&
تكثف تونس جهودها من اجل جذب الواهبين والعلماء لمساعدتها على تنفيذ مشروعات هدفها مكافحة التصحر ولا سيما عبر حفر الآبار وزراعة واحات النخيل وإنشاء نقاط جذب سياحي وحتى ملعب للغولف.
ولهذا الغرض عقدت أخيرا في العاصمة التونسية حلقة دراسية وطنية لتحريك الشركاء والمصادر من اجل مكافحة زحف الصحراء من جنوب البلاد الجاف المغطى بالرمال إلى المناطق الشمالية الخضراء حيث تهطل الأمطار بكميات وفيرة.
وتغطي الصحراء نصف مساحة تونس البالغة حوالي 164 ألف كيلومتر مربع جاعلة منها صغرى دول المغرب العربي. وتشكل الصحراء التونسية بواحاتها مقاصد سياحية لكن تقدم الصحراء يمكن ان يعيق التنمية ويؤدي إلى تغيرات مناخية
وخفض إنتاج المحاصيل الزراعية التي تغطي 30% من مساحتها.
واعتمدت تونس منذ 1998 برنامجا للعمل الوطني على عشرين عاما بكلفة 3 مليارات دينار، أي ما يوازي 4،2 مليار يورو، هدفه مكافحة التصحر عبر مشاريع للتشجير والحفاظ على المياه والتربة وإنشاء الواحات والمساحات المروية ومشاريع للتنمية الريفية المتكاملة.
وينبغي ان يتيح البرنامج تشجيع سكان الصحراء على البقاء فيها عبر حفر الآبار وزرع بساتين النخيل وإنشاء واحات صغيرة ومشاريع صغيرة على الكثبان لتثبيت الرمال.
ويتم توزيع الواحات المستحدثة مجانا على بدو الصحراء الذين توفر لهم أيضا أبار للتزود بالمياه، الأمر الذي أتاح لتونس زراعة مئات الهكتارات من الأراضي الصحراوية بالنخيل.
وترتدي مشاركة السكان المحليين في وضع برامج مكافحة التصحر أهمية كبيرة نظرا لما يتمتعون به من خبرة ورثوها عن أجدادهم.
وتتولى الحلقة الدراسية الوطنية تطبيق ومتابعة تنفيذ البرنامج. وتعقد الحلقة مجددا في أيلول (سبتمبر) في العاصمة التونسية بمشاركة واهبين. وتحصل تونس في هذا الإطار على دعم من صندوق الأمم المتحدة للتنمية ومن إيطاليا وألمانيا.
ومن الهيئات الأخرى العاملة على مكافحة التصحر، معهد المناطق القاحلة في مدنين (450 كيلومترا جنوب العاصمة) وهو معهد انشىء في العام& 1976 لإجراء الأبحاث وإعداد الخبراء.
وللمعهد فروع إقليمية في الجنوب ويستقبل طلابا من أفريقيا لا سيما موريتانيا وتشاد والنيجر وليبيا ومن الشرق الأوسط لا سيما سوريا واليمن ومن أوروبا، من فرنسا وألمانيا وبلجيكا.
واقام المعهد علاقات وثيقة مع جامعات فرنسية مهتمة بمشكلات التصحر مثل نيم ومونبيلييه.
وينظم معهد مدنين بصورة دورية ندوات عالمية للتعريف بالتقنيات الحديثة لمكافحة التصحر وإدارة المصادر الطبيعية.
ويدير المعهد مشاريع رائدة لمكافحة التصحر في المحافظات المجاورة مثل قابس وقبلي وتوزر وتطاوين.
ويتم تحت رعاية المعهد منح دكتوراه في علوم التصحر وادارة المصادر الطبيعية في المناطق القاحلة والصحراوية. وستصبح متوفرة أمام الدارسين في العام الدراسي 2001-2002.
وللتدليل على إمكانية مكافحة التصحر في بعض المناطق القاحلة التونسية سيتم إنشاء ملعب للغولف يحوي 18 حفرة حول واحة توزر (جنوب غرب البلاد)، المدينة السياحية على أبواب الصحراء.
(أف ب - باتريك فان روكيغم)