&
&بيروت: ريما زهار: "بيتنا زجاج ونرشق بالورد والحجارة"
واقعية وأنيقة العبارة تقول الناشرة المنهمكة في الإعداد لمقرأ دار الجديد خلال معرض الكتاب المقبل تقول " بشهادة المخضرمين من أهل المهنة- مهنة النشر - وصلناها متأخرين، تقول،ثم تضيف: حق لمن يهمه الأمر أن يدهش من أنه كذلك وأن يترجم دهشته فضولاً وفضوله سؤالاً.
وإذا سألتها كيف تفلح دار الجديد في الاستمرار منذ عشر
رشا الأمير
&سنوات دونما انقطاع تقول" بعد عشرة أعوام على تأسيس دار الجديد وانطلاقها لا يبقى ما يستحق الذكر من الحيثيات الشخصية التي حفت بذلك إلا القليل، رغم أن في عداد تلك الحيثيات ما كان له أحياناً - ولا حرج من التصريح - الصوت المرجح في انتخابات بعض الإصدارات المبكرة، "نحن لم نأت مهنة النشر من إحدى هاتين المهنتين اللتين رفدتا النشر اللبناني من بعد أن صار مهنة علمانية، بالعدد الأوفر من الناشرين:صناعة الكتاب و/أو تجارته.
وتستوضحها عن طبيعة عمل الناشر فتقول:"أما الناشر من عملية النشر فهو في المبدأ ثلاثة:صاحب القرار في النشر أو عدمه، وممول عملية النشر، وصاحب الأمر في تعيين مواصفات الاستنساخ الطباعي والسهر على تحلي نسخ الكتاب موضوع النشر بها،
هل دار الجديد مؤسسة مستقلة؟ " مستقلة نعم،ولكن نرثي أحياناً أنها كذلك، ونؤاخذنا أحياناً أخرى على أننا لم نفلح في استدراج من يشاركنا استقلالها، ليس على سبيل وضع اليد، ولكن على سبيل كفايتها أسباب البقاء من حيث هي مؤسسة تحاول أن تتعاطى النشر باعتباره فرعاً على أصل هو الشأن الثقافي-الفكري، وليس باعتباره مهنة تدخل تحت باب " الخدمات العامة".
عام 1990 التحقت رشا الأمير بمؤسس دار الجديد لقمان سليم ومعاً قطعا ربع النشر الخالي . تقول رشا الأمير أن الدار ولكي توفر أسباب بقائها ونموها، تعتمد على مصادر دخل ثلاثة: المبيعات، والخدمات النشرية والتبرعات،
من خلال مهنتها كصحافية استطاعت رشا أن تزور "هذا العالم العربي المدهش والمتناقض والتي طرأت مهنة النشر عليه حديثاً والتي تبقى فيه هذه المهنة غير مفهومة، "فلنبدأ من البداية:أن تسأل في مجلس عربي اللسان والجنان عن مهنتك فتجيب
" ناشر" فالأرجح أن يعقب على جوابك بالسؤال : "وما اسم المطبعة....
وتأسف رشا أن يكون الكتاب مجرد سلعة في مجتمعنا وتقول : ماذا لو أن " الكتاب -السلعة" الذي يخاطب " حرية المستهلك لما يزل، إلى حد بعيد، وفي أحسن الأحوال، بمنزلة ضيف الشرف من" أمة اقرأ"؟ وماذا لو أن الشفوية هي أمية العرب في عصر الاتصالات؟
القارئ العربي ميت إلى أن يثبت العكس وقد أقمنا له قبره في العام 1999 من خلال معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، حيث أفردت دار الجديد صدارة جناحها لمجسم قبر كتب على شاهده:القارئ العربي حتى إثبات العكس،
إلام تطمح دار الجديد؟ بخلاف ما قد يسبق إليه الظن، ليس أن تتحول إلى تعاونية كتّاب ولكن،بالأحرى، إلى تعاونية قراء بل إلى حزب قراء...ليس لأن القراءة محمودة بذاتها أو لأنها خير من النوم، أو لأن التلفزة أو الكمبيوتر شر مطلق، ولكن لأن القراءة"أدب" أي سُنّة في تعاطي الأشياء ومعاطاة الآخرين، بل نذهب إلى الاعتقاد أن المواطن قارئ أو ليس بمواطن!
وتفخر الأمير أن تكون دار الجديد قد نشرت كتب السيد الخاتمي والشيخ عبد الله العلايلي ومحمود درويش وأصوات أدبية وفكرية شابة من مختلف الآفاق والأهواء.
دار الجديد صاحبة فضل على المشهد النشري العربي وهذه الدار المستقلة أمانة في عنق حزب القراء.

&