&
بيروت: ريما زهار: فيما تتجه الأنظار إلى الانتخابات الرئاسية في إيران ثمة ملف يتعلق بالعلاقات الأميركية الإيرانية يتم التداول فيه في الأوساط السياسية .وفي تحليله لهذا الملف يقول
بدون تعليق
الدكتور نزار حمزة اختصاصي علوم سياسية:
"ليس من المتوقع أن يطرأ أي تغيير مفاجئ على علاقات إيران مع الولايات المتحدة لعدد من الاعتبارات منها:
أولاً أن ملف العلاقة الإيرانية الأميركية هو بيد مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي الذي لا يزال يرفض التطبيع .
ثانياً استمرار إصرار كلا الطرفين إيران وأميركا على شروطهم السابقة فإيران تريد رفع الحجز على أموالها المجمدة وهي عشرة مليارات دولار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية وإلغاء المقاطعة التجارية والاقتصادية وهذه تقابلها شروط أميركية هي عدم معارضة إيران لعملية السلام بين إسرائيل والعرب وعدم الإرهاب وعدم السعي للحصول على أسلحة دمار شامل.
لا يقتنع الإيرانيون بخطوات صغيرة تتخذها واشنطن كتلك التي اتخذتها إدارة كلينتون العام الماضي حين رفعت الحظر عن استيراد الفستق والسجاد والكافيار الإيراني، والإيرانيون لا يعترضون على العلاقات الرياضية والثقافية والفنية والأكاديمية ويظل هناك احتمال بحدوث انفراج في العلاقات بين البلدين في مجالات النفط، حيث أن الجمهوريين وخصوصاً ديك تشيني وجورج بوش الابن هما من مجموعة الضغط النفطية ومن ملاك أسهم في شركات نفطية، وكانا يدعوان لإلغاء الحظر الأميركي على صادرات النفط الإيرانية والاستثمارات في مجالات النفط.
تعددت الأسباب
إلا أن تعثر عملية سلام الشرق الأوسط إضافة إلى احتمالات اندلاع مواجهات عسكرية بين إسرائيل وحزب الله في جنوب لبنان قد تؤدي إلى تدهور العلاقات إلى سابق عهدها، كما أن تنامي العلاقات الإيرانية الروسية في الآونة الأخيرة يمثل تهديداً جدياً لأي تحسن محتمل بين طهران وواشنطن.
فضلاً عن أن شعور الإيرانيين بتطور علاقاتهم الخارجية مع دول الإتحاد الأوروبي وروسيا ودول الجوار الإقليمي، يمنعهم من إبداء أي مرونة نحو التطبيع مع الأميركيين.
فالإيرانيون الذين ظلوا يعارضون تطبيع العلاقة مع أميركا في ظل الظروف الصعبة التي اجتازوها خلال حرب الخليج الأولى والثانية وثم مؤتمر مدريد ، من المستبعد أن يغيروا مواقفهم في الظروف الحالية والإنحياز الأميركي إلى إسرائيل والتململ العربي الشعبي من السياسة الأميركية، فضلاً عن إيمان الإيرانيين الراسخ بأن ثورتهم وإسقاط الشاه كان وراء إثارة الرأي الرأي العام ضد أميركا وإسرائيل، علماً بأن المحافظين ليسوا وحدهم الذين يعارضون التطبيع مع أميركا، فهناك خط منتشر في التيار الإصلاحي يمثله مجمع روحانيون مبارز الذي ينتمي إليه الرئيس خاتمي يرفض التطبيع ما لم تستجب أميركا للشروط الإيرانية.
والعلاقات ستظل مقطوعة حتى وإن أعيد انتخاب خاتمي لفترة ثانية، وقد ظهر ذلك خلال فترة رئاسة خاتمي الأولى، كما اتضح خطأ من تحدثوا عن براجماتية الرئيس السابق رافسنجاني في بداية عهده عندما انتخب عام تسعة وثمانين وأنه سيعيد العلاقات مع واشنطن، وغادر رافسنجاني الرئاسة عام سبعة وتسعين ولم يحدث أي تطوير يذكر بل على العكس شهد عامي 95 و96 قرارات المقاطعة وتخصيص موازنة لقلب نظام الحكم في طهران وقانون داماتو، ثم نظرية الإحتواء المزدوج، وعليه لا يعتقد الكثيرون أن تولي خاتمي لولاية ثانية سيقدم الجديد بخصوص هذا الملف.
وتعتقد طهران أنها من خلال إبرام معاهدة أمنية مع الرياض فستقطع على واشنطن الطريق في خطتها الرامية إلى تحويل المملكة إلى ما يشبه إيران في عهد الشاه، كمركز للوجود الأميركي الإقليمي، خصوصاً بعد عدم انسحاب القوات الأميركية من السعودية رغم انتهاء حرب الخليج رغم تعهده بذلك قبيل دخولهم إلى منطقة المحررة من الكويت.
وعقب حديث أدلى به خاتمي لشبكة سي أن أن الأميركية في مطلع عام 98، دعا فيه إلى الحوار مع الشعب الأميركي، وقدم صورة لم يعرفها المجتمع الأميركي عن إيران بدأ الحديث في واشنطن عن إعادة صياغة العلاقات مع طهران وقيل في حينه إن خاتمي يهدف إلى إنشاء جماعة ضغط أو لوبي يتعاطف مع إيران في الولايات المتحد يهدف إلى رفع العقوبات المفروضة عليها.

&