجيل الجديد من السياسيين الفلسطينيين لتولي زمام الحكم. كما يأتي هذا التحذير نتيجة للندوات التلفزيونية التي اشترك فيها النابلسي، وفضح فيها الفساد المالي والإداري والسياسي المستشري في السلطة الفلسطينية.