&
قال زعيم الجيش الشعبي لتحرير السودان الكولونيل جون قرنق ان اصرار الرئيس السوداني الفريق عمر حسن البشير على دولة دينية وعدم فصل الدين عن الدولة يفرض الكونفدرالية حلا وحيدا، مؤكدا في الوقت ذاته انه سيسيطر على حقول النفط في الجنوب.
واضاف قرنق في مقابلة مع صحيفة "الحياة" اليوم الاحد ان البشير "يطرح مشروع الكونفدالية وتقسيم السودان" وجدد تهديداته لشركات النفط العاملة في جنوب السودان لكي توقف نشاطاتها.
وتابع زعيم التمرد عشية انعقاد الهيئة القيادية في "التجمع الوطني الديوقراطي" المعارض في العاصمة الاريترية اسمرة انه يسعى الى السيطرة على حقول النفط خصوصا بعد انضمام الميليشات التي كانت تحميها الى صفوف قواته اخيرا.
واعلن انه يحمل الحكومة السودانية مسؤولية اي خسائر قد تنجم عن العمليات العسكرية التي تستهدف حقول النفط بما في ذلك الشركات الاجنبية وعمالها"، مشيرا الى مواصلة الهجمات مبديا ثقته في قدرة قواته على السيطرة على حقول النفط.
واوضح ردا على سؤال عما جرى في قمة الهيئة الحكومية للتنمية ومكافحة التصحر "ايغاد" التي عقدت في نيروبي مطلع الشهر الحالي ان "ايغاد ترى انه حتى يكون السودان موحدا يجب فصل الدين عن الدولة، واذا لم يتفق الطرفان على ذلك، فسيكون من حق شعب جنوب السودان تقرير مصيره" بموجب اعلان المبادئ الخاص بخطة الهيئة.
وقال ان "هدفنا سودان موحد يتساوى فيه الجميع في ظل قانون يفصل الدين عن الدولة ولكن المفاوضات مع الحكومة اظهرت تمسكها بالدولة الدينية وكان الطريق الوحيد للخروج من المازق كحل تفاوضي سليم هو ايجاد ترتيب كونفدرالي يشمل دستورين منفصلين".
واكد قرنق انه "اذا لم يحصل ذلك فان الحرب ستستمر (...) وهذا التوجه ليس ضد الاسلام كما يفترض البعض خطا. فلدينا في الحركة الشعبية لتحرير السوددان عدد كبير من المسملين قادة واعضاء كما انه ليس موجها ضد اثنية معينة".
ويخوض السودان منذ 1983 حربا اهلية بين الحكومات المتعاقبة والجيش الشعبي لتحرير السودان المؤلف من مختلف القبائل الاحيائية والمسيحية في جنوب السودان التي تقاتل ضد الهيمنة الشمالية العربية-المسلمة.
وقد اسفر النزاع وما تسبب به من مجاعات وامراض وفقر، عن مقتل اكثر من مليون شخص منذ 1983 وعن تهجير اربعة ملايين شخص على الاقل، حسبما تؤكد مصادر المنظمات الانسانية.
الى ذلك، تابع قرنق ردا على سؤال "لسنا نحن من يهدد الشركات النفطية وانما هي من يهددنا من خلال مواصلتها التنقيب عن النفط وتهجير اكثر من 100 الف من سكان هذه المناطق (...) ونعتبرها اهدافا شرعية بل مرتزقة يعملون لحساب نظام الجبهة الاسلامية" الحاكمة في الخرطوم.
وكان الجيش الشعبي لتحرير السودان اعلن الاسبوع الماضي ان قواته تمكنت من السيطرة على مناطق في ولاية غرب بحر الغزال في الجنوب حيث بات "وجود القوات الحكومية ينحصر في المدن" فقط.
واكد زعيم التمرد ان بالامكان "توقع السيطرة قريبا على حقول النفط ولكن لا استطيع ان احدد متى سيكون ذلك. لكننا سنطردهم حتما وليس لدي ادنى شك في الامر" خصوصا بعد انضمام "قوات بيتر غاديت في بانتيو ومايكل توت في فانجانك اللذين قمت بزيارتهما".
وردا على سؤال حول علاقاته مع القيادي المنشق عن الحركة الشعبية رياك مشار الذي انفصل عن القوات الحكومية في الفترة الاخيرة قال ان قواته وخصوصا في منطقة اولد فانجانك انضمت الينا وتركنا الباب مفتوحا امامه وانا مستعد للقائه في اي وقت".
واخيرا، راى قرنق ان رئيس الوزراء الاسبق زعيم حزب الامة الصادق المهدي ليس في موقع يسمح له برعاية اي مبادرة سلمية او صنع السلام" مشيرا الى انه "يتحدث الان باسم النظام وصار شائعا وصفه بانه السفير المتجول".
وتساءل "اين سيجلس الصادق المهدي في حال حصول مفاوضات بين المعارضة والحكومة، اذ ليس هناك وسط" موضحا ان "اجتماع ابوجا (نيجيريا) في 25 الشهر الحالي سيبحث في احتمال عودة الامة الى المعارضة حيث موقعه الصحيح".
&