"انها ليلة تاريخية لحزبنا. والامر الوحيد الذي يجب ان نتذكره هو ان الشعب يريدنا ان ننفذ ما وعدنا به".

لندن: وصف توني بلير يوم الجمعة الفوز الكبير الذي حققه حزب العمال البريطاني بزعامته بانه "لحظة تاريخية" اذ انه يسمح بولايتين متتاليتين كاملتين للعماليين في الحكم وهو امر لا سابق له في بريطانيا. وشدد رئيس الوزراء البريطاني امام ناشطين عماليين تجمعوا امام مقر الحزب في ميلبنك في لندن عند الساعة الخامسة بتوقيت غرينتش "انها ليلة تاريخية لحزبنا. والامر الوحيد الذي يجب ان نتذكره هو ان الشعب يريدنا ان ننفذ ما وعدنا به".
واضاف قبل توجهه الى مقر الحكومة البريطانية في دوانينغ ستريت "مهمتنا تقضي بمتابعة العمل الذي باشرناه. لذا علينا ان نبدأ الان معا".
واضاف محاطا بزوجته شيري ووزير المال غوردون براون ونائب رئيس الوزراء جون بريسكوت "نعرف ان الامر سيكون صعبا وانه سيستغرق وقتا لكن التزامنا ثابت".
واظهرت النتائج الموقتة ان حزب العمل فاز ب412 مقعدا من اصل 659 في مجلس العموم في مقابل 162 فقط لحزب المحافظين. وحقق الليبراليون الديموقراطيون نتيجة ممتازة وفازوا حتى فجر اليوم ب46 مقعدا في حين تفيد التوقعات انهم سيحصلون في النهاية ب52 مقعدا. وهذه الارقام تؤكد النتيجة التاريخية التي حققها هذا الحزب في الانتخابات الاخيرة (47 مقعدا).
وتميزت الانتخابات التشريعية هذه المرة بنسبة عدم مشاركة تراوحت بين 37%و42% وفق التقديرات.
والغالبية التي يبدو ان بلير سيحققها هي الاكبر التي يجمعها رئيس وزراء منتهية ولايته في تاريخ بريطانيا السياسي.
وقد اتصل وليام هيغ زعيم المحافظين ببلير لتهنئته بالفوز. واقر هيغ بهزيمته التي اعتبرها "مخيبة جدا" لحزبه.
ورأى ان بات على حزبه ان "يعيد النظر بجهوده ومضاعفتها وتكثيفها لتوفير خيار حكومي اخر في البلاد" مضيفا انه سيوضح في وقت لاحق من اليوم كيف سيعمل على ذلك.
واشار الى "ان ثمة حاجة لعملية تفكير عميقة داخل الحزب المحافظ" من دون ان يتطرق الى مصيره كزعيم للحزب.
وعلقت هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) في نشرتها الاخبارية عند الساعة السادسة على نتائج الانتخابات بقولها "انه فوز ثان ضخم للعماليين" مشددة على نسبة عدم المشاركة القياسية اذ لم تتجاوز نسبة المشاركة ال 60% في مقابل 71% تقريبا العام 1997. وهذه اكبر نسبة عدم مشاركة منذ 1918.
ورأى بريسكوت ان الناخبين البريطانيين "اعطوا حزب العمال تفويضا كبيرا جدا" مشددا على ان "المحافظين ارتكبوا اخطاء كبيرة ونحن نستحق الفوز".
واعتبر براون من جهته ان "ضخامة الفوز والفارق الكبير بيننا وبين منافسينا يظهر اننا لم نكتف بالفوز في معركة التصويت بل في معركة الافكار ايضا".
ويفترض ان يلتقي بلير اليوم الملكة اليزابيث الثانية التي تعين جريا للعادة زعيم الحزب الذي فاز بالانتخابات في منصب رئيس الوزراء.
ويرى بعض المحللين ان رئيس الوزراء قد يعلن اعتبارا من اليوم تعديلا وزاريا.(أ ف ب)